قرار تسوية أوضاع المسرحين.. الجنوب يتصدى لمخطط التنويم الإخواني
اعتمادا على عبارات تحاول دغدغة المشاعر، روج النظام اليمني وإعلامه بكثافة القرار الذي أصدره رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بما سُميّت ترقية وتسوية أوضاع أكثر من 52 ألفا من الموظفين الجنوبيين المسرحين قسرا عن وظائفهم.
وشمل القرار، 9008 صف ضابط وفرد قوات مسلحة وداخلية وأمن سياسي، و6460 صف ضابط وفرد قوات مسلحة، و10514 منقطعين قوات مسلحة وداخلية وأمن سياسي، و4193 شهداء ووفيات قوات المسلحة وداخلية وامن سياسي.
وفي المجال المدني، شمل القرار 4135 تقاعد مبكر مدني، و9000 منقطع مدني، و3200 تقاعد مبكر مدني.
القرار أثار الكثير من ردود الأفعال، لا سيما من قِبل الإعلام الموالي لتنظيم الإخوان الذي حاول بشكل مباشر ومن دون مواربة، أن يصوِّر الأمر على أنه ذلك يمثل الغاية التي كان ينشدها الجنوبيون.
وبدأت الأبواق الإخوانية سواء سياسيا أو إعلاميا، الترويج بأن الجنوب بهذا القرار يكون قد حقّق مبتغاه، في محاولة للإشارة إلى أنّ قضية شعب الجنوب تمت معالجتها بهذا النحو.
الترويج الإخواني المكثف فسره محللون بأنه محاولة مشبوهة لتنويم الجنوب مغناطيسيا، عبر محاولة تقليل هامش طموحات المواطنين على كل المستويات.
قضية شعب الجنوب حاليا لا تقف عند عودة المُبعدين إلى وظائفهم، فالقضية تحمل عمقا أكبر من ذلك بكثير، إذ يصل الأمر إلى إصرار جنوبي كامل على حق استعادة الدولة، وإزاحة الاحتلال الجاثم على أنفاس الجنوبيين والوفاء لتضحيات الجنوبيين الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن.
ورصد "المشهد العربي" تفاعلا واسعا بين النشطاء الجنوبيين الذين تفاعلوا مع قرار العليمي، وأظهروا وعيا شعبيا كبيرا مفاده أن استعادة الدولة هي الغاية التي يتحركون من أجلها.