الحوار الوطني الجنوبي.. كيف صاغ ميثاق الشرف الوطني؟
يترقب الجنوبيون اللقاء التشاوري والحوار الوطني الجنوبي الذي يُعقد في الرابع من مايو، كونه يحمل تأكيدات بأن الجنوب لكل أبنائه على أرضية العمل الوطني.
اللقاء التشاوري الموسع يعتبر ثمرة أولى من ثمار الحوار الجنوبي، ويمثّل محطة تاريخية في غاية الأهمية، وهو ما أكّد رئيس لجنة الحوار الوطني بالمجلس الانتقالي أحمد عمر بن فريد الذي قدّم توضيحات ورسائل واضحة للجنوبيين قبل انطلاق هذا الحدث المهم.
فقد سار الحوار الجنوبي وفق منهجية دقيقة وخطى ثابتة، خلال العاميين الماضيين، حيث عقدت أكثر من 200 جلسة في الداخل والخارج في سابقة حوار غير مسبوقة في التاريخ السياسي الجنوبي.
إدارة الحوار الوطني مدّت أيديها لجميع الجنوبيين دون استثناء، تأكيدا على حسن النوايا ورغبة في جمع الجنوبيين على طاولة واحدة قوامها العمل الوطني من أجل استعادة الدولة وهو ما يتطلب تشكيل جبهة داخلية وطنية صامدة.
فريق الحوار تعرض في مستهل جهوده لسلسلة من الحملات المعادية التي قامت على التجريح وتوجيه الاتهامات، إلا أنه تم التعامل بحكمة وهدوء وصبر، وتمت قيادة سفينة الحوار الوطني بنجاح.
جهود فريق الحوار الوطني تُوجّت بطرح رؤية لهذا الحوار شملت عدة ملفات، جاء في مقدمتها المثياق الوطني، وكان ملاحظا أنّ الملفات التي تم وضعها شملت رؤى كل الأطراف الوطنية الجنوبية دون استثناء، فباتت هذه الرؤية شاملة وتمثل الجميع.
وما ساهم في نجاح جلسات الحوار الوطني أن العمل لم يبدأ استنادا إلى مضمون معد مسبقا، لكن كانت القاعدة الثابتة تتمثل في العمل الوطني، ما يعني أن الميثاق الوطني الذي صاغه الجنوب يحظى بقبول جمعي بين الجنوبيين.
هذه القواعد التي تم الارتكان إليها في صياغة ميثاق الشرف الوطني تبعث برسالة طمأنة للشعب الجنوبي مفادها أنّ بنود الميثاق تحمل رؤى وطنية متكاملة جاءت صياغتها وفقا لما يأمله الجنوبيون لتوطد مسار استعادة الدولة.