إرهاب الحوثي يغتال التعليم في اليمن

السبت 1 سبتمبر 2018 21:33:59
testus -US

رأي المشهد العربي 

ألقت الأزمة اليمنية والتي أشعل فتيلها مليشيا الحوثي الانقلابية، بظلالها على قطاع التعليم، حيث مازالت مليشيا الحوثي تمارس أبشع أنواع الجرائم تجاه أطفال اليمن من خلال تجنديهم للقتال مقابل استمرارهم في التعليم.

وتحدثت تقارير صحفية يمنية عن أن عبد الملك الحوثي أمر وزارة التربية والتعليم بحرمان أطفال وشباب صنعاء من الدراسة والتعليم في الموسم الجديد ما لم يقاتلوا في هذه الفترة بجبهات القتال.

ويعيش "اليمن السعيد" أسوأ أوضاع تعليمية بسبب مليشيا الحوثي التي توزع كتب تغذي الطائفية في مناهج التعليم تهدف إلى تدمير جميع المناحي الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية.

نشطت مليشيات الحوثي في استقطاب الأطفال من المدارس بهدف تجنيدهم ورفد جبهات القتال بهم، وجندت وزارتا الأوقاف والتربية والتعليم الواقعتان تحت سيطرة الحوثي مئات الأطفال من طلبة المدارس خلال الإجازة الصيفية.

وكان القيادي الحوثي الذي يعمل مديراً للمركز التعليمي بمديرية شبام بمحافظة المحويت دعا طلاب الثانوية العامة للتوجه لجبهات القتال بعد الانتهاء من الامتحانات، فيما تم تنظيم معسكرات صيفية للأطفال من أجل تحفيزهم وتدريبهم على القتال.

وضمن خطة المليشيات الحوثية لتدمير التعليم خصصت لجان امتحانيه تسمى "لجان الجبهات"، حيث تقوم هذه اللجان بأداء عملية الامتحانات نيابة عن الطلبة الذين يقاتلون في الجبهات التابعة للمليشيات.

وبحسب مركز صعدة الإعلامي فإن مليشيات الحوثي كلفت معلمين بكتابة دفاتر امتحانات لأفرادها المقاتلين في الجبهات، وإعطاء لمن ينوبون الطلبة في لجان الجبهات حسب تسميتها الإجابات جاهزة.

وهكذا تسعى المليشيات إلى تدمير التعليم وتجهيل الجيل القادم بانتهاكها لكل قوانين التعليم في العالم وذلك خدمة لمشروعها الظلامي.

  وفي الأماكن التي لم يتسن للمليشيات فرض لجان ما تسمى "بلجان الجبهات" لمقاتليها، فقد أصدر رئيس ما يسمى باللجنة الثورية محمد علي الحوثي توجيهاً بمنح الطلبة المقاتلين في الجبهات معدلات لا تقل عن 75% ولا تزيد عن 90%.

هذه الأعمال ستعود في النهاية بالضرر على الطالب حينما يتقدم لاختبارات القبول في الجامعة، لكن طالما وهو من المقاتلين الذين تنتفع بهم المليشيات، فيتم قبولهم في الجامعات دون اختبارات قبول، سعياً منها إلى تدمير التعليم في البلاد وبناء جيل لا يعرف ماذا يصنع في المستقبل سوى حمل البندقية.

واحتكرت المليشيات الحوثية الجامعات اليمنية لصالح أفرداها ومنتسبيها من "آل البيت" ابتداءً من الوظائف الإدارية والمكاتب التابعة للجامعات وأبرزها جامعة صنعاء، حيث عيّنت قيادات للجامعة تابعة لها وتؤمن بهدفها التخريبي وصرختها التدميرية للتعليم في اليمن.

كما حرمت المليشيات عشرات الآلاف من الطلبة اليمنيين من حقهم في التعليم الحكومي المجاني، وكل هذا يأتي في سياق التضييق والحرمان من ممارسة الطلبة حقهم القانوني في التعليم.

 

ولم تكتفي مليشيا الحوثي بما سبق فقد دأبت على تعويض الفشل القتالي، بالقضاء على المدارس وتفجيرها؛ بهدف التمكين والسيطرة والحكم، واتضح ذلك في إصرارها على أخذ وزارة التعليم فيما يسمى حكومة الإنقاذ الوطني، وتعيين الأخ الشقيق لزعيم الانقلاب الحوثي وزيراً للتعليم؛ ليتم لها تغيير المناهج بأفكار وأيديولوجيات تخدم توجهها وأجنداتها الخاصة المدعومة من إيران والخارج.

وعملت ميليشيا الحوثي على تكريس تعليمات وصور مؤسس جماعة الحوثي الهالك حسين بدر الدين الحوثي، وكذلك الدروس التي يحاول من خلالها الحوثيون حصر الولاية بهم وتعليمها للأجيال وفرض الوصاية على الشعب من خلال التسويق لفكرها، والتنكيل بكل مَن يعارض ويخالف هذا من التربويين والمعلمين وفصلهم بشكل فوري.

وأمرت بطباعة الاف الكتيبات الصغيرة تحمل فكر حسين بدر الدين الحوثي وشعارات الجماعة؛ لتوزيعها على المدارس التي تخضع لسيطرتها، كما فرضت ميليشيا الحوثي في صنعاء جبايات إجبارية على الطلاب كافة في المدارس تحت مسمى "المساهمة المجتمعية" في عملية التعليم برغم مجانية التعليم.

وقامت ميليشيات الإجرام الحوثية بإغلاق 13 جامعة أهلية ونحو 50 برنامجاً تخصصياً في عدد من الجامعات الأخرى وأقسام الدراسات القرآنية في جامعة الحديدة وصنعاء، وإنشاءِ أقسام لتعليم اللغات الفارسية بدلاً عنها؛ وهوما أثبت للجميع أن الجماعة تعمل على تنفيذ أجندة خارجية ومشروع تدميري يؤكد النزعة الطائفية.

وأكد المراقبون في الداخل اليمني أن الحوثيين يسعون إلى فرض مسألة وجودهم كأمر واقع لفترة طويلة من الزمن؛ من خلال تشريب أجنداتهم بشكل قسري للأجيال عبر تغيير مناهج التعليم في المدارس والجامعات وتعويض فشلهم العسكري.

كانت الميليشيات الحوثية قد حوّلت المدارس إلى مواقع عسكرية في كل المحافظات التي سيطرت عليها، إلى جانب استخدامها كمخازن للأسلحة والذخائر وسجون للمعارضين والمناوئين، ودمرت أكثر من 1700 مدرسة خلال الحرب، وأجبرت الطلاب على القتال في صفوفها.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن أنه تم إغلاق 3584 مدرسة بسبب المخاطر الأمنية أو لتحويلها لثكنات عسكرية من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، وتعرض نحو 22 جامعة حكومية وأهلية لأضرار مباشرة وغير مباشرة وحرمت ميليشيا الانقلاب أكثر من 2.5 مليون طالب يمني من التعليم.

وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد أدانت ميليشيا الانقلاب الحوثية في عدة تقارير؛ متهمة إياها بانتهاك القيم الإنسانية والأخلاق والدين بتحويل المدارس إلى أماكن لصناعة الألغام والمتفجرات لتنشر الموت بشكل واسع في أوساط المجتمع بدلاً من تعليم الأجيال العلم الذي يحييهم ويحيي مجتمعهم.