ذكرى الحرب المشؤومة.. المواجهة مستمرة
رأي المشهد العربي
29 سنة مرت على إعلان الاحتلال اليمني الحرب على الجنوب، وذلك في 27 أبريل 1994، تلك الحرب الظالمة التي تجلّت فيها كل صنوف الإرهاب والعدوان.
حرب 1994 كانت واضحة الأهداف، فهدفها الرئيسي كان القضاء على كل ما هو جنوبي، سواء جيشا أو شعبا أو على صعيد ضرب المؤسسات وتحديدا الجيش الجنوبي، وكل ذلك كان يستهدف ضرب الهوية الجنوبية بشكل كامل.
الحرب الظالمة وضعت الجنوب العربي قيد احتلال غاشم شنّته قوى صنعاء الإرهابية، وكان حضور المليشيات الإخوانية فيها واضحا سواء على صعيد المشاركة بالعناصر الإرهابية أو من خلال فتاوى التحريض والتكفير التي صدرت ضد الجنوبيين من قبل مشايخ الدم والإرهاب.
فيما يقترب الاحتلال من إكمال عقده الثالث على إشعال تلك الحرب، فإنّ لهيبها لا يزال مستعرًا، فالجنوب غارق في الكثير من الأزمات التي أحدثتها تلك الحرب الظالمة، سواء أمنيا أو معيشيا أو مجتمعيا.
النقطة المضيئة في ظل هذه العتمة المتواصلة تتمثل في انخراط الجنوب في مواجهة شاملة ضد هذا الإرهاب الغاشم، فالجنوب على الرغم من حجم الاستهداف الذي تعرض له وقدر العراقيل التي زُرعت في طريقه، يواصل السير على طريق المواجهة لدحر قوى الإرهاب.
الحرب الظلامية المأساوية التي تعرض لها الجنوب على مدار السنوات الماضية، لم تنجح في ضرب الهوية الجنوبية، فقد رسم الجنوبيون لوحة عظيمة من التكاتف والتلاحم والتضامن والتآزر في دحر الإرهاب، وهو ما كُلِّل بالنجاح في العديد من المواجهات.
حرب 1994 الغادرة التي شنّها الاحتلال اليمني ضد الجنوب رغم أنها حرمت الجنوب من خيرة أبنائها، لكنها رسخت وغرست بذور النضال الوطني في قلوب الجنوبيين، وهذا النضال هو خيارٌ تمسك به الجنوبيون باعتباره حائط الصد المنيع الذي يقوِّض أي مؤامرات لاستهداف الجنوب.
المواجهة التي يخوضها الجنوب ضد قوى الاحتلال كان له أفضل الأثر في تحقيق العديد من المكتسبات على مدار الفترات الماضية، ورسمت حدود معادلة أمنية وسياسية وحتى مجتمعية جعلت الجنوب في أقرب إلى الاستقلال من الاحتلال اليمني البغيض.