سياسات الانتقالي الرصينة تحمي مسار استعادة الدولة
رأي المشهد العربي
على مدار السنوات الماضية، أظهرت القيادة الجنوبية تحليا بسياسة النفس الطويل، في إطار تعاطيها وتعاملها مع التحديات التي فرضت نفسها إزاء قضية شعب الجنوب وحقه الأصيل في استعادة دولته.
الغاية التي تحرك المجلس الانتقالي تتمثل في تحقيق حلم شعبه في استعادة دولته، وقد حقّق الجنوب بالفعل عددا كبيرا من المنجزات سواء أمنيا أو سياسيا على النحو الذي يعضِّد من مسار استعادة الدولة وفك الارتباط.
القاسم المشترك في السياسات التي تحلى بها المجلس الانتقالي تمثّل في الهدوء والتحلي بالنفس الطويل، فالمجلس على مدار الفترات الماضية ورغم الاستفزازات الكبيرة التي أثارتها قوى صنعاء المعادية، لم ينجرف مُطلقا وراء هذه الاستفزازات.
المجلس الانتقالي استطاع وباقتدار شديد أنّ يرسخ أركان دولة الجنوب، ويستجمع كل مقومات ودعائم قوة الجنوب، وفي مقدمتها التكاتف الوطني وراء هدف وطني واحد ورص الصفوف في مجابهة التحديات.
سياسة النفس الطويل التي اتبعها المجلس الانتقالي، تُوّجت على الصعيد المحلي والخارجي، فمحليا يملك المجلس حاضنة مهولة كونه المعبر الوحيد عن قضية شعب الجنوب وحامل لواء قضية استعادة الدولة.
في الوقت نفسه، نجح المجلس الانتقالي في ترسيخ حضور مؤسسات الجنوب على الأرض، وهذا الحضور تجلّى أيضا في الوضع الخارجي لقضية شعب الجنوب التي بات هناك إجماع إقليمي ودولي على ضرورة معالجتها بشكل عادل ومنصف في إطار الجهود المبذولة للحل السياسي.
وهذا الحضور ترسّخ بقوة في ظل الشراكة الفريدة والمتينة التي جمعت بين الجنوب والتحالف العربي، وهي الشراكة التي تقوم على مبدأ المصالح المشتركة والمصير الواحد.
تخلي المجلس الانتقالي وابتعاده عن أي سياسات متعجلة أو متهورة مثّل حائط الصد الأول والمتين نحو حماية تطلعات الشعب الجنوبي وحقه في استعادة الدولة وفك الارتباط.