الإغماء عند رؤية الدم.. رد فعل الدماغ لحمايتك
ربما مررت سابقاً بموقف أصيب به صديقك بجرح طفيف في جسمه، إلا أنه سرعان ما بدأ يشعر بالدوار، وعلى الرغم من فقدانه لكمية قليلة جداً من الدم، إلا أنه يصاب بالإغماء بعد ثوانٍ قليلة.
فسواءً كان الجرح عميقاً أو سطحياً، يعد مشهد الدم النازف كافياً ليفقد البعض وعيهم. وتدعى تلك الحالة بـ"الإغماء العصبي القلبي"، أو “النوبة الوعائية المبهمة”.
يقول الدكتور ريك بيسكاتور، مدير الأبحاث السريرية في نظام كروزر كيستون الصحي في بنسليفانيا: ”قد يُحفز الإغماء العصبي القلبي بعدة أسباب، منها الإجهاد العاطفي أو الألم أو الخوف، وكرد على ذلك المحفز، يستجيب أحد الأعصاب، والذي يدعى العصب المبهم، ويبطئ القلب وبالتالي تتمدد الأوعية الدموية“، ويعني ذلك تناقص كمية الدم الواصلة للدماغ مما يشعر المصاب بالدوار وفقدان مؤقت للرؤية والسمع، ونهايةً الإغماء.
وبالتالي حالة الإغماء ما هي إلا محاولة العصب المبهم ليهدئ من روعك، إلا أنه يفقدك الوعي بدلاً من ذلك.
ويضيف جيكوب لافو، زميل علم النفس العصبي في جامعة براون: ”عندما تصاب بالإغماء تسقط على الأرض، وارتطامك بالأرض يعيدك للوعي“ وبالتالي فالأغماء هو محاولة الدماغ لحمايتك من البقاء غير واعٍ لفترة طويلة ويقول: ”هي آلية وقائية تعمل على إعادة ضخ الدم إلى الدماغ“، والذي يسبب فعل العصب المبهم غير واضح.
ويقول جمال بن حميدة، أخصائي علم الأمراض في جامعة نيويورك إن الأمر يتعلق غالباً بخلل في توازن الجهازين الودي وغير الودي، مشيراً إلى الجهاز العصبي الذي ينظم عمليات الجسم الداخلية اللاإرادية.
ويضيف: ”يزداد نشاط العصب المبهم عند الإصابة، فتتباطأ دقات القلب ويقل الدم الواصل إلى الدماغ، فتصاب بالإغماء، وهذا رد فعل تطوري يقلل تدفق الدم خارج الجسم بعد الإصابة“.
وعلى الرغم من كثرة أسباب وأنواع الإغماء، إلا أن الإغماء العصبي القلبي المرافق لمشاهدة الدم هو أكثر الأنواع شيوعاً، حيث يقف وراء ثلثي حالات الإغماء في أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة، ويضيف بيسكاتور: ”كما يرتبط الإغماء بفوبيا الدم التي يعاني منها 5% من الناس“.
ويحدث هذا النوع من الإغماء بشكل أكبر عند النساء، لارتباطه بحجم الجسم ومعدل ضربات القلب، كما يلاحظ جيكوب لافو أن معظم من مررن بالإغماء كن نحيلات وصغيرات البنية. كما يعرف الإغماء العصبي القلبي عند الشباب أكثر من الأكبر سناً، حيث يقول بن حميد أن إحدى النظريات تقترح أن استجابة النظام العصبي عند الشباب أسرع من كبار السن، ومن الممكن أن يستجيب أحياناً بسرعة كبيرة“.