النزوح بالحديدة.. هدف حوثي لإحداث تغيير ديمغرافي طائفي

الأحد 19 أغسطس 2018 21:10:54
testus -US

 رأي المشهد العربي

رسمت الحرب في مدينة الحديدة خريطة سكانية جديدة، وذلك لاستمرار النزوح القسري بسبب انتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين، وذلك من خلال عسكرة الأحياء السكنية الأمر الذي يؤكد أن الهدف من ذلك هو إحداث تغيير ديمغرافي على أساس طائفي .

 ولاتزال مدينة الحديدة اليمنية تعاني من استمرار النزوح وأرغمت مليشيا الحوثي الانقلابية أكثر من 20 ألف أسرة على ترك الحديدة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال استخدام المدنيين كدروع بشرية فضلاً عن افتعال الأزمات المعيشية كإخفاء الوقود وإغلاق المخابز والمواد الغذائية.

ويبدو أن الجماعة القادمة من كهف مران في صعدة تحمل أهدافاً بعيدة المدى لطمس هوية المجتمع الثقافية ونسيجه الاجتماعي، بل تتعدى ذلك إلى إشعال حرب طائفية ما يزالون يمارسونها ويرفضون الاعتراف بها.

وكان بعض الفئات بالمجتمع اليمني خُدعت عندما قدمت مليشيات الحوثي بما أسمته "ثورة سلمية"، وهم يحملون مختلف أنواع الأسلحة وأحاطوا بالعاصمة صنعاء، بالتزامن مع إطلاقهم خطابات تحمل في ظاهرها الرحمة بهذا الشعب والسعي وراء تحقيق أمنياته التي أطلقها الشباب في ثورة فبراير 2011 ضد نظام المخلوع علي عبد الله صالح.

وبعد أن فتحت المدن والمناطق في اليمن ذراعيها على مضض للحوثيين على اعتبار أنهم من أبناء اليمن حتى بدت معالم مسيرة الحوثيين تتضح وذلك بعد انقلابهم على الشرعية ثم بدأوا حرب طائفية وانتقامية على أبناء الشعب اليمني الذين يتخذونه الآن دروع بشرية من أجل البقاء لتنفيذ مخططهم الطائفي الذي رسمته لهم إيران.

وتؤكد أعداد النازحين المهولة هذا التوجه الطائفي ليس الزيدي فقط بل الشيعي، الذي يحاول جاهداً استنساخ مجتمعات شيعية في اليمن، الأمر الذي يعكس الحقيقة الجوهرية لهذه الجماعة القائمة على النزعة الإيدلوجية الطائفية التي تؤمن بأحقيتها المطلقة والإلهية في الحكم.

ورغم نسبة جماعة الحوثية الانقلابية الضئيلة والتي لا تتجاوز10% من المجتمع اليمني إلا أنها أرغمت بعض المناطق الخاضعة تحت سيطرتها بقوة السلاح بالاحتفال بأعياد لم يكن المجتمع اليمني المتواضع تعليمياً على علم بها كعيد الغدير وكربلاء.

وبالمتابعة لسير الأحداث نجد أن المليشيات الحوثية حاولت منذ لحظة انقلابها تكميم أفواه خطباء المساجد وإقصائهم، وفرض البديل الموالي أو بالأصح الطائفي، فضلا عن عمليات الخطف والقتل وإغلاق جميع المنابر الإعلامية الغير خاضعة لسيطرتها وأبقوا على وسائل الإعلام الرسمية بعد أن سيطروا عليها.

ولم تكتف جماعة الحوثي الطائفية بالجرائم المذكورة أعلاه وإنما استهدفت مراكز تحفيظ القرآن الكريم ابتداء من مركز دماج في صعدة إلى ذمار وتعز والبيضاء ومأرب وعمران، كما سيطروا على جامعة القرآن الكريم ونهبوها مع مؤسسة القرآن الكريم، وأغلقوا عشرات مراكز تحفيظ القرآن الكريم النموذجية وحلقات التدريس الدينية السنية.

ويرى مراقبون أن استمرار هذه الجماعة الطائفية خطر كبير يهدد استقرار وأمن اليمن وسلامة نسيجه الاجتماعي، كما اعتبروا بقاءها انتكاسة للدولة اليمنية التي انعتقت من الحكم الفردي العائلي في فبراير 2011.

ومنذ 13 يونيو الماضي، تنفذ القوات الحكومية، بإسناد من التحالف العربي، عملية عسكرية لتحرير الحُديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر، من سيطرة مسلحي الحوثيين الذين أصبحوا يهددون الملاحة الدولية بشكل علني.

 في الأثناء، يواصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث مهمته الدبلوماسية في صنعاء سعياً للتوصل إلى حل سلمي يمنع الحرب عن شوارع الحديدة بعدما وصلت إلى مشارفها.

 وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن نزوح أكثر من 121 ألف شخص من محافظة الحُديدة الساحلية، غربي اليمن، فراراً من جرائم مليشيا الحوثي الانقلابية منذ يونيو الماضي.

وعن الوضع الصحي في الحديدة، بيَّن التقرير أن "عدداً متزايداً من المرافق الصحية تتعطل مؤقتاً بسبب الوضع الأمني"، لافتاً إلى أن "هناك سبعة مرافق أُغلقت أو عُلِّقت عملياتها مؤقتاً".

وحذَّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن جرائم المليشيات الانقلابية في الحُديدة سيزيد من معاناة اليمنيين.

ويعاني اليمنيون أوضاعاً معيشية وصحية متردّية للغاية؛ من جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي والمليشيات الحوثية التي انقلبت على الحكم في اليمن سيطرو على محافظات منها صنعاء، منذ سبتمبر 2014.

إلى ذلك تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها الدؤوبة لدعم المحافظات اليمنية المحررة خاصة مناطق الساحل الغربي وتوفير سبل المعيشة الكريمة للشعب اليمني الشقيق من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية وتوزيع السلال الغذائية على المواطنين اليمنيين لتلبية احتياجاتهم الفورية بما يؤكد شمولية المساعدات الإماراتية لجميع مجالات الحياة في اليمن وسط إشادات من المنظمات الدولية بدور الإمارات الإغاثي والتنموي في اليمن  

و يعمل الهلال الأحمر الإماراتي بالشراكة و التنسيق مع مختلف المنظمات الدولية العاملة في اليمن و منها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين.

ويقوم الهلال الأحمر الإماراتي بتقديم كافة أوجه الدعم من اندلاع الحرب في اليمن على كافة المستويات من صحة وتعليم وتوزيع مواد غذائية فضلاً عن الدعم الأمني الذي قدمته للبلاد وعمل على استتباب الأمن في المناطق المحررة.

وتستهدف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من وراء جهودها المتواصلة تحسين حياة المواطنين اليمنيين وتخفيف وطأة المعاناة عن كاهلهم وذلك عبر الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين لتلبية احتياجاتهم من المواد الغـــذائية وتنفيذ المشروعات التنموية التي تسهم في استقرار الأسر اليمنية.