تعهدات ما بعد رحيل البطل صالح السيد
رأي المشهد العربي
قضى الجنوب، ساعات من الحزن المرير وهو يُودّع أحد رجاله الأفذاذ وقياداته العسكرية المناضلة والمرابطة وهو اللواء صالح السيد أركان القوات البرية الجنوبية، مدير أمن لحج، الذي ترجَّل تاركا وراءه إرثا كبيرا من العطاء والتضحيات.
تشييع جثمان الفقيد البطل وحالة الحزن على وداعه كان مشهدا يليق بقيمته العسكرية على الساحة الجنوبية، وصدر كمٌ ضخمٌ من بيانات التعازي والمواساة من قِبل القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية، ممن أخذوا يُعدِّدون في السيرة العطرة للواء الراحل.
ولأنّ جسارة الجنوب وقوته المسلحة فكرة نابعة من هوية وطن، لا تغيب برحيل الأفذاذ، فقد كان لافتا أن بيانات التعزية في وفاة القائد العسكري الهُمام حملت التعهد بمواصلة السير على دربه في الالتزام بمكافحة الإرهاب ودحره وتطهير الجنوب من دنسه.
الجنوب من كل المستويات، وهي ينعي الفقيد البطل، أكّد أن ما فعله من بطولات وتضحيات يشهد بها حتى خصومه وأعداؤه، ستظل مُقدَّرة في أذهان الجنوبيين، لتكون نبراسا للمزيد من العمل الوطني النبيل والشامخ دفعا نحو مواصلة الإنجازات التي تحققت في سبيل الحرب على الإرهاب.
تلك هي العقيدة العسكرية التي تسود بين الجنوبيين، والتي نجحت القيادة في غرسها داخل عقول وقلوب أبنائها، للارتقاء بقيمة التضحية من أجل الوطن، والاستعداد بل والإقدام بتقديمها والتضحية بها، من أجل الجنوب وأمنه واستقراره.
وهذه العقيدة النضالية الجنوبية يتم التعويل عليها في إطار مسار قضية شعب الجنوب عبر فرض منظومة من الأمن والاستقرار، باعتبار أنه لا يمكن الحديث عن مكاسب إيجابية في مسار استعادة الدولة من دون أن يكون الجنوب ماسكا بزمام الأمور على الصعيد العسكري على أراضيه.