ميثاق الشرف الوطني.. نقطة تاريخية تخطو بالجنوب صوب واقع جديد
أجواءٌ سياسية صاخبة عاشتها العاصمة عدن، اليوم الاثنين، في ختام اللقاء التشاوري، والذي شهد التوقيع على ميثاق الشرف الوطني الجنوبي.
ميثاق الشرف وقّعت عليه قيادات المكونات السياسية والاجتماعية الجنوبية، وأظهرت لقطات تلفزيونية وثّقت هذه اللحظات التاريخية مدى الحفاوة التي تسيطر على الجنوبيين، بما يعكس مدى التوافق في الوصول إلى تلك الخطوة.
واستغرق إعداد المثياق الوطني، أربعة أيام من المناقشات خلال جلسات اللقاء التشاوري.
واشتمل المثياق الوطني، على عدد من الوثائق أهمها مشروع أسس ومبادئ الميثاق، ومشروع اتجاهات الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، ومشروع أسس وضوابط التفاوض السياسي القادم، ومشروع اتجاهات أسس بناء الدولة الجنوبية الفدرالية القادمة.
وخلال الجلسة الختامية للقاء التشاوري، بارك الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي للحاضرين، وأبناء الجنوب كافة، النجاح الكبير الذي حققه اللقاء والذي توّج بالتوقيع على ميثاق الشرف الوطني.
وقال إن هذه اليوم سيدون بأحرف من نور في المشوار النضالي لشعب الجنوب لاستعادة دولته، مجددا التأكيد أن باب الحوار سيبقى مفتوحا أمام الجميع للحاق بالركب ليكونوا شركاء في بناء الدولة الجنوبية الفدرالية المنشودة.
وعقب ذلك، تمت قراءة البيان الختامي للقاء التشاوري، الذي حثّ المكونات الجنوبية التي لم تشارك في اللقاء إلى الالتحاق بالركب الموقعين على الميثاق الوطني الجنوبي.
وشدد البيان، على أهمية إعلاء لغة الحوار في المجتمع الجنوبي كوسيلة حضارية لتقريب وجهات النظر وتسوية التباينات السياسية، وتعزيز نهج التصالح والتسامح واستمرار جهود الحوار بين الجميع.
ودعا البيان إلى نبذ ظاهرة الثأر والاقتتال القبلي والظواهر الدخيلة على المجتمع الجنوبي، وأهمية وجود خطاب إعلامي حصيف ومتزن يعزز وحدة وتماسك النسيج المجتمعي الجنوبي.
وحيّا البيان الختامي التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا، وقواته المسلحة الجنوبية، وأوصى بتعزيز قدراتها، مشددا على أهمية إيلاء أسر الشهداء والجرحى الرعاية والاهتمام نظير ما قدموه من تضحيات.
أجواء الزخم السياسي التي عاشها الجنوب في هذه الأيام يمكن القول إنها جعلت المرحلة الحالية هي الأكثر الأهمية في مشروع النضال الوطني الجنوبي، وتمثل نقطة انطلاق جديدة تضع الجنوبيين في نقطة جديدة من مسار العمل الوطني.
كما أن البنود التي ناقشها ميثاق الشرف الوطني، بعثت برسائل طمأنة للمواطنين، كونها تناول القضايا والمطالب الملحة التي تخص المطالب العادلة للشعب الجنوبي.
وتأتي استعادة الدولة في مقدمة هذه المطالب، وقد جاءت بنود المثياق لتركز على طبيعة الرؤية السياسية وضوابط التفاوض في الفترة المقبلة، انسجاما من أن الجنوب يبدي انفتاحا على الحل السياسي شريطة عدم تهميش قضية شعبه وحقه في استعادة دولته.