الجنوب قاهر المشروع الفارسي
رأي المشهد العربي
على مدار سنوات الحرب العبثية، ظلّ الجنوب هو المتصدّي الأول للمليشيات الحوثية الإرهابية، وقد نجح في تحقيق الكثير من الانتصارات ضد المليشيات المدعومة من إيران.
فمنذ مارس 2015، بدأت تلك الحرب الغاشمة التي شنتها المليشيات الحوثية، ونفذت مؤامرات مستميتة بغية احتلال الجنوب، ونسّقت مع كل القوى اليمنية المتطرفة سواء المليشيات الإخوانية أو تنظيمي داعش والقاعدة، وشكّلوا جميعهم تحالفا فيما بينهم رفع شعار إسقاط وإخضاع الجنوب.
تحالف الشر والإرهاب اليمني لم يستطع على مدار السنوات الماضية، إخضاع الجنوب، وظلّت القوات المسلحة الجنوبية الطرف الأقوى على دحر الإرهاب، بما شكّل حماية للمنطقة بأكملها، فسقوط الجنوب بقبضة الحوثيين أمرٌ كان كفيلا بأن يُمدّد المشروع الإيراني المشبوه ليتوغل ويتعمق أكثر في المنطقة.
الفترة الحالية تشهد موجة متفاقمة للغاية في الاستهداف الذي يتعرض له الجنوب على الأرض، إذ تكثف المليشيات الحوثية من اعتداءاتها وإرهابها بشكل غير مسبوق، وهو أمرٌ يستوجب معه دعم الجنوب ليكون قادرا على حسم المعركة في أسرع وقت ممكن.
الجنوب يخوض هذه المعركة دفاعا عن أمن المنطقة بأكملها، وتخوض قواته المسلحة مهمة شرعية أصيلة تتضمن حماية أراضيها من خطر الإرهاب الغاشم، وذلك في حرب مفتوحة لا تضع فيها قوى الشر والإرهاب أي خطوط حمراء.
الحرب التي يخوضها الجنوب وهي تحمي أمن المنطقة بأكملها، فهي في الوقت نفسه تمثّل انسجاما مع التطلعات التي يبديها الشعب الجنوبي نحو استعادة دولته، باعتبار أنّ تحرير الجنوب والمحافظة على أمنه واستقراره جزءٌ لا يتجزأ مُطلقا عن مسار استعادة الدولة.
كل هذه الحقائق الواقعة على الأرض، تتطلب اتخاذ مواقف معينة لدعمها، فمن جانب بات لزاما دعم الجنوب لحسم هذه المعركة في أقرب وقت، وفي الوقت نفسه يتوجب الحذر من إخراج الجنوب من المعادلة أو محاولة تهميشه لما يحمله ذلك من خطر شديد على مساعي الاستقرار وإرساء دعائم الحل الشامل.