منظمات الافاعي
عبدالقادر باراس
إذا بحثنا من وراء الكارثة في تشويه الجنوب في تقارير المنظمات الدولية، سنعرف انها من حياكة خيوط بعض (الناشتين والناشتات)، ومن يحركهم اليوم، فتعليق السفير اليمني لدى الأمم المتحدة أحمد عوض بن مبارك على تقرير الأمم المتحدة الأخير حول اليمن، كان واضحا بقوله "أن التقرير جاء بلغة غير محايدة أقرب للغة الناشطين".
جنوبنا اليوم ابتلي بكثير من الافاعي المسماة بـ "منظمات المجتمع المدني".. كثير منها أدوارها مشبوهة تعتمد في تمويلها على الدعم السياسي، وتتكاثر تلك الافاعي اليوم وتتنوع بأشكال مختلفة منها "الإغاثية والحقوقية"، ودائماً ما ترفع شعارات إنسانية براقة ناعمة الملمس كجلد الأفعى ولكن تخفي بين أنيابها سمومها، وليست كل منظمات المجتمع المدني ينطبق عليها هذا الوصف والتي كان منها دور حقيقي مشهود في اداءها قبل اختفاءها قسرا بعد الحرب، فكثير من افاعي تلك المنظمات التي تعمل اليوم في عدن رسمتها لها بعض أحزاب (الخراب) اليمني لإباحة كل شيء لمصلحتها تحت مظلة "منظمات المجتمع المدني والحقوق والحريات".
التقرير الذي أصدره مؤخرا خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول الأوضاع في اليمن خاصة في الجنوب والذي تضمن ادعاءات ومغالطات واتهامات بوجود "اغتصابات" في سجون عدن، دون شك انها ملفقة ومسيسة، وسبق ان أعدته جهات وأطراف حزبية يمنية وأطراف إقليمية داعمة لها، في محاولة منها لتشويه الجنوب وضرب قضيته، وسبق لها ان تناولت تلك الأطراف الشمالية بتشويه الجنوب وادعاءاتها حرفيا في وسائل اعلامها وبنسق متزامن مع قناة "الجزيرة" القطرية، وفي صفحات نشطائها.
وبهذه الحالة أصبح كثير من المنتمين لتلك المنظمات ومن الذين يعملون في نطاق جغرافية الجنوب، حين نسألهم، على أنهم محسوبين لأطراف حزبية، يردوا بصرخة في وجوهنا متنكرين انتمائهم وانحيازهم لأي منها، وبقولهم انهم لا يعملون إلا لخدمة عدن، محاولين بكذبتهم إخفاء دورهم الحقيقي المشبوه بين أوساط المجتمع في الجنوب، مع أنهم على دراية وقناعة بأن منظماتهم تعمل لمصلحة جهات وأذرع تتبع ولاءاتها الحزبية للشمال.
هنا ننصح الذين لا يدركون مدى الضرر من أبناء الجنوب بأن لا ينساقوا وراء أجندات أولئك (المتحزبين) في تسييس عمل المنظمات، لأن منتسبي المنظمات المرتبطين بالشمال سيلحقون بالجنوب أضرارا بإقدامهم على تشويهه وأرسال تقارير إلى المنظمات الدولية لتبنى على أساسها من تلك التقارير إدانات بحق الجنوب والجنوبيين وتطلعاتهم المستقبلية.