تقرير أممي يوثق تداعيات كارثية لحرب الخدمات على الجنوب
وثّق تقرير أممي حديث مدى ضراوة حرب الخدمات التي يتعرض لها الجنوب العربي، من قِبل قوى صنعاء التي تتمادى في السطو على ثروات الجنوب من جانب كما تعمل على تصدير الأزمات إلى أراضيه.
الحديث عن تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قال إن الأزمة الإنسانية تؤثر على 17.3 مليون شخص خلال العام الحالي.
التقرير استند إلى تحليل وضع الأمن الغذائي أجري على المديريات والمناطق المحررة (في إشارة إلى الجنوب العربي باعتباره هو المحرَّر)، وقد بيّن هذا التحليل أن بعض المناطق لا تزال تعاني من شدة انعدام الأمن الغذائي بينما ارتفعت مستويات سوء التغذية الحاد بشكل عام.
التقرير قال إن أكثر من ثلثي الأطفال الرضع والصغار تحت عمر السنتين لا تتم تغذيتهم ورعايتهم على النحو المناسب، مما يعزز عوامل ارتفاع حالات سوء التغذية الحاد والمزمن بين الأطفال دون الخامسة من العمر.
وأشار كذلك إلى أن الاستجابة الإنسانية تواجه نقصا حادا في التمويل، مما يؤدي إلى حرمان آلاف الأشخاص من المساعدات الإنسانية الضرورية، وأنه حتى الآن لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن إلا بنسبة 23.5% فقط من حجم التمويل اللازم للوفاء باحتياجات المواطنين.
التقرير يوثّق بوضوح مدى الأهوال المعيشية التي يعيشها الجنوب العربي، لكنه لم يعرج للحديث عن الأسباب التي قادت إلى هذا الوضع المتدهور.
فالجنوب يتعرض منذ سنوات طويلة لحرب خدمات قاسية، تشنها قوى صنعاء الإهابية التي تعمل على تصدير الأزمات والأعباء والتحديات للجنوب على كل المستويات.
وتعمدت قوى صنعاء الإرهابية، إحداث فوضى معيشية شاملة تضمنت تغييبا شاملا وكاملا للخدمات، مع العمل في الوقت نفسه على نهب ثروات الجنوب والسطو عليها، لإفقار الجنوبيين وإذلالهم.
ولم يعد خافيا أن قوى صنعاء أصبحت تتحجج وراء الحرب لتمارس حرمان الجنوبيين من حقوقهم، لا سيما وقف صرف المرتبات والتوسع في ممارسات الفساد التي تشكل أسبابا رئيسية للتأزم المعيشي الشامل الذي يعاني منه الجنوب حاليا.