رسائل الرئيس الزُبيدي في اللقاء التشاوري.. قوة وطمأنة وثبات
رسائل عديدة بعث بها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي، في كلمته بالغة الأهمية التي ألقاها خلال اللقاء التشاوري الذي أقيم اليوم الخميس في العاصمة عدن.
كلمة الرئيس تضمنت في مستهلها تأكيدا على أهمية اللقاء التشاوري الذي يجسد عهدا جديدا من النضال، ويضع لبنة أخرى لتعزيز وحدة الصف الجنوبي وتقوية وتماسك لحمته.
اللقاء التشاوري يؤكد كذلك - كما صرح الرئيس - أن الحوار وسيلة حضارية لحل القضايا وإنهاء التباينات السياسية، ويجسد نهج التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي الذي شكّل الركيزة الصلبة لانطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمي، وتبديد الرهانات القائمة على تمزيق صف الشعب وتشتيت قواه المناضلة.
اللقاء التشاوري يعقد أيضا بالتزامن مع الذكرى السادسة لإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017، وهو - وفق تأكيد الرئيس - تجسيد واضح وتأكيد قوي على التزام الجميع بما عبرت عنه الإرادة الشعبية الجنوبية في ذلك اليوم التاريخي من التفاف واسع حول مشروع استعادة الدولة.
وأضاف: "هذه الإرادة حملتني مسئولية جسيمة لقيادة وتمثيل شعب الجنوب وفوضتني بإنشاء كيان سياسي لإدارة شؤون الجنوب على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه".
إعلان عدن التاريخي يرتبط به تأسيس المجلس الانتقالي، فقال الرئيس القائد إنّ هذه الخطوة مثّلت نتاجا لجهد تراكمي لنضال الشعب الجنوبي بمساريه السلمي والكفاحي وذلك من خلال الحراك الجنوبي السلمي والمقاومة الجنوبية.
وشدد الرئيس القائد كذلك، على أنّ المجلس الانتقالي شكل منذ تأسيسه رافعة سياسية لقضية شعب الجنوب واستطاع خلال سنوات قليلة أن ينتقل بها إلى مراحل متقدمة عززت حضور الجنوب وقضيته الوطنية على مختلف المستويات وبات من الصعب تجاوزه أو الالتفاف على قضيته.
كلمة الرئيس تناولت التأكيد على أهمية الحراك السياسي الذي يعيشه الجنوب في الوقت الحالي وتحديدا من خلال اللقاء التشاوري الجنوبي، وقال في هذا الصدد: "التاريخ سيحفظ لكم مكانة متميزة في أنصع صفحاته وستشهد لكم الأجيال القادمة بأنكم كنتم عند مستوى المسؤولية التاريخية وكنتم جديرين بثقة شعبكم".
وأضاف: "أثبتم فعلا أنكم من المناضلين الثابتين على العهد الذين يتصدرون اللحظات التاريخية بشجاعة وحكمة واضعين مصلحة وطنهم وشعبهم فوق كل مصلحة واعتبار".
اللقاء التشاوري يمثل وفق - تأكيد الرئيس - محطة تاريخية مهمة وحدثا استثنائيا لبدء مرحلة جديدة ومختلفة تجعله أكثر قدرة وقوة على مواجهة التحديات تجعله أكثر قدرة وقوة على مواجهة التحديات، وأشد ثباتا في نضاله للوصول إلى غاياته وتطلعاته السامية التي قدم في سلبيها دماء طاهرة غزيرة للآلاف من خيرة أبطال الجنوب.
وتحدث الرئيس كذلك عن المشهد الهيب قائلا: "هذا الحشد المبارك الذي يضم هذه الوجوه السمراء التي كتبت بدمائها وعرقها تاريخ ثلاثة عقود من النضال في ساحات الكفاح وجبهات التضحية بمواجهة قوى الغزو والتسلط والنهب لم يكن ليجتمع لولا الجهود المخلصة والصادقة التي بذلها الجميع دون استثناء".
حرص الرئيس كذلك على توجيه رسالة تحية إجلال للجهود الكبيرة التي بذلها فريقا الحوار الوطني في الداخل والخارج بعد خوض ماراثون طويل من اللقاءات والنقاشات مع مختلف المكونات الوطنية الجنوبية ما ساهم في إذابة الجليد، وأشار إلى أن هذه الجهود تحققت توافقات حول معظم القضايا والأطروحات.
وثمن الرئيس التعاطي الإيجابي والمسؤول مع فريقي الحوار والحرص على إيجاد أرضية مشتركة يمكن الانطلاق منها للعمل وفق القواسم المشتركة بين الجميع.
كما وجه الرئيس التحية للجنود المجهولين من القيادات السياسية والعسكرية والباحثين والمشايخ والوجاهات الاجتماعية ورجال الأعمال والإعلاميين وكتاب الرأي ومنظمات المجتمع المدني الذين أسهموا بجهود ذاتية وقدموا أدوارا جلية في سبيل تعزيز الاصطفاف الوطني.
وقال الرئيس أيضا، إنّ ما يحدث اليوم يؤكد مصداقية وجدية توجهات المجلس الانتقالي منذ تأسيسه، حيث انتهج الحوار وأكد التزامه وتمسكه به ورغبته الحقيقية في الشراكة مع كل القوى والمكونات الاجتماعية في سبيل الدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مكتسباته.
كما وجه الرئيس القائد، الدعوة لاستمرارية الحوار مع الجميع دون استثناء أحد، باعتباره موقفا ثابتا آمنت به القيادة ولن يتغير، مبديا ثقته في أن الجميع سيكون عند قدر المسؤولية.
استعرض الرئيس كذلك، نجاحات المجلس الانتقالي، مؤكدا أنه على مدى خمس سنوات بذل جهودا مضيئة وحراكا واسعا على مختلف الأصعدة والمستويات، حقق فيها العديد من الإنجازات، وأقام بنية مؤسسية صلبة لحمل أهداف الشعب الجنوبي وإدارة شؤون وحماية مكتسباته وتحقيق تطلعاته.
ولفت الرئيس إلى العمل طوال الأشهر الماضية، بالتزامن مع جهود الحوار على إعادة هيكلة وتوسيع هيئات المجلس وتحديث وثائقه، بهدف تطوير آليات العمل واستيعاب القوى غير المنضوية والاستفادة من مختلف الكفاءات الجنوبية الفاعلة.
الرئيس تناول أيضا أهمية المرحلة الحالية، وقال إنها مفصلية وحافلة بالأحداث والمتغيرات المهمة التي سترسم على ضوئها خارطة مستقبل المنطقة، وهو ما يتطلب أن يكون الجنوبيون بحجمها وعلى مستوى تحدياتها، مع اليقظة لأي محاولة لتشتيت الجهود وإهدار الطاقات في تباينات هامشية.
عبر الرئيس أيضا عن الثقة الكبيرة في نهاية اللقاء التشاوري بنتائج إيجابية، وأن يكون نقطة انطلاقة قوية وداعمة لنضال الشعب الجنوبي وتعزيز مكانته وحضوره وحماية قضيته الوطنية، من أي استهداف أو إرباك يُراد به النيل من تطلعات الشعب ومكتسباته الوطنية.
في كلمته أيضا، حرص الرئيس القائد على تجديد الموقف الداعم لجهود التحالف العربي والمجتمع الدولي الهادفة إلى وقف الحرب وإحلال السلام، مذكرين بمحورية وأهمية قضية شعب الجنوب كمرتكز للحل ومفتاح للسلام المستدام، مؤكدا أن الشعب الجنوبي لن يسمح بأي ترتيبات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية تمس جوهر قضيته ومصالحه الوطنية.
الرئيس وجه أيضا رسالة للشعب الجنوبي، قال فيها: "ندرك معاناتكم جراء تداعيات الحرب والأزمة الاقتصادية وتعطيل المؤسسات الإيرادية التي فاقمت الأوضاع الإنسانية، ونؤكد لكن أن احتياجاتكم هي أولويات بالنسبة لنا وسنوليها دائما اهتمامنا الكامل".
وأضاف: "قضايا معالجة الوضع الاقتصادي وتحسين المعيشية وتوفير الخدمات الأساسية في طليعة شروطنا للانخراط في عملية الشراكة المنبثقة عن اتفاق ومشاورات الرياض".
وأكد الرئيس كذلك، أنه يتم حاليا العمل في مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة، بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدمتها السعودية والإمارات من أجل انتشال الوضع الاقتصادي المتردي والحد من تبعات الأزمة على الأوضاع الإنسانية.
كلمة الرئيس تطرقت كذلك للحديث عن القوات المسلحة الجنوبية، فقال القائد لهؤلاء الأشاوس: "أنتم سند الجنوب وسياجه المنيع .. ندين لكم بما تحقق من أمن واستقرار في مختلف محافظات الجنوب وأنتم تذودون عن حياض الوطن في جبهات الشرف والبطولة والفداء".
وأضاف: "نعاهدكم أنكم ستظلون محط اهتمامنا ورعايتنا وسنعمل بكل ما أوتينا من جهد وإمكانات من أجل تطوير قدراتكم ومهاراتكم وتنظيم جهودكم وتأمين احتياجاتكم".
كما ترحم الرئيس القائد على الشهداء الميامين الذين افتدوا الجنوب بأرواحهم، وقال: "سنظل أوفياء وثابتين على المبادئ التي ضحوا من أجلها ولن نحيد عنها مطلقا".
وفي ختام كلمته، جدّد الرئيس القائد التحية والتهنئة على انعقاد اللقاء التشاوري، معبرا عن أمله في أن يخرج بالنتائج المأمولة التي ترتقي إلى مستوى تطلعات الشعب الجنوب وتواكب تحديات الحاضر ومتطلبات المستقبل.