حتى تأشيرات الحج.. الإصلاح يواصل نهب اليمن!

الخميس 16 أغسطس 2018 20:55:30
testus -US

 رأي المشهد العربي

من نهب الأسلحة إلى السيطرة على المساعدات الإغاثية مرورا بتخصيص الوظائف والتحكم بالقرارات الحكومية وأخيراً يصل حزب الإصلاح الإخواني باليمن إلى نهب تأشيرات الحج والمقدمة كمكرمه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لجميع لذوي شهداء الجيش والقوات المشتركة.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد أمر باستضافة عدد من ذوي شهداء الجيش اليمني، والقوات المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية كمكرمة لهم، لكن حزبيي الإصلاح والرشاد بمحافظة البيضاء قاما بنهب 2500 من تصاريح الحج لتوزيعها على أعضائهم.

وقال رئيس منسقية أحرار البيضاء "ماض" والقيادي في مقاومة البيضاء خالد الحميقاني إن تصاريح الحج تسلمت لنائب رئيس الجمهورية والعضو بالإصلاح الجنرال علي محسن الأحمر ورئاسة الأركان العامة لوزارة الدفاع، وتم الاستحواذ عليها والتصرف بها بمشاركة قيادات إخوانية من حزبيي الإصلاح والرشاد.

وأكد الحميقان أن التصاريح تم صرفها إلى أنصار الحزبيين الإخوانيين ولم تصرف لأي أسرة من أسر الشهداء مقاومة والجيش بمحافظة البيضاء، مضيفاً بأن من صرفت لهم وهم من قيادات وأنصار الحزبيين الإخوان لا علاقة لها بالمكرمة والتي حددت لأسر الشهداء بالإضافة لا علاقة لها في المقاومة لا من قريب ولا من بعيد، كما أنها غالبيتها من قاطعين الصلاة والمعروفين لدى العامة بالفجور والنصب والنهب والسرقة.

وطالب الحميقاني محافظ محافظة البيضاء اللواء ناصر الخضر السوادي بعدم الصمت في هذه القضية والتي تعد أخطر عملية نهب تشهدها المحافظة منذ تعيينه وهي نهب مكرمة أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم رخيصة دفاعاً لدين الله والوطن ومحاربة الظلم والفساد على أبنائها.

على أية حال بعيداً عن ما قاله الحمقاني فيما يتعلق بأن الذين حصلوا عليها معروفين بالفجور، لأن ذلك ربما يجعلهم يتوبوا إلى ربهم، لكن فكرة استخدام تأشيرات الحج (المقدمة من التحالف العربي) للترويج لأحزاب تعمل ضد تحالف الشرعية يؤكد اخترق الإخوان للشرعية الأمر الذي يتطلب وقفة حازمة لذلك الأمر.

فقد عمل حزب الإصلاح من بداية عمل التحالف العربي الداعم للشرعية باليمن على الضرب في جهود التحالف بل ومساعدة جماعة الحوثي الانقلابية على الاستمرار في السيطرة على بعض المناطق.

حزب الإصلاح منذ بداية الحرب كان مخططه ليس الوقوف على الحياد وحسب بل والاستفادة من كل الأطراف فقد وجه تعليمات لأنصاره ألا يتصدوا للحوثيين في أماكن تواجدهم، وأن يدخروا جهدهم لما بعد استتباب الأمور، وفي الوقت نفسه كان يطلب أسلحة من التحالف بدعوى مقاتلة المليشيات الانقلابية ليتضح بعد ذلك أنه يخزن هذه الأسلحة لاستخدامها فيما بعد!

ويحاول الإصلاح اليوم ليس فقط الخروج بأقل خسائر من خلال مماطلة وتسويف العمليات العسكرية ضد الحوثيين، بل يستغل هذه الحرب ليسمّن عضلاته العسكرية والحزبية من خلال تكديس الأسلحة بمختلف أنواعها، وتخزين أكبر رصيد من الأموال التي تأتيه من التحالف ومن قطر لقادم الأيام والأعوام.

ويعكس هذا الأمر مدى انتهازية الإخوان في استباق الأمور وتحين الفرص وركوب صهوة النجاحات قبل اكتمالها من أجل المضي قدما في تحقيق مخططهم بدعم قطري وتركي وتوهمهم بالسيطرة على اليمن.

 لم يتوقف نهب الإخوان عما سبق فقط بل امتد إلى نهب المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات لليمن، وتستلمها منظمات تطلق على نفسها اسم "منظمات خيرية"، وتديرها عناصر مرتبطة بحزب الإصلاح لغرض النصب والاحتيال وابتزاز المواطنين البسطاء لإثارة الفتنة.

وبسبب توقف الرواتب وانقطاع مصادر الدخل يعتمد نحو نصف السكان على مساعدات غذائية من المنظمات الدولية والمحلية التي أطلقت برامج إغاثة وتقوم بتوزيع سلال الغذاء على السكان من الفقراء.

وما زالت المساعدات الإنسانية تلعب دورا مهما في الحد من شدة انعدام الأمن الغذائي الحاد في اليمن حيث تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية برامجها التنموية في المناطق المحررة باليمن، التي شملت قطاعات الصحة والتعليم والبنى التحتية، كما عكست جهود الهيئة وإنجازاتها حرص الإمارات على مستقبل الشعب اليمني والتخفيف من معاناته جراء السياسة التدميرية لميليشيا الحوثي، وذلك من خلال توفير المقومات الأساسية كافة.

وتتهم أطراف يمنية عديدة حزب الإصلاح وقواعده بالتلكؤ الواضح في حسم المعركة مع الميليشيات الانقلابية، خاصة وأن الجبهات التي يسيطر عليها في شمال البلاد لم تحقق أي تقدم ملحوظ خلال سنوات الحرب، مقابل انتصارات وتقدم كبير للقوات المشتركة التي تمكنت من الوصول إلى الأطراف الجنوبية من محافظة الحديدة غربي اليمن.

ولم يهتم حزب الإصلاح خلال سنوات الحرب في اليمن إلا بالاستحواذ على المناصب ومراكز النفوذ، وسيطر تقريبًا على قرار الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، حتى أصبحت أهم الوظائف تترك لأعضاء الإصلاح والمقربين منه.

وللأسف الشديد يواصل حزب الإصلاح تمرير القرارات القطرية من خلال تواجده في الحكومة الشرعية وتطويقه للرئيس عبدربه منصور هادي من خلال نائيه الجنرال الأحمر وغيرهم، ويترافق ذلك مع حملات إعلامية ممولة قطريا لخلق ضغط على التحالف وجهوده باليمن.