لن تفلح محاولات تحميل الإمارات والسعودية مسؤولية فشل الوحدة اليمنية
عادل المدوري
والله إننا نشعر بالخجل مما نشاهده اليوم من الإعلاميين والسياسيين اليمنيين عندما يتحدثون ويروجون أن التحالف العربي يخطط لتقسيم اليمن ويتآمر على الوحدة المشؤومة، ويدعونه إلى عدم التدخل فيما يسمى بالشأن اليمني.
يتحدثون وكأن التحالف تدخل وماتسمى الجمهورية اليمنية تشبه فرنسا موحدة ومستقرة والشعب على وفاق ولا توجد أي مشكلة، وكل المشاكل التي تحدث اليوم هي بسبب التحالف فقط.
فعلاً نشعر بالخجل والدهشة من حجم المغالطات والكذب بهذا الحجم المروع، ونحن كلنا نعم والعالم يعلم أن ماتسمى الجمهورية اليمنية والوحدة المشؤومة هي كل سبب الكوارث وأن ما نعانيه اليوم هو نتاج لحرب 1994 بعد فشل مشروع الوحدة منذ أول 6 أشهر.
لماذا اللف والدوران والمغالطة حتى في مشاكل كبرى يفهمها حتى الأطفال، أن الجنوب تعرض للإحتلال وأبشع أنواع المجازر والقتل والإقصاء والتنكيل طوال فترة الوحدة المشؤومة منذ 7/7/1994.
القضية هي بيننا نحن الجنوبيين وبينكم أيها الأفاكون، ونحن الآن نستعيد حقوقنا وأرضنا وهويتنا التي حاولتم سرقتها وطمسها وأنكرتم حتى وجود الاتجاهات شمال جنوب في خطاباتكم.
لا دخل للإمارات ولا السعودية فيما يحدث، ولو كانت الإمارات والسعودية يستطيعا فعل شيء وتغيير الواقع لفعلوا وأبعدوا ميليشيات الحوثي المغتصبه للدولة والجمهورية في صنعاء، ولما خسروا كل التريليونات من الدولارات على حرب تسع سنوات وفي آخر المطاف سيقبلون بالحوثي أمر واقع بصنعاء.
إذا كانت تهمة الإمارات والسعودية أنهم دعموا الجنوبيين فقد دعموا حزب الإصلاح الإخواني الذي كان يختطف الشرعية أضعاف الدعم المقدم للجنوبيين، لكن حزب الإصلاح كان يسلم جزء من الدعم للحوثي والجزء الآخر يبيعه وجزء يحتفظ به لحروبه القادمة مع شعب اليمن وشعب الجنوب، ودعموا طارق عفاش أضعاف الدعم المقدم للجنوبيين وهو الآن ينشئ جمهورية في المخاء من الصفر مشاريع عملاقة مطارات وطرق وقوات وغيرها.
بالله عليكم ألا تخجلون من هذه المغالطات، هل نسيتم حرب 94 وسفك دماء الجنوبيين، هل نسيتم حركات التحرر منذ عام 94 موج وحتم (حركة تقرير المصير)، ودعوات الكفاح المسلح لطردكم من أرض الجنوب المحتلة.
هل نسيتم إندلاع ثورات الحراك السلمي التي أشعلت الأرض من تحت أقدامكم في كل أرض الجنوب، وهل نسيتم أن أبناء يافع أخرجوا معسكر الحرس الجمهوري التابع لأحمد علي عفاش بالقوة وبالكفاح المسلح قبل ثورة فبراير 2011 وفي أيام حكم المخلوع عفاش وتعرفون أنه أعلن يومها تحرير كل الجنوب.
هل نسيتم أن تحرير الضالع من جحافلكم كان قبل دخول التحالف العربي وعندما تدخل التحالف كانت المقاومة الجنوبية تحرق الأرض في كل بقعة بالجنوب وكان الجنوب سيتحرر بدعم التحالف أو بدونه.
الحقيقة المرة هي أن التحالف وجد في الجنوب رجال صادقين أوفياء ووقف إلى جانبهم وحققوا الإنتصارات، بينما وجد في اليمن ناس خون لاقيمة عندهم لمعنى الوطن، أستلموا الدعم وذهبوا للإستثمار بالخارج وأخص هنا الأخونجية قاتلهم الله.
كلمة أخيرة وحطوها حلقة في أذونكم.. ماتسمى الوحدة اليمنية هي شأن داخلي ولا دخل للإمارات ولا السعودية فيها، ولن ينفع نحيبكم في وسائل التواصل بعد أن قتلتم الوحدة وأنهيتوها إلى الأبد، والجنوب اليوم عاد إلى أهله ونصيحة لكم أن تهتموا بإستعادة الجمهورية العربية اليمنية وتحريرها من الإمامة الحوثية وإلا ستعيشون لوحدكم عبيد مع الحوثي إلى يوم الدين.