الجزيرة و المسيرة.. وجهان لانقلاب واحد

الخميس 9 أغسطس 2018 20:58:07
testus -US

 رأي المشهد العربي

لا يختلف الإعلام الكاذب عن الإرهاب فكلاهما أدوات تدميرية للمجتمعات بل وللبشرية جمعاء، فما تقوم دولة قطر وأبواقها الإعلامية وعلى رأسهم قناة الجزيرة من أكاذيب وافتراءات عن الأزمة اليمنية لا تختلف تماماً عن أبواق مليشيا الحوثي الإرهابية فهما يعملان لانقلاب دموي واحد.

وتواصل الأبواق الإعلامية التابعة لدولة قطر الطعن في دور التحالف وخاصة دولة الإمارات في اليمن بشكل تظهر فيه المكايدة السياسية بعد مقاطعة الدوحة العام الماضي من قبل دول الرباعي السعودية والإمارات والبحرين ومصر بسبب الدعم القطري للإرهاب في مناطق عدة.

 وكذلك الأمر حولت مليشيا الحوثي الإرهابية المعركة مع التحالف بعد هزيمتها في مواقع عدة على الأرض إلى الفضاء من خلال قناة "المسيرة" التابعة للجماعة الإرهابية لنشر الأكاذيب والانتصارات العسكرية المزيفة للمليشيات.

والمثير للاستغراب أن هذه الوسائل تعلم جيداً مدى الكذب والتضليل الذي تقوم به طوال الوقت دون ان تضع اعتبار للمشاهد العربي الذي يتمتع بالذكاء ويعلم جيداً مدى المكر والخديعة والكذب الذي تقوم به هذه الوسائل دون أن تحترم عقل المشاهد .

والمؤكد أن هذه الأبواق ربما تستطيع الكذب بعض الوقت في فترة زمنية معينة لكنها لن تستطيع الصمود أمام الزمن، وحتما ستتقهقر إن لم تكن تقهقرت بالفعل أمام عوامل التعرية التي يقوم بها المجتمع المدني قبل المؤسسات الرسمية والدول.

وما يؤكد ما نذكره في الفقرة السابقة هو الكذب والتضليل الذي قامت به قناة الجزيرة عن ضرب مليشيا الحوثي الإرهابية لمطار أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بعد اعتمادها على خبر رسمي من المطار نشره على صفحته الشخصية بشكل عادي عن حادث طبيعي بالمطار.

لكن الخيال المريض للجزيرة دفعها تفعل ما يقوم به أي دجال وهو الاعتماد على معلومة عادية ليبني عليها كذبه طوال الوقت، فالذكاء المحدود للجزيرة يعكس تماما ذكاء البيئة التي نشأت فيها، فإذا افترضنا جدلاً رواية الجزيرة المزعومة فهل كان سيقوم المطار بنشر أي شيء متعلق بحوادث حدثت في ذاك اليوم بالمطار؟!

ومنذ التسعينيات عملت قطر عقب انقلاب حمد بن خليفة على والده على استغلال الإعلام لغسل عقول الشعوب العربية وابتزاز الأنظمة السياسية وقلب الحقائق، بعد ميلاد البوق المسموم والذراع الطولى لأجندة تنظيم الحمدين التخريبية "الجزيرة"، بجانب امتلاك مئات المنصات الإعلامية الموجهة.   

واستمرت سموم الإعلام القطري لمدة سنوات، حتى انكشف وجه الحية الحقيقي، فوضى في الوطن العربي والسبب الشحن الإعلامي القطري، ظهور قيادات إرهابية بثوب معارضة، ولا تزال السموم مستمرة.

ومنذ إنهاء مشاركة "قطر" في التحالف العربي، منتصف العام الفائت، تحولت "الجزيرة" إلى شريك رئيسي للحوثيين في الدفاع عن "الانقلاب" ومهاجمة "الشرعية" و" التحالف العربي".

وينظر الشارع اليمني لقناتي "الجزيرة" و"المسيرة "بأنهما وجهان لانقلاب واحد، وذلك بعد استبسال القناة القطرية في الدفاع عن انقلاب المليشيات الإرهابية، والتشارك بشكل شبه يومي، في الأخبار والمواد المصورة.

ولم تعد مليشيات الحوثي تظهر إلا بثوب البراءة على قناة "الجزيرة" فقط وإنما ظهرت قناة "المسيرة" التابعة للمليشيات بثوب جديد وبمعدات إعلامية متطورة بتنسيق قطري من أجل استكمال رحلة الكذب والتضليل.

 ويتضح من ذلك أن الدعم القطري للحوثيين لم يتوقف عند تحويل قناة "الجزيرة" إلى بوق إضافي لتلك المليشيا الإرهابية بجانب قناة "المسيرة"، بل شرعت في تنفيذ استراتيجية جديدة لتطوير إعلام الانقلاب، كجزء من مخطط تدميري لإرباك الحكومة اليمنية الشرعية.

بدأت الدوحة حياكة المؤامرات الإعلامية ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي في اليمن منذ طرد قطر من التحالف العربي قبل أكثر من عام، لكن الأشهر الثلاثة الماضية، شهدت تنسيقاً إعلامياً عالياً، وباتت "الجزيرة "و"المسيرة" وجهان لانقلاب واحد، وفقاً لمراقبين.

وخلال الأسابيع الماضية أطلقت المليشيا الانقلابية قناتين جديدتين هما "اللحظة" و"الهوية" بدعم كامل من الدوحة، وظهرتا بإمكانيات عالية لا تتوفر عند جميع الفضائيات اليمنية الرسمية والخاصة.

وبعد أشهر من علنية وتسويق قناة "الجزيرة" للقطات حربية مفبركة، بثتها القناة الناطقة بلسان الانقلاب الحوثي، تتجه الدوحة إلى تأهيل قناة "المسيرة" الحوثية، وتوفير جميع الإمكانيات المالية لها، حسب مصادر متطابقة.

وكشف الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه أن شخصية "حوثية" وصلت إلى قطر للقاء عدد من القيادات الإعلامية والمسؤولين في قطر.

وكتب طه، على صفحته الشخصية في "تويتر"، أنه "بعد السفر من لبنان إلى إيران وصل إبراهيم الديلمي، مدير قناة "المسيرة"- شاشة الإرهاب في اليمن- إلى قطر".

وأكد مراقبون أن هناك تغيراً في الخارطة الإعلامية الحوثية، بشكل يكشف عن تطابق في الاستراتيجيات، وأن خلايا "عزمي بشارة" باتت هي من تدير فضائيات الانقلاب الحوثي بشكل كامل، بهدف تشويه دور دول التحاف العربي الإغاثي والتنموي وتزييف الحقائق داخل اليمن.

وكما هو الحال في قناة "المسيرة" الحوثية، تتغاضى قناة "الجزيرة" عن تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية في المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي، وتسلط الضوء بشكل مكثف على المناطق المحررة وتصويرها بأنها تعيش انفلاتاً أمنياً واقتصادياً.

والملاحظ أن "الجزيرة" تحولت إلى منبر حوثي رسمي لمهاجمة " الشرعية" و"التحالف العربي"، حيث تتم استضافة قادة المليشيات الانقلابية بشكل شبه يومي على نشراتها الإخبارية وبرامجها السياسية، فيما يتم إهمال أي خبر رسمي أو محايد للرد على تلك الاتهامات، على أية حال ما نملك أن نقوله كذبت الجزيرة ولو صدقت وكذلك أنت يامسيرة الإرهاب.