تراجع عسكري من منظور واحد وانهيار معيشي.. كيف يبدو مشهد الحرب الآن؟

السبت 10 يونيو 2023 21:08:44
testus -US

وثّق تقرير حديث، جانبا من المعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب الحوثية والتي تآمرت فيها المليشيات الإخوانية، بما تسبب في تفاقم أمد الحرب وحجم تداعياتها المرعبة.

التقرير الصادر عن معهد أبحاث السلام تناول عدة جوانب، فمن ناحية قال إن هناك الكثير من الأزمات المعقدة والمتراكبة بالرغم من انخفاض حدة الصراع خلال العام الماضي 2022. واصفا الوضع الإنساني بأنه يرثى له.

أفاد التقرير أيضا بأن الأزمة الراهنة هي من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بالنظر إلى حجم الصدمات المناخية وما يستتبعه من نزوح جماعي بجانب تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها، فضلا عن الضعف الشديد في الخدمات الاجتماعية والاقتصادية.

لكن التقرير أشار في الوقت نفسه، إلى أن الصراع خفت حدته بشكل كبير، وانخفضت المعارك القتالية بمعدل أكثر من 8 أضعاف خلال العام 2022، مقارنة بالعام 2021، وذلك بفعل الهدنة الأممية واستمرار التزام أطراف الصراع ببنودها رغم انقضائها في أكتوبر الماضي.

لكن على الرغم من ذلك، أوضح التقرير الدولي أنه رغم الانخفاض في حدة الصراع العسكري إلا أن الوضع الإنساني لا يزال في حالة يرثى لها.

بحلول نهاية عام 2022، أدى الصراع إلى مقتل 2,899 شخصاً بسبب أعمال القتال المباشرة، وبنسبة انخفاض تزيد عن 802% عن العام 2021 الذي تم فيه تسجيل 23,256 قتيلا، ويأتي الانخفاض بفعل الهدنة الأممية الموقعة بين أطراف النزاع، واستمرار أطراف الصراع في الالتزام بتنفيذ أجزاء منها رغم انقضائها في أكتوبر 2022.

التقرير وهو يحمل إشارة على تراجع العمليات القتالية وإن كان هذا الأمر يمثل تجاوزا بشكل أو بآخر بخصوص الأوضاع في الجنوب في ظل ما يمارسه الحوثيون من تصعيد عسكري متواصل، إلا أنّ الأكثر وضوحا هو حجم الأزمات الإنسانية التي يوثقها التقرير.

يحتم ذلك ضرورة العمل على وضع حد للحرب التي تتعمد المليشيات الحوثية الإرهابية، إطالتها بحثا عن مكاسب مشبوهة، تتقاطع فيها مصالحها مع المليشيات الإخوانية التي تتعمد إطالة أمد الحرب أيضا.