تطورات أزمة خزان صافر.. خطوة جديدة تنعش بأمل كبير

السبت 8 إبريل 2023 00:32:19
testus -US

خطوة جديدة بلغتها أزمة خزان صافر أنعشت الآمال بوضع حد للأزمة المروعة التي تسبب فيها الإهمال الحوثي الفظيع، بعدما عرقل إجراء الصيانة اللازمة للناقلة النفطية.

ففي تطور جديد ومهم، أعلنت الأمم المتحدة أن ناقلة النفط البديلة لـ"صافر" بدأت رحلتها باتجاه البحر الأحمر، بعد استكمال أعمال صيانتها وإجراء التعديلات المناسبة عليها في حوض جاف بمدينة تشوشان في الصين.

وقال أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، إن الناقلة نوتيكا أبحرت إلى البحر الأحمر، بعد استكمال إجراءات صيانة اعتيادية وتعديلات عليها.

ووصف شتاينر، ذلك بالخطوة المهمة والرئيسية للمضي قدماً في العملية المعقدة التي تقودها الأمم المتحدة لإزالة النفط من ناقلة "صافر"، ومنع وقوع كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية واسعة النطاق ستطال كل الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

بدوره، أكّد ديفيد غريسلي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أن الناقلة البديلة غادرت تشوشان في طريقها إلى البحر الأحمر، إلا أنه أكد الحاجة الماسة إلى إغلاق الفجوة التمويلية لبدء عملية الإنقاذ ومنع حدوث انسكاب نفطي كبير.

وتذكر الأمم المتحدة، أنّ الميزانية المنقحة للمرحلة الأولى من العملية، بما في ذلك نقل النفط الخام من "صافر"، تبلغ 129 مليون دولار، بينما التعهدات التي حصلت عليها حتى الآن تصل إلى 95 مليون دولار.

يعني ذلك أن هناك حاجة إلى 34 مليون دولار للبدء في تنفيذ المرحلة الأولى من عملية الإنقاذ الطارئة، وبالتالي فإن بدء عملية التفريغ تتوقف إلى حد كبير على إغلاق الفجوة التمويلية القائمة.

ومن المتوقع أن تصل الناقلة البديلة إلى موقع الخزان العائم "صافر"، الراسي قبالة ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية، في أوائل مايو المقبل لإتمام عملية النقل.

في سياق متصل، قالت شركة "سميث سالفيدج" الهولندية المنفذة لخطة إنقاذ خزان صافر النفطي، إنها ستبدأ مرحلة العمل على تثبيت الناقلة الجديدة ونقل النفط الخام من "صافر"، خلال شهري يونيو ويوليو المقبل، وقد تمتد العملية حتى منتصف أغسطس المقبل.

هذا التطور ينعش بإيجاد حل لناقلة النفط "صافر"، وذلك بعدما مثّل هذا الملف المعقّد تهديدات مرعبة على مدار الفترات الماضية لما خلّفه من تهديدات سواء بشرية أو بيئية أو مناخية.

وصافر هي ناقلة نفط مهترئة تحمل على متنها 1.1 مليون برميل من النفط (أي أكثر من 140 ألف طن)، وهي ترسو على بعد 6 أميال من الساحل اليمني، وقد يسبّب وقوع انفجار أو تسرّب من ناقلة النفط صافر إلى واحدةٍ من أخطر كوارث التسربات النفطية في التاريخ، وفق دراسة أجرتها مختبرات منظمة غرينبيس للبحوث.

وخزان صافر عبارة عن ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة، معرضة للانهيار أو الانفجار في أي لحظة،وتحمل الناقلة أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة إكسون فالديز في ألاسكا قبل أكثر من ثلاثين عاما، وهي مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ.

وأثيرت مخاوف وتهديدات متزايدة من أن تسرب النفط من صافر سيؤدي إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر، وسيتعرض ملايين البشر للتلوث الهوائي.

كما سيكون أثر التسرب على المجتمعات الساحلية مدمرا، إذ سيفقد مئات آلاف العاملين في مجال الصيد مصادر رزقهم بين ليلة وضحاها. وسيستغرق الأمر أكثر من 25 عاماً لاسترداد مخزون الأسماك، وتُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط، في حال وقوعه، من صافر بـ20 مليار دولار.

هذه التهديدات تسبب فيها الإهمال الحوثي وعرقلة المليشيات إجراء الصيانة اللازمة أثارت مخاوف مرعبة من أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأوضاع على الأرض، وهو ما استدعى تحركا سريعا على كل المستويات في محاولة لتفادي خطر حدوث انفجار في الناقلة النفطية تكون له تبعات يمكن تحملها.