ثقافة قلبت العالم.. اعرف قصة اختراع أول سفينة بخارية

السفينة فى العصور الحديثة أصبحت من أهم وسائل السفر للإنسان ونقل البضائع، وربما تعتبر هى وسيلة النقل الأولى فى العالم لأغلب الشركات التجارية خاصة متعددة الجنسيات، كما أنها بمثابة وسيلة النقل الوحيدة لعدد لشحنات البترول العملاقة، وتعددت أشكالها ومحركاتها الأساسية فكانت الشراعية التى تعمل بقوة، وجاءت من بعدها البخارية والميكانيكية والكهربائية الحديثة.

 

ويأتى اليوم ذكرى انطلاق أول رحلة لسفينة بخارية نظامية اخترعها المهندس الأمريكى روبرت فولتون مدشنًا بذلك عصر الملاحة ذى الدفع الميكانيكى، وذلك فى 18 أغسطس من عام 1807، وكانت لأغراض تجارية، فما كان اسم هذا السفينة الأولى وكيف كانت التجربة؟

 

 

بحسب كتاب "موسوعة الاختراعات والاكتشافات: وسائل النقل" تأليف بول أ. كوباسا، فإن نموذج قدم لقارب بخارى، كانت عام 1787، حين عرض مخترع أمريكى يدعى جون فيتس نموذجا أوليا لقارب بخارى يعمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان طول القارب خمسا وأربعين قدما (14 مترا)، ويعمل بمحرك بخارى وعجلات تجديف، وبلعت سرعة القارب ثلاثة أميال فى الساعة، وكانت التجربة فى نهر ديلاوير، وبعدها طور فيتش قاربا تجاريا لنقل الركاب والشحن، لكن قلة التمويل حالت دون تشغيله.

 

إلى جاء المخترع والفنان الأمريكى روبرت فولتون، الذى اخترع أول قارب بخارى ناجح على الصعيد التجارى، وأطلق عليه اسم "كلير مونت"، أبحر رحلته الأولى فى أغسطس عام 1807، فى نهر هودسون فى ولاية نيويورك ووصل إلى مدينة ألبانى فى الولاية نفسها، وبفضل ذلك سرعان ما أصبح ينقل الركاب بصورة منتظمة.

 

 

وفى عام 1809م انضم فولتون إلى مخترع آخر يدعى نيكولاس روزفلت لإنتاج قواب بخارية تسير فى الأنهار الموجودة شرق الولايات المتحدة، مثل نهرى أوهايو والميسيسبى.

 

وفى الوقت الذى كانت فيه قوارب "فولتون" مصممة للإبحار فى الأنهار والخلجان، انهمك مهندس أمريكى يدعى "جون ستيفنز" فى بناء سفن بخارية اسمها "فينكس" مصممة للإبحار فى المحطات والبحار الكبرى، وقد أبحرت هذه السفينى على شواطئ الأطلسى عام 1809م، وأصبحت أول سفينة بخارية تبحر فى المحيط.

 

فيما كانت أول سفينة تعبر عرض المحيط الاطلسى، فكانت السفينة "سافانا البخارية" لكنها كانت سفنية شراعية مزودة بعجلات تجديف تعمل على طاقة البخار، وأصبحت السفينة "سيريوس" البريطانية أول سفينة توفر خدمة نقل منتظمة فى المحيط باستخدام طاقة البخار فقط وذلك فى عام 1838م.