لمصلحة من.. هاجم بن مبارك المقاومة الجنوبية؟
رأي المشهد العربي
يطل علينا من حين لآخر أشخاص من الحكومة اليمنية المفترض أنها شرعية ليهاجم المقاومة الجنوبية والتي تحارب داخل خندق واحد مع التحالف العربي والقوات المشتركة ضد عدو واضح وهم مليشيا الحوثي وأعوانهم، وهو ما يؤكد أن هذه الحكومة مخترقة وتعمل ضد التيار المحارب للحوثيين.
فلا يمكن أن يكون الهجوم الذي شنه السفير اليمني في واشنطن أحمد عوض بن مبارك على قوات المقاومة الجنوبية على خلفية مزاعمه افشالها عرضا عسكريا للسلطات اليمنية رفعت خلاله أعلام الوحدة، من شخص سوي فكان عليه التحقق أولا من مزاعمه ولا يمارس هذه العنصرية بحق فصيل أصيل في تحرير جنوب اليمن.
وقال بن مبارك وهو مندوب اليمن في الأمم المتحدة على صفحته على تويتر إن من يعتقد أن إضعاف الدولة والشرعية الدستورية سيكون لصالح مشروعه أيا كان هذا المشروع هو واهم "، مضيفا " أي قوة عسكرية بدون غطاء الشرعية تصبح مليشيا مسلحة، فلنعتبر من دروس التاريخ القريب"، واختتم تغريدته بالقول: "كفى متاجرة بالشعارات".
ومن نهاية تغريدة بن مبارك نقول إن الدبلوماسي الذي يخوض مع الخائضين دون أن يتبين الحقيقة ويستمع للطرف الآخر لا يمكن أبداً أن يكون دبلوماسيا خاصة وأن عواطفه وأهوائه هي من تتحكم فيه وليس المهنية والعمل الدبلوماسي.
فما بدر من بن مبارك لا يمكن أن يفعله إلا خباز في مخبز شعبي وليس منصب دبلوماسي بهذا الحجم، حتى يتحدث بهذه اللهجة التي تشير إلى ما يخفيه في صدره هذا الرجل.
فالدبلوماسي لابد أن يتحدث بعقله لا بأهوائه، ويبدو أن بن مبارك يعتبر نفسه مقاوماً من خارج البلاد ولكن ليس ضد مليشيا الحوثي الانقلابية ولكن ضد المقاومة الجنوبية التي ضحت بدماء أبنائها وحررت بلادها في الوقت الذي كان بن مبارك ورئيسه يشاهدون هذه الملاحم على شاشات التلفاز من مقرهم في الرياض.
فبن مبارك الذي اختطفته من قبل مليشيا الحوثي عندما كان مديرا لمكتب الرئيس عبدربه منصور هادي، حكم على أهل الجنوب بشكل عام بأنهم يتاجرون بالشعارات، لكن ثمة سؤال يراودنا هل تاجرت المقاومة الجنوبية بالبلاد كما تتاجرون أنتم باليمن كله؟
وكانت اشتباكات اندلعت صباح السبت في الكلية العسكرية في منطقة صلاح الدين غرب عدن، بين قوات من المقاومة الجنوبية والحزام الأمني مع قوات من الكلية العسكرية في صلاح الدين، على خلفية رفع علم اليمن “الوحدة” في مراسيم حفل تخرج دفعة جديدة من الطلاب.
كما هناك سؤال لابد أن تجيب عليه سعادة السفير أنت وحكومتك غير الرشيدة وهو واقعة رفع العلم هذه متكررة كل عام وهذه الأزمة تتكرر أيضاً فمن ذا الذي يدفع إلى تكرار هذه الأزمة في هذا التوقيت.
وأكدت مصادر من داخل الكلية العسكرية أن عناصر موالية لنائب رئيس الجمهورية الجنرال علي محسن الأحمر - أذرع الإخوان وقطر في قيادة الشرعية -، مسؤولية عن ما حدث، وذلك نتيجة إصرارها على الخطوة الاستفزازية المتمثلة برفع علم اليمن في منصة وساحة الحفل العسكري، في إطار مساعيها لإفشال أي تواجد للكلية العسكرية في عدن بهدف نقل مقر الكلية العسكرية إلى مأرب.
وأكدت المصادر أنه كان هناك اتفاق على إقامة حفل تخرج الدفعات العسكرية بدون رفع أي علم لليمن أو الجنوب، واقتصار الحفل على رفع أعلام الكلية العسكرية، ولكن ما حدث مخالفاً للاتفاق، وكأنه نوع من التحدي وإثارة للأزمات في هذا التوقيت.
وأشارت هذه المصادر إلى أن عدم التزام العناصر الموالية للجنرال الأحمر، بالاتفاق بينها وبين المقاومة الجنوبية، دفع بعض العناصر بشكل فردي اتخاذ خيار التصدي لأي تحدي واستفزاز للإرادة الجنوبية ومقاومتها التي قدمت قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين في مسيرة نضالها السلمي وكفاحها المسلح.
بدوره أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المشكل في محافظة عدن جنوب اليمن، رفضه استهداف القيادات الجنوبية، على خلفية إحالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قياديا في الحزام الأمني وآخر في المقاومة الجنوبية إلى القضاء إثر الاعتداء على الكلية العسكرية.
وأكد الانتقالي الجنوبي في بيان على موقعه الإلكتروني "رفضه القاطع استهداف رموز الجنوب ومقاومته الباسلة، من قبل أطراف مشبوهة تحاول امتطاء ظهر الشرعية، في محاولة فاشلة لتظهر أنها القوة التي تسيطر على الجنوب".
وشدد المجلس على "أن خلق أي توتر في عدن والجنوب عامة، لا يخدم جهود السلام، ولا الأمن، ولا الاستقرار التي يبذلها الأشقاء والأصدقاء".
وكان هادي أصدر في وقت سابق، قرارًا بإحالة القياديين منير محمود أحمد المشالي (أبو اليمامة)، وعبد الناصر راجح البعوة (أبو همام)، إلى القضاء، على خلفية اشتباكات وقعت خلال حفل تخرج طلبة الكلية العسكرية في العاصمة المؤقتة عدن.
ويعتبر الانتقالي ما حصل في الكلية العسكرية بصلاح الدين "محاولة الغرض منها إرسال رسالة إلى المبعوث الأممي مارتن جريفيث، ونحن على أبواب محادثات جنيف، أن هذه القوى تسيطر على الجنوب، وأنها تمثل الجنوب وإرادته وهي ليست كذلك ولن تكون بإذن الله".
واتهم الانتقالي طرفا ثالثا بتصفية حساباته مع رموز المقاومة الجنوبية وقادتها، مشيرا إلى "أن توجيه التهم لاثنين من أبرز قياداتها والذي يتواجد أحدهما في الخارج أصلا للعلاج دليل على إضمار النية وسوء التدبير".
وأخيرا ياسعادة السفير من يتاجر بالشعارات وهموم اليمن هي الحكومة والتي أنت عضو فيها، من يتاجر بالشعارات هم الوزراء الذين يتقاضون رواتب خيالية في الوقت الذي لم يتحصل فيه آلاف الموظفين على رواتبهم من سنوات.
كما أن من يتاجر بالشعارات هم السفراء والذين تم استئمانهم على شكل اليمن الخارجي وشعبه في كل دول العالم، لكنهم لم يحافظوا على هذه الأمانة وراحوا يتقاسمون المنح الدراسية والاستيلاء على الميزانيات المخصصة لأبناء اليمن بالخارج وما خفي كان أعظم ياسعادة السفير.