(أبو اليمامة) القائد الشهيد الأكثر حضوراً
د. علي صالح الخلاقي
إنه الأكثر حضوراً وألقاً قبل وبعد استشهاده..
«أبو اليمامة»، قائد جنوبي فذ، بطل وشجاع من أبطال زماننا..
رمز للنُبل والنزاهة والإخلاص..
متواضع في سلوكه وعلاقاته الاعتيادية ..وصارم في مواقفه الوطنية التي لا تقبل التردد أو المهادنة.
ارتبط اسمه بالحراك الجنوبي منذ انطلاقته عام 2007م، وبرز دوره البطولي في التصدي للغزو الحوثي لعدن والجنوب, ثم صعد نجمه، بقامته الفارعة وجسده النحيل وروحه المتوثبة، كقائد عسكري فذ في القوات الجنوبية الناشئة التي جرى تكوينها بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوب بدعم من التحالف العربي للحفاظ على النصر بغية استكمال المعركة ضد المليشيات الحوثية وكسر شوكتها وضد الجماعات الإرهابية التي اتخذت من المحافظات الجنوبية مسرحاً لنشاطها، فكان رأس حربه على رأس قوات الدعم والإسناد في مطاردة تلك الجماعات الإرهابية واجتثاث خلاياها في عدن ولحج وأبين وشبوة، ووصلت قواته إلى مواقع لم تصل إليها أي قوات حكومية من قبل وتطهيرها وتحريرها من خطر العناصر الإرهابية وهو ما جعله محل رضا وإعجاب القوى الدولية التي تكافح الإرهاب بكل أشكاله.
كان الشهيد القائد أبو اليمامة بصماته واسهاماته في تشكيل النخبة الشبوانية وفي عمليات التنسيق المشترك معها ومع النخبة الحضرمية والتواصل المستمر بين كافة صنوف القوات الجنوبية والمقاومة الجنوبية من أجل تأمين كافة مناطق الجنوب، واقترن اسمه بالأمن والأمان والنصر وكسر الإرهاب ، وأسهم في تأسيس جيش الجنوب الحديث، وكانت البداية من اللواء الاول دعم واسناد وبقية ألويه الدعم والاسناد ونجح نجاحاً منقطع النظير في بناء قوات نظامية مدربة ومؤهلة يركن إليها شعبنا ومجلسه الانتقالي، وكان يعوّل عليه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي وعينه بقرار غير معلن قائداً لقوات الدعم والاسناد ومشرفا عاما على جميع القوات الجنوبيه من المهرة إلى باب المندب حتى لحظة استشهاده في تلك العمليه الإرهابية الجبانة والغادرة التي ذهب ضحيتها مع عدد من ضباطه وجنوده في الأول من أغسطس 2019م.
وظل حتى لحظة استشهاده هدفاً لكل القوى المعادية للجنوب من حوثية وإخوانية وإرهابية ومن تحالف معها، ليس لشخصه وإنما للمشروع الذي كان يحمله ويقاتل من أجل انتصاره، وهو استقلال الجنوب العربي واستعادة دولته الذي ظل متمسكاً به ولم يتنازل عنه قيد أنملة.
لا نستطيع أن نفي هذا القائد الفذ حقه، وسنحتاج لوقت كافٍ ومساحة أوسع للحديث عن كل نجاحاته وانتصاراته ومآثره ومناقبه التي قد ينبري لها الباحثون والمهتمون لتقديمها في دراسات أوسع وأشمل في المستقبل، لتكون منهلاً للأجيال تتعلم منها قيم البطولة والإخلاص والوفاء وروح الإقدام من أجل انتصارقضية شعبنا وحقه في الاستقلال واستعادة دولته التي أراد لها أن تكون جزءاً من محيطها العربي وضمانة للسلام والأمن الأقليمي من المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي والسلام العالمي.
رحم الله القائد الفذ أبا اليمامة الذي أسهم في إشعال الثورة الجنوبية حياً وأضرم نيرانها شهيداً.. عاش ثائرا يواجه بصلابة وثبات قوى الشر والاحتلال والإرهاب وظل يؤرقها ويهدد مصالحها،وظلت تستهدفه في أكثر من مرة دون أن تفلح، وحاولت تشويه سمعته بتقارير مزيفة إلى منظمات حقوق الإنسان لكنها لم تنل منه، فقد كان اسمه مقترناً بمقارعة الإرهاب والانتصار لقضية شعبه.
عاش عظيماً ومات عظيما..و كان يردد أنه مشروع شهيد من أجل وطنه الجنوب وحق شعبه في الحرية والكرامة واستعادة الدولة..فنال الشهادة كما أراد.
وكان حلمه أن يعيش بكرامة في وطن جنوبي مستقل ومستقر، قدم من أجله الغالي والنفيس..وها هو اليوم أكثر حضوراً بيننا، يعيش في قلوبنا ويظل خالداً في ذاكرة شعبنا..قائداً فذاً ورمزاً وطنياً وعربياً قل أن يجود الزمان بمثله.
فسلام عليه في الخالدين.. وتقبله الله مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا..