حرب تعز.. الوجه الإرهابي الآخر للإصلاح
رأي المشهد العربي
كشفت الاشتباكات والمواجهات العنيفة بين مليشيات حزب الإصلاح الذراع العسكري لتنظيم الإخوان (فرع اليمن)، وبين المقاومة السلفية، عن الوجه الانقلابي الآخر للإصلاح الذي لا يختلف في جوهره عن مليشيات الحوثي الانقلابية فكلاهما يعمل من أجل مصالح شخصية ضيقة.
وتجددت صبيحة أمس الجمعة المواجهات العنيفة بين المقاومة السلفية من جهة وعناصر مسلحة من حزب الإصلاح من جهة ثانية بعد ساعات من هدوء حذر ساد شوارع مدينة تعز تخللها إطلاق متقطع للنار.
وجاءت هذه الاشتباكات على خلفية قيام عناصر حزب الإصلاح المدعومة من ألوية الجيش الموالية لهادي بنصب كمين لقيادي سلفي الأربعاء الماضي أدى إلى إصابته ومقتل 2 من مرافقيه بجروح.
وقالت مصادر محلية إن عمليات القصف والقنص المتبادل تجددت بين مسلحي الإصلاح في جبل صبر وفندق الإخوة، والكتائب السلفية المتمركزة في قلعة القاهرة ومنطقة الجحملية وباب موسى.
وتشن مليشيا حزب الإصلاح حرباً إرهابية ومباشره على أبناء تعز متسببة في سقوط قتلى وجرحى باستمرار بحجة ملاحقة عناصر مسلحة وتسبب ذلك في معاناة للمواطنين الذين يتعرضون للقتل باستمرار.
واستطاع حزب الإصلاح بتحويل دفة القتال مابين المقاومة الشعبية السلفية والحوثيين إلى قتال بين المقاومة ومسلحي حزب الإصلاح وهذا يؤكد حديث الكثير من أبناء تعز أن حزب الإصلاح بالمحافظة يساعد مليشيات الحوثيين على السيطرة على المحافظة بعد أن كان سمح لها بالسيطرة على تعز كاملة في بداية نزول المليشيات إلى تعز في مارس 2015م.
ويستخدم حزب الإصلاح كل السبل لمحاولة الوصول أو البقاء في الحكم على مستوى المحافظات أو غيرها وإن كانت تحويل المناطق التي يتواجد فيها إلى صراع فيما بين أهلها وفتن وتقاتل وإراقة الدماء.
وقالت مصادر محلية إن مسلحي الإصلاح قصفوا بمختلف أنواع الأسلحة مواقع كتائب أبو العباس وفجروا الوضع العسكري بتعز بشكل رسمي، واتهمت المقاومة السلفية لتعز حزب الإصلاح بالاستقواء بلواء تابع لهم تم إنشائه بدعم تركي في أحد ضواحي المدينة.
طغيان حزب الإصلاح الإخواني لم يتوقف هنا بل وصل به الحد بالإقدام على اعتقال خطيب مسجد سلفي في مسجد أبو بكر الصديق من على محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعطيل خطبة الجمعة قبل الماضية من أجل السيطرة على مسجد يديره السلفيين منذ سنوات طويلة.
فيما يحدث من هذا الحزب الإخواني لا يمكن وصفه إلا أنه تحول في تعز وفي مأرب إلى ذراع مسلح يمضي في خدمة مليشيات الحوثي الانقلابية، فضلاً عن كونه ذراع آخر لقطر حليفة إيران التي تدعم الحوثي في تدمير اليمن وإراقة الدماء.
والغريب من كل ما سبق هو ظهور الأسلحة بشكل ملحوظ في يد مليشيات حزب الإصلاح يؤكد الاتهامات التي وجهت لهم من قبل بالسطو على أسلحة التحالف وتخزينها لقتل الشعب بها بشكل لا يختلف عن ما تقوم به مليشيا الحوثي، في الوقت الذي تحدثت فيه قيادات ما يسمى بمحور تعز المتكررة بعدم توفر الذخيرة والسلاح اللازم لتحقيق تقدم ميداني على مليشيات الحوثي المتمركزة فيما تبقى من أحياء ومربعات المدينة الشرقية والشمالية.
وبمراقبة ما حدث في تعز من الكم الهائل من المقاتلين التابعين لحزب الإصلاح والذين خرجوا لمقاتلة السلفيين في حين يشتكي الإصلاح دائما من عدم وقدرته على توفير أفراد لمقاتلة الحوثي كل هذا يوضح أن قتال السلفيين اليوم أولوية إصلاحية مقدمة على قتال مليشيات الحوثي.
كما تشير هذه الحرب الدائرة في تعز والتي أطلق شراراتها حزب الإصلاح ومليشياته أن الإصلاح جهز جيشه الخاص المعلن داخل تركيبة الجيش الوطني وجيشه الرديف الذي يحركه في المهمات الخاصة من أجل اقتناص الفرصة في أي وقت وربما يقوم بأسواء ما قام به مليشيات الحوثي الانقلابية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويرى مراقبون أن إخوان اليمن سيظلون ثغرة في ظهر التحالف العربي والشرعية وتأخير الحسم في العديد من الجبهات، مؤكدين أن هناك تقارب حوثي إخواني يظهره الخطاب الإعلامي والعداء العلني المشترك بينهما لدولة الإمارات.
وفي كل طعنة خيانة من الإخوان لابد من وجود مساندة إعلامية من أبواقها الكاذبة وعلى رأسهم قناة الجزيرة القطرية التي تعودت على زرع الفتن والدسائس بالمنطقة العربية لخدمة أجندات مشبوهة.
وكشفت تقارير عربية فرض جماعة الإخوان في اليمن ضابط يمني مقرب من الحوثيين مديراً لأمن محافظة مأرب (شرق صنعاء) مؤخرًا، الأمر الذي يشير إلى وجود تفاهم مشترك في الفترة الأخيرة بين الإخوان والحوثيين.
ورغم ادعاء الإخوان أنهم يقاتلون إلى جانب المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية، كشفت مصادر بالجيش اليمني، العثور على جثث لمقاتلين بحزب الإصلاح قتلوا أثناء القتال في صفوف الحوثيين، فضلاً عن التسهيلات التي تلقاها الحوثيون من جانب الإخوان في عمليات التزود بالوقود وغيرها من الفضائح الأخرى التي كشفت عنها التقارير اليمنية والعربية والغربية.
كما أنه على مدى السنوات الثلاثة الماضية، صمت إخوان اليمن عن التعليق حول مشاركة عناصر منهم إلى جانب المليشيات الحوثية الموالية لإيران، على الرغم من كشف هويات قتلى لهم في صف المليشيات في جبهات صعدة ونهم وتعز والبيضاء، غير أن المقاطعة العربية لقطر دفعتهم للخروج عن صمتهم والطعن بشكل علني في جهود دول التحالف العربي العسكرية والإنسانية وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة.