أمراض متفشية وأزمات متعصية.. الانهيار الصحي يضرب الملايين
خلّفت الحرب القائمة منذ صيف 2014، أزمة بالغة التعقيد على صعيد المنظومة الصحية، وسط معاناة لملايين السكان، توثّقها العديد من التقارير الدولية والبيانات الأممية.
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإنّ النظام الصحي في اليمن هش ومثقل بأعباء شديدة ويقترب من الانهيار، ويُضاف إلى ذلك أنّ تمويل المانحين الدوليين غير كافٍ لتجنب المزيد من التدهور في الخدمات الصحية المتدهورة.
ويعتمد أكثر من اثنين من كل ثلاثة أشخاص على الغذاء والمساعدات الطبية وغيرها من المساعدات الإنسانية، وسط مطالب أممية بزيادة الدعم من قبل المجتمع الدولي لتجنب المعاناة الإنسانية والوفيات التي لا توصف في الأشهر المقبلة.
وتقول الطبيبة بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة أنيت هاينزلمان، إنّ المنظمة ليس لديها أموال متاحة تقريبًا للاستعداد لموسم الفيضانات السنوي الذي سيؤدي إلى زيادة كبيرة يمكن التنبؤ بها في تفشي الأمراض المنقولة عن طريق النواقل والمياه.
لكن المأساة تتفاقم بالنظر إلى أن مجموعة الصحة الإنسانية، المكونة من 46 منظمة تابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، تلقت فقط 62 مليون دولار فقط، من أصل 392 مليون دولار اللازمة الوصول إلى 12.9 مليون شخص أكثر ضعفاً.
وهناك حوالي 46 بالمائة من المرافق الصحية في جميع الأنحاء تعمل جزئيًا أو خارج الخدمة تمامًا، بسبب نقص الموظفين أو الأموال أو الكهرباء أو الأدوية، كما أنّ هناك نحو 12.9 مليون شخص يحتاجون إلى رعاية صحية إنسانية عاجلة، و540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد ومهددون بخطر مباشر للوفاة.
ويؤدي تفشي الأمراض مثل الحصبة والدفتيريا وحمى الضنك والكوليرا وشلل الأطفال، إلى تسريع الأزمة الصحية المتفاقمة، كما أنّ النزوح الجماعي، والمرافق الصحية المثقلة بالأعباء، وتعطل شبكات المياه والصرف الصحي، وانخفاض تغطية التحصين كلها عوامل تؤدي إلى تفشي هذه الأمراض وانتشارها.
الأزمة الصحية المتفاقمة التي خلّفتها الحرب العبثية، تستدعي تدخلا فوريا وعاجلا وحاسما، سواء على صعيد العمل على تكثيف جهود الإغاثة وزيادة التمويل، بجانب العمل على وضع حد للحرب التي طال أمدها بشكل لا يطاق وغير محتمل.