دستور جديد للجنوب.. كل ما جاء البيان الختامي للقاء التشاوري
أنهى البيان الختامي الصادر عن اللقاء الشاوري، خطوة أولى من مرحلة تاريخية جديدة يخطوها الجنوب، في مسار النضال الوطني الذي يستهدف الوصول إلى نقطة استعادة الدولة.
البيان الختامي للقاء التشاوري جاء شاملا ومعبرا ومنسجما مع كل تطلعات الشعب الجنوبي، وتفاعل مع المستجدات التي تطرأ على مسار نضاله الممتد.
فقد أكّد البيان سعي المشاركين إلى تعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية وتعميم لغة الحوار الرصين الهادف، وقال إن هذه اللحظة التاريخية الفارقة تمثل أهمية كبيرة في ظل التوجهات الإقليمية والدولية.
ووفق البيان، فقد بلغ عدد المشاركين 330 من المكونات السياسية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين، فيما أكد دعوة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، لانعقاد الحوار مثّلت اللبنات الأولى لمشروع وطني.
البيان شدد على أن الجنوب لكل وبكل أبنائه وبما يعزز وحدة الصف لتحقيق طموحات وأمنيات شعبه، ونوه بتضحيات جسام قدمها الشعب لتأسيس دولة وطنية مثلت عمقاً خليجاً وعربياً وإسلامياً وعالمياً.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من الحوار شكلت محطة جديدة في التقارب بين المكونات والقوى السياسية الجنوبية.
المشاركون في اللقاء وقفوا أمام أربع وثائق أساسية، شكلت الوثيقة الأولى مشروع أسس ومبادئ الميثاق الوطني، والوثيقة الثانية مشروع اتجاهات الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، والثالثة مشروع أسس وضوابط التفاوض السياسي القادم، والرابعة مشروع اتجاهات أسس بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة.
وشكل المشاركون في اللقاء لجان متخصصة عملت على استيعاب جميع الرؤى والأفكار والمقترحات.
وخرج اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي بعدد من النتائج والتوصيات، وهي إقرار كلمة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي كوثيقة رئيسية من وثائق اللقاء، وإقرار التقرير العام المقدّم من فريق الحوار الجنوبي كوثيقة أيضا، مع إقرار وثيقة الميثاق الوطني الجنوبي من قبل المشاركين الموقعين عليه.
كما تم إقرار وثيقة أسس وضوابط التفاوض السياسي، وإقرار وثيقة الرؤية السياسية للمرحلة الراهنة، ووثيقة أسس وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية.
وحث اللقاء كافة القوى التي لم تشارك أن تلتحق بركب الموقعين على وثيقة الميثاق، وتعزيز نهج ومبدأ وثقافة التصالح والتسامح كمبدأ أساسي للعمل الوطني الجنوبي .
كما شدد المشاركون على تعميق وتعميم لغة الحوار في المجتمع، ودعوة كل الشرائح في المجتمع إلى نبذ الظواهر الدخيلة، ودعم خطاب إعلامي حصيف ومتزن يعزز وحدة الصف الجنوبي.
وثمن المشاركون التضحيات الغالية والجسيمة التي قدمها شعبنا على طريق الحرية، مع الترحم على أرواح الشهداء وتمني للجرحي الشفاء العاجل والحرية للأسرى والمعتقلين.
وأوصى المجتمعون بضرورة الرعاية والاهتمام بأسر الشهداء، وثمنوا دور القوات المسلحة الجنوبية الباسلة وأوصوا بتعزيز قدراتها العسكرية.
كما أوصى المشاركون باستمرار جهود الحوار الوطني الجنوبي وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح، ومتابعة وتنفيذ مخرجات اللقاء التشاوري، وضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري والثقافي لكل من محافظتي المهرة وسقطرى.
وأكد البيان الختامي اعتبار اللغة المهرية والسقطرية لغة جنوبية أصيلة، وأوصى المشاركون بضرورة الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة بوصفهما عماد المجتمع وعنوان مستقبله .
وأكد المشاركون على ضرورة تحقيق الشراكة الوطنية في الدولة الجنوبية الفيدرالية، ودعوا الدول العربية الشقيقة والمجتمع الإقليمي والدولي إلى احترام تطلعات شعب الجنوب.
وأكّد الجنوبيون أنهم عند مستوى الحدث التاريخي الوطني الهام يحذوهم الأمل بالمستقبل الواعد.
البيان الختامي للقاء التشاوري يمكن القول إنه أشبه بدستور جديد للجنوب، يرسم خارطة واضحة ومتكاملة لمسار العمل الوطني على كل المستويات بما يضمن المضي قدما على الطريق الصحيح، سعيا لتحقيق حلم استعادة الدولة وفك الارتباط.