سقوط آخر لمهنية الأسوشيتد برس

الخميس 9 أغسطس 2018 01:39:00
testus -US
خاص المشهد العربي

إن قراءة عابرة لعدد العمليات التي نفذتها الجماعات الإرهابية ضد قوات الحزام الأمني في كل من عدن ولحج وأبين وكان آخرها الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة أول من أمس ؛استهدف خلاله قائد قوات التدخل السريع في بلدة المحفد بمحافظة أبين " جمال لكمح وأدى إلى مقتله وعدد من مرافقيه يُعدّ ردّاً كافياً على فحوى تقرير هزيل  نشرته  وكالة "الأسوشيتد برس" قبل يومين اتهمت فيه التحالف العربي -المملكة العربية السعودية تحديدا - والوحدات الجنوبية بعدم الجدية في الحرب على الإرهاب باليمن بل وذهب التقرير إلى أن التحالف اشترى ولاء عدد من قيادات القاعدة بالمال .

وزاد بقوله: " إن قوات التحالف العربي عمدت الى دفع مبالغ مالية وإبرام صفقات سرية مع عناصر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب مقابل  الانسحاب من بعض المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في جنوب اليمن بينها شبوة وحضرموت ؛ وشككت الوكالة بجدية التحالف في حربه على الإرهاب مدللة على ذلك بخروج بعض عناصر القاعدة بأسلحتهم إلى محافظة البيضاء شمالا  قبل أن تسيطر وحدات قتالية محلية على مناطق كانت تحت أيديهم في كل من شبوة و, أبين والمكلا  وقالت بأن الولايات المتحدة تعلم بذلك .

وحشرت الوكالة اسم المملكة العربية السعودية أكثر من مرة باعتبارها من أبرمت تلك الصفقات مع علم الجميع بأن من خاض معارك تطهير محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة والمكلا من الجماعات الإرهابية المنتمية لتنظيمي القاعدة وداعش كانت قوات محلية تنتمي بغالبها الى الحراك الجنوبي وبإسناد ودعم مباشرين من القوات المسلحة الإماراتية .

وهذه هي المرة الثانية التي يقوم فيها مكتب الوكالة في القاهرة بتضليلها عبر نشره تقريرين لا يستندان الى أدلة مادية أو شهادات موثوقة حيث ؛اعتمدت الوكالة في تقريرها الأول وكان بعنوان " السجون السرية في جنوب اليمن " واتهمت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بإدارة سجون سرية في الجنوب وانتهاك ضباطها لمبادئ حقوق الإنسان مستندة إلى صور نشرها قيادي في تنظيم القاعدة على صفحته في الفيس بوك في 3 مايو 2018 فيما أعادت نشرها الوكالة في 4 يوليو 2018 معتبرة ذلك دليل كاف لتشويه الدور الإماراتي في اليمن وهذا يعد سقوطا كبيرا لوكالة بحجم الأسوشيتد برس  .

التشكيك بمصداقية  تقرير خبراء مجلس الأمن :

لاشك بأن ما جاء في تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة الخاص باليمن حول النجاحات التي حققتها الوحدات القتالية الجنوبية المسنودة من دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب دليل كاف على وهن وضعف سياق تقرير الوكالة الأمريكية خاصة إذا ما عرفنا أن تقرير الخبراء الدوليين تتم صياغته وإعداده ومراجعة نصوصه من قبل خبراء متخصصين وعبر شهادات وتوثيق  ميداني للأدلة والبراهين وجهود تستمر شهورا عديدة .

كما أن تقرير الأسوشيتد برس لم يشر الى الأدلة التي نشرتها الحكومة الأمريكية وذكرها أيضا تقرير الخبراء الدوليين والمتعلقة بالدعم المادي والعيني الذي قدمته شخصيات تابعة للإصلاح من آل الذهب للقاعدة بينها أسلحة في محافظة مأرب . 

وقائع :

ولدحض ما جاء في تقرير الأسوشيتد برس نستعرض هنا بعض من العمليات الإرهابية التي نفذاها تنظيما  القاعدة و داعش في عدن ومحيطها خلال ال3 الأعوام الماضية استهدفت خلالها إدارة أمن عدن وقوات الحزام الأمني وقوات التحالف والنخبتين الحرمية والشبوانية التي قال تقرير الأسوشيتد برس أنهما تواطأتا مع عناصر القاعدة "

عام 2015 م فقط نفذت التنظيمات الإرهابية 22 عملية إرهابية تراوحت  بين سيارات مفخخة  ودراجات  نارية وأخرى انتحاريةنشر تنظيما القاعدة وداعش مقاطع فيديو توثيقا لها  " بالإضافة الى 6 عمليات أخرى  نفذها انتحاريون يرتدون أحزمة ناسفة استهدفت غالبها تجمعات لطالبي تجنيد في عدن "نهاية عام 2017 تعرضت إدارة البحث الجنائي في عدن لهجوم كبير تبناه تنظيم داعش وأودى بحياة اكثر من   60  قتيلا من منتسبيه والأجهزة الأمنية الأخرى التابعة له .

قبل ذلك وتحديدا بداية عام 2017 شن تنظيم داعش سلسلة هجمات انتحارية  طالت إحداها منزل مدير أمن عدن، اللواء شلال شائع أوقعت قتلى وجرحى من بين أفراد حراسته كما استهدف التنظيمان بست عمليات متتالية عبر سيارات مفخخة تبنياها لاحقا موكب اللواء عيدروس الزبيدي ومدير أمن عدن هجمات أوقعت 76من طواقم حراستهما  .

خلال عامي 2017 و2018 م قتل أكثر من 360 من طالبي التجنيد في عدن وحدها بست عمليات إرهابية كان آخرها عملية الصولبان التي أودت بحياة 52 مجندا ؟

وللتذكير فقد كان لقوات النخبتين الشبوانية والحضرمية نصيب من تلك العمليات الانتحارية أوقعت أيضا العشرات من منتسبيهما بين قتيل وجريح وكان آخرها إقدام القاعدة على ذبح 10 جنود من قوات النخبة الحضرمية .

حرب إعلامية مضادة :

أحدث النجاح الأمني الذي حققته التشكيلات الأمنية والعسكرية الجنوبية بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي وبدعم من التحالف العربي ردة فعل متوقعة من قبل التنظيمات الإرهابية المسنودة إعلاميا من قبل دول وأحزاب ووسائل إعلام محلية وإقليمية ودوليّة .

هجوم إعلامي متواصل شاركت فيه قوى متفرقة الروئ متعاكسة التوجهات جمعها العداء الآني  للتحالف العربي و للمجلس الانتقالي بدأها تنظيما القاعدة وداعش بإصدار العديد من البيانات المصورة والمكتوبة والفتاوى  التي أباحت دم الزبيدي وشلال شائع وكل من يعمل معهما  بينها بيان صدر في 28مايو2017م  شن فيه قيادي في تنظيم «الدولة الإسلامية»، يكنى بأبي أسامة الصنعاني  هجوماً حاداً على المجلس «الانتقالي» الجنوبي، ووصفه بـ«مجلس الطواغيت المحاربين لدين الله»، كما وصف عيدروس الزبيدي ب«الطاغوت المرتد». ((وهي مسجلة على شبكة الأنتر نت ))

ضربات موجعة :

إن الضعف الذي اصاب تلك التنظيمات الإرهابية عسكريا وتنظيميا بعد تفكيك الكثير من خلاياها في عدن ولحج ويافع وأبين وحضرموت والقبض على المئات من عناصرها والزج بهم في السجون دفع بعدد من وسائل الإعلام المؤيدة لتلك التنظيمات الى شن حملات اعلامية مكثفة مولتها قطر بملايين الدولارات والهدف كان محاولة إخراج بعضهم من السجون حتى يمكنها معاودة نشاطها واتهمت تلك الوسائل الإعلامية القوات الأمنية الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء سجون سرية  وممارسة عمليات تعذيب للمعتقلين بداخلها كما استخدمت قطر وشخصيات تنتمي الى جماعة الإخوان المسلمين نفوذهما وعلاقتهما بمنظمات دولية مرموقة لتمارس ضغوطها على المقاومة الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة حتى يتم اطلاق  سراح العشرات من المتورطين بعمليات إرهابية والانتماء الى الجماعات الجهادية والهدف المزيد من التأجيج والفوضى المخربة في المناطق المحررة تحقيقا لمأرب سياسية لا يمكن وصفها الإ بالخسيسة .

مادة خاصة بالمشهد العربي