بخروج السلفيين.. الإصلاح يمارس تطهير طائفي بتعز
رأي المشهد العربي
"نترك لكم المدينة وما فيها"..خلاصة بيان جماعة أبو العباس التي أعلن قائدها خروجها نهائياً من مدينة تعز بسبب ممارسات حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن، الغير قانونية بحق كتائب أبو العباس الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه تطهير طائفي يزيد من تعقد الأزمة اليمنية .
وكان قائد كتائب أبو العباس السلفية في تعز، العقيد عادل فارع المعروف بـ"أبو العباس"، أصدر بياناً رسمياً لأفراد كتائبه بالخروج نهائياً من مدينة تعز، محملاً حزب الإصلاح الإخواني مسؤولية انسحابه من المدينة.
وقال البيان: "حاربنا من أجل الوطن ودحر الحوثيين من المحافظة، لكن تم الغدر بنا من ظهرنا، في إشارة إلى حزب الإصلاح، وقررنا الانسحاب من أجل مدينتنا". وطالب البيان القيادة الشرعية والسلطة المحلية، بتوفير وسائل النقل للأفراد لخروجهم في أمان من المحافظة وعدم التعرض لهم.
وجماعة أبو العباس هي حركة سلفية وطنية تقاوم مع الجيش والتحالف العربي ضد مليشيا الحوثي الانقلابية بمدينة تعز، التي لم تحرر من الحوثيين بشكل كامل حتى الآن، وتعرضت هذه الحركة للاعتداء من عناصر مسلحة تابعة لحزب الإصلاح وذلك من أجل استعراض عضلات أحمق بشكل لن يفيد إلا الانقلابين.
وتشهد مدينة تعز منذ الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين مليشيات حزب الإصلاح المدعومة من قطر، وبين جماعة "أبو العباس" ووقع على إثرها أكثر من 30 شخصا ما بين قتيل وجريح، حيث يخشى حزب الإصلاح من تواجده في تعز بعد دحر الحوثيين.
وجاءت الاشتباكات بينهما على خلفية قيام عناصر حزب الإصلاح المدعومة من ألوية الجيش بنصب كمين لقيادي سلفي أدى إلى إصابته ومقتل 2 من مرافقيه بجروح.
واستطاع حزب الإصلاح بتحويل دفة القتال ما بين المقاومة السلفية والحوثيين إلى قتال بين المقاومة ومسلحي حزب الإصلاح، وهذا يؤكد حديث الكثير من أبناء تعز أن حزب الإصلاح بالمحافظة يساعد مليشيات الحوثيين على السيطرة على المحافظة.
وكشفت وقائع تعز أن التصعيد الجاري بالمدينة يأتي لغرض ابتزاز التحالف العربي وخلط الأوراق بالتزامن مع اقتراب الأمم المتحدة من تحقيق سلام شامل في اليمن سيكون حزب الإصلاح خارج إطار العملية السياسية القادمة في اليمن.
وتحاول قوى سياسية متمثلة بحزب الإصلاح ركوب موجة الإنجازات العسكرية في تعز وتحقيق مكاسب تمكنه من وضع قدمه في ركب المستقبل السياسي في اليمن بعد انسحاب ميليشيا الحوثي، إذ تمثل أبرز العوامل التي أخرت الحسم استثمار أطراف سياسية محسوبة على حزب الإصلاح الفراغ الأمني، الذي فرضه الحوثيون بعد انقلابهم.
وعمل الإصلاح أكثر من مرة على التآمر على أي إنجاز عسكري في المحافظة، وتسهيل سقوط مواقع مجدداً بيد الحوثيين بعد تحريرها، كما حصل بعد تحرير القصر الجمهوري في المدينة، الذي سقط وتحرر أكثر من مرة، ودائماً يرجع الإخوان سبب سقوطه وعدم تحرير مناطق كثيرة في تعز لعدم توفر الدعم الكافي لهم.
ودائما تقفز الأجندات الخاصة لإخوان اليمن إلى الواجهة عند الحديث عن تحرير تعز، وتقوم في كل مره بأعمال إجرامية من أجل تنفيذ أجنداتها المرتبطة بقوى إقليمية ودولية.
ويضع حزب الإصلاح دائما العثرات والعراقيل أمام أي تحركات حقيقية لإنقاذ المحافظة من براثن الوحشية الحوثية، التي تطوّق تعز وتنهش أبناءها من خلال السياسة الممنهجة التي تتبعها لقصف التجمعات المدنية.
ويرى مراقبون أن التطهير الطائفي هو سياسة متعمدة تمارسها جماعة عرقية أو دينية لتهجير السكان المدنيين لجماعة عرقية أو دينية أخرى من مناطق جغرافية معينة باستخدام العنف أو الترهيب، وهو ما تفعله الإخوان حرفيا مع كتائب أبو العباس السلفية.
وخلال أكثر من 4 سنوات لم تكن طبوغرافية محافظة تعز وحدها من أبطأت وتيرة الحسم ولا حتى الألغام التي ملأ بها الحوثيون وأنصارهم الأرض، بل إن الألغام السياسية التي حاول زرعها أطراف من "الإصلاح" هي التي تسعى لتعقيد المشهد من أجل أجندات خاصة تمولها قطر.
واستغلت قطر انشغال التحالف في معركته مع الانقلابيين، واستخدام الجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات، بالإضافة إلى أبواق إعلامية مموّلة من الدوحة، تقوم بالإساءة المتواصلة لدول التحالف العربي التي تقدم تضحيات كبرى بهدف عودة الشرعية لليمن والقضاء على الانقلاب ووقف التمدد الإيراني.
ولم تكتف قطر باستخدام حزب الإصلاح لمحاولة تعطيل الدور الكبير لدول التحالف، بل سعت إلى تعزيز علاقاتها مع الانقلابين في صنعاء ومحاولة إيجاد تنسيق بينهم وبين الحزب في خيانة واضحة للتحالف العربي والشرعية اليمنية.
وكشفت الانتصارات المتسارعة التي حققتها القوات والكتائب الأمنية حديثة النشأة بدعم من دولة الإمارات هشاشة التنظيمات الإرهابية، وأنها كانت مجرد أداة لبعض الأحزاب السياسية بينها حزب الإصلاح لتنفيذ أجندتها والسيطرة على مناطق النفط والسواحل في جنوب اليمن.
وبالنظر إلى ما حدث في تعز مؤخراً من توترات وفوضى، يؤكد مساعي إخوان اليمن بدعم وتمويل دولي لاستغلال هذه الفوضى من أجل بسط النفوذ الإخواني وبدء مرحلة جديدة من الصراعات لتشتيت الجهود العسكرية الرامية لدحر مليشيا الحوثي الانقلابية.