رسائل أمنية ومعيشية.. قراءة في اجتماع الرئيس الزُبيدي ووجهاء محافظة أبين
فرضت الأوضاع المعيشية والأمنية في محافظة أبين، نفسها على صدارة الاجتماع المهم الذي عقده الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع عدد من وجهاء محافظة أبين.
في مستهل اللقاء، رحب الرئيس القائد بالحاضرين، مثمنا دور المشايخ والوجهاء والقيادات العسكرية والأمنية في محافظة أبين في معارك التصدي للمليشيات الحوثية ومحاربة التنظيمات الإرهابية وإسهاماتهم في حفظ الأمن والاستقرار في المحافظة.
وجدد الرئيس التأكيد على أن أبناء أبين هم الأصلح والأولى بحل مشكلات محافظتهم ومناطقها، وذلك لما تزخر به من كفاءات وكوادر كفوءة، ومشايخ وحكماء، وقيادات عسكرية وأمنية مُجرّبة، مؤكدا في السياق استعداده لتقديم كافة أوجه الدعم لهم لما فيه مصلحة أبين ويخدم أبناءها.
وشدد الرئيس الزُبيدي في اللقاء، على أهمية تضافر الجهود وتعزيز الاصطفاف الجنوبي لمواجهة التحديات، مؤكدا أن الجنوب يتسع لكل أبنائه ولن يبنى إلا بسواعد كل أبنائه.
من جانبهم عبر الحاضرون عن شكرهم وامتنانهم لكل الجهود التي يبذلها الرئيس الزُبيدي في سبيل تأمين محافظة أبين وإعادة الأمن والاستقرار إليها.
وطالب الحاضرون من أبناء أبين باستمرار عملية سهام الشرق لمكافحة التنظيمات الإرهابية في المحافظة، متعهدين بأن يكونوا يدا واحدة مع القوات المُسلحة الجنوبية لاستئصال شأفة الإرهاب الدخيل على محافظتهم.
كما أكد وجهاء أبين استعدادهم للإسهام في حل جميع القضايا العالقة في المحافظة، قبل احتقانها وتسييسها من قبل الأطراف المعادية لخدمة أجنداتها المعادية للجنوب، ومحاولة تمزيق نسيجه الاجتماعي.
حضر اللقاء أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخُبجي رئيس وحدة شؤون المفاوضات، والعميد علي الشيبة، والعميد طيار ناصر السعدي، وسالم ثابت العولقي، والمهندس نزار هيثم، وقائد القوات البرية الجنوبية اللواء علي البيشي، وقائد محور أبين العميد مختار النوبي، وقائد ألوية العاصفة العميد أوسان العنشلي، وخطاب القفيش.
الرسائل التي خرج بها اجتماع الرئيس الزُبيدي مع وجهاء أبين، يمكن القول إنها تمس الأوضاع في المحافظة ومطالب أبنائها، فعلى الصعيد الأمني تعيش المحافظة على وقْع استهداف غاشم تشنه قوى الظلام والإرهاب اليمنية منذ فترة ليست بالقصيرة.
وتستهدف قوى الإرهاب، لمحاصرة أبين بين دوامة من الفوضى الأمنية والصراعات والنعرات القبلية، إلا أنّ القوات المسلحة الجنوبية تقف بالمرصاد بجانب جيشها لحسم تلك المعركة لا سيما في ظل النجاحات العسكرية التي تحققت على أرض الواقع، فيما تتبقى مطاردة فلول التنظيمات الإرهابية.
الأوضاع المعيشية في محافظة أبين هي أحد التحديات التي توليها القيادة الجنوبية اهتماما كبيرا، وهذا التحدي له شقان رئيسيان، أحدهما يتمثل في ضرورة حسم الحرب على الإرهاب أولا على النحو الذي يتيح تحقيق الاستقرار، وهو ما تقوم عليها رؤية القيادة الجنوبية.
الشق الثاني من الرؤية الجنوبية يتمثل في ضرورة تمكين أبناء المحافظة من حمل مسؤولية النهوض بها على كل المستويات، وهذا الأمر يمثل عقيدة جنوبية يتم ترسيخها في كل المحافظات؛ إيمانا من القيادة الجنوبية بأنّ الوطن لديه من الخبرات والكفاءات ما يكفي لتحقيق النهضة التنموية الشاملة والمنشودة.
وهذا التمكين يضمن الوصول إلى أقصى درجات الإخلاص في العمل بما يعود بالنفع على حياة المواطنين، كما أنه يغلق الباب أمام أي محاولة لهدم الاستقرار والمساس بتماسك المجتمع الجنوبي من الداخل.