كيف أطاحت أسماء وهمية بقائد الحشد الشعبي؟
تداولت وسائل إعلام عراقية كتابين أحدهما صادر من مكتب رئيس الوزراء والآخر من وزارة المالية بتواريخ مختلفة، يشيران إلى وجود أعداد وهمية من المنتسبين في جهاز الأمن الوطني و"هيئة الحشد الشعبي"، خلال فترة تولي فالح الفياض لهذين المنصبين، الذي أقيل مؤخراً.
وتؤكد الوثائق صرف رواتب لأسماء فائضة بين عامي 2007 و2016 من وزارة المالية، بينما بين قسم الموارد البشرية في الجهاز الأمن الوطني والحشد الشعبي أن لا وجود لتلك الأسماء.
في هذا الإطار، قال مصدر أمني خاص من داخل الجهاز، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"العربية.نت": إن هناك الكثير من المؤشرات مسجلة على أداء جهاز الأمن الوطني وهيئة الحشد الشعبي، حول قضايا فساد المالي والإداري التي تخص التعيينات الوهمية وشراء عتاد وأسلحة، مشيراً إلى إحالة نحو 11 ألف عنصر من الأمن الوطني للتحقيق.
العشيرة.. المستفيد الأول
وتابع المصدر أن عشيرة رئيس جهاز الأمن الوطني السابق، فالح الفياض، كانت المستفيد الأول من هذه التعيينات، مبيناً أنه لم يتبقَّ شاب من عشيرته إلا وهو ضابط في الجهاز، مشيراً إلى أن صلة القرابة بين الفياض وهادي العامري، رئيس تحالف الفتح أدت إلى زيادة نفوذهما، والتلاعب في جهاز الأمن وهيئة الحشد.
يذكر أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وخلال احتفالية يوم النصر على داعش في ديسمبر2017، عبّر عن امتعاضه من استغلال بعض القادة في الأجهزة الأمنية مناصبهم، وتابع بأنه لا يجوز استخدام "المحسوبية والمنسوبية" في الأجهزة الأمنية لتكوين الولاءات الشخصية والحزبية والعشائرية، في إشارة إلى أسلوب التوظيف في جهاز الأمن الوطني.
وأضاف المصدر أنه قبل تولي المالكي الولاية الثانية لرئاسة الوزراء عام 2010، تم تعيين ما لا يقل عن 20 ألف منتسب دون مراعاة الضوابط القانونية في هذا السلك الأمني الحساس، وذلك من أجل الدعايات الانتخابية.
وأشار المصدر إلى أن صهري المالكي ياسر عبد صخيل وحسين المعروف بأبي رحاب أيضاً قاما باستغلال موقعيهما القريب من رئاسة الوزراء خلال تلك الفترة للوصول إلى البرلمان، وعينا معظم أبناء قضاء طويريج التابع لمحافظة كربلاء، كونهما يتبعان إلى هذا القضاء.
رواتب الحشد
وفي سياق الأموال المخصصة للحشد الشعبي، أكد منتسبون من الحشد لـ"العربية.نت" أن معاشاتهم تصرف بدفعات غير منتظمة ومتباعدة، مع قطع جزء منه في كل دفعة بحجج مختلفة.
وقال أحمد الساعدي أحد منتسبي الحشد الذي أصيب في إحدى المعارك مع داعش، بأن بعد إصابته لم يأت أحد لتفقده، لافتاً إلى أن هذه حال معظم الجرحى الذين يتركون بعد إصابتهم، إن لم يكن لهم معارف في الهيئة لإكمال العلاج.
وكان الكتاب الصادر من وزارة المالية، بيّن أن هناك فروقات بين الرواتب المصروفة لآمريات الحشد، وبين المعاشات الموزعة على للمنتسبين.
اغتيال مسؤول مالية الحشد
وكان مسؤول مالية الحشد السابق قاسم ضيف، اغتيل على خلفية عدم تنفيذه أوامر نائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وإصراره على تدقيق جميع الملفات من أسماء المنتسبين وحتى ملف شراء الأسلحة والعتاد.
يشار إلى أنه إلى الآن لم يكشف عن مصير تقرير اللجنة المكلفة بالبحث عن حيثيات مقتل ضيف، رغم منصبه الحساس في الهيئة، فيما تم تكليف حسين إسماعيل خليل المعروف بـ"حسين قانونية" بإدارة مالية الحشد، لولائه إلى إيران.
محافظ سابق لرئاسة الأمن الوطني
في سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة عن تعيين محافظ النجف السابق عدنان الزرفي بمنصب رئيس جهاز الأمن الوطني، بعد يوم من إقالة "فالح الفياض".
وأشارت المصادر إلى أن الزرفي الذي فاز مؤخراً بعضوية مجلس النواب العراقي في الانتخابات التشريعية الأخيرة عن ائتلاف النصر، يتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ما يؤهله لتصفية جهاز الأمن الوطني من عناصر الميليشيات والموالين لإيران.
ويتمتع الزرفي، 52 عاماً، بشعبية مميزة من بين باقي المحافظين، رغم عدم انتمائه إلى حزب معين خلال فترة توليه المنصب، لما قدمه لأبناء مدينته من حريات وخدمات.
العربية نت