إلى الأم عدن: توقّعي الاقتتال الأهلي الثالث!
نجيب يابلي
الراصد لتاريخ عدن في المراحل الثلاث: القديم والوسيط والحديث، سيخلص إلى أن عدن مهما تعرضت لهزات إلا أنها تظل عظيمة، وفي التاريخ الحديث سنجد أن عدن دافعة ضرائب فادحة عند كل منعطف استخباري آخره هذا الذي نحن فيه.
السيناريو جعل عدن الضحية الوحيدة، لأن المؤامرة تستهدفها وبلا رحمة لأبنائها الطيبين، ولأننا قد جبلنا على استمرار قتل بعضنا بعضا ومن يقف أمام أعمال الاغتيالات أو حملة الاغتيالات التي استهدفت وتستهدف الجنوبيين التي دشنت في عهد الرئيس السابق خلال الفترة من 2007 حتى عام 2011 واستأنفتها الشرعية من 2012 وحتى يومنا هذا ولم يرفع جنوبي واحد استفساراً نصه: لماذا لم يسقط واحد من خولان أو سنحان أو حاشد أو بكيل طيلة الفترة منذ عام 1993م حتى يومنا هذا؟ ولماذا القاتل
جنوبي والقتيل جنوبي أيضاً ؟ لماذا لا يستفسر الجنوبي عن سر انتشار العدد المهول من محلات الصرافة ومحلات المندي على طول وعرض عدن؟ لماذا؟ ولماذا؟.. وإلى متى يا جنوبي ونحن على هذا المنوال؟
إلى الأم عدن أقول لك يا أماه: توقعي الاقتتال الأهلي الثالث، وأذكرك بالاقتتال الأهلي الأول الذي شهدته عدن والتي دفعت ضريبته عدن الذي دار بين الجبهة القومية وخصمها جبهة التحرير خلال الفترة 6-11 سبتمبر 1967م، وأذكرك بالاقتتال الأهلي الثاني بين الخصمين ج .ق (NLF) و ج.ت (FLosy) خلال الفترة 3-6 نوفمبر 1967 واعتراف قيادة الجيش الاتحادي بالجبهة القومية وكان اعتراف ظاهره الحق وباطنه الباطل لأن القبيلة قامت بهجمة شرسة على منازل الإنجليز في خور مكسر والفتح في التواهي وصلاح الدين في البريقة ومارست القبيلة نفس الأسلوب في منعطفات لاحقة: 22 يونيو 1969 و 26 يونيو 1978 و 13 يناير 1986 و 7 يوليو 1994.
السير همفري تريفيليان، آخر مندوب سامي بريطاني أورد في كتابه الخالد الذكر (الشرق الأوسط في ثورة) (ص 264 - النسخة الإنجليزية عن القتلى والجرحى في صفوف الجنود الإنجليز، عسكريين ومدنيين وعدد القتلى والجرحى من العرب على أيدي الإنجليز، ثم أورد إحصائية تقريبية من القتلى والجرحى العرب بأيدي العرب وأعقب ذلك حملة اعتقالات كبرى للخصوم زج بهم المنتصر في زنازين رسمية وغير رسمية في عدن وأبين والضالع، كما شهدت عدن نزوحا واسع النطاق إلى تعز.
أما الاقتتال الأهلي الثالث الذي يحضر له الموساد الإسرائيلي عبر مرتزقة الجنوب سيتم تفجيرها من خلال عدة وسائط، ما يسمى بالشرعية وما يسمى بالانتقالي، وسيمهد لها بتأجيج الواقعة الآثمة لمقتل الشهيد علي عوض عبدالحبيب يوم 9 مايو 2018م بعد اختطاف والده عوض عبدالحبيب يوم 21 أبريل 2016 ولا يعرف له مصير حتى اليوم.
أمي العظيمة عدن، حجم المآسي يزداد متخذاً الفوضى الخلاقة وسيلة للوصول إلى هدف المؤامرة التي ترتوي يوميا بدماء الشهداء فرادى وجماعات.. الاقتتال الأهلي الثالث في الطريق وهذا مصير كل عاصي وجاحد لك لأنك سيدة مدن الجنوب والشمال والجزيرة والخليج وتستثنى من ذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كان وضعك في العلالي لكنها المخططات الاستخبارية التي استهدفتك منذ الستينات وأوصلتك إلى هذا المستنقع. حسبنا الله ونعم الوكيل..!!