جميعنا معنيون بحفظ أمن الجنوب

أنيس الشرفي

تؤكد أحداث المكلا وقبلها الحبيلين في ظل التصعيد الغير مسبوق والهيجان الشعبي العارم في شتى مدن الجنوب، بأن حالة الاستقطاب والتداخل بين قوى إقليمية ودولية على طول الساحة الجنوبية وعرضها جعلت منها ساحة مفتوحة على كافة الاحتمالات ومرشحة لجميع السيناريوهات بسلبياتها وإيجابياتها.
فقد شاهدنا بأن هناك من يحاول حرف التظاهرات الاحتجاجية التي تعم مدن الجنوب للتعبير عن معاناتها التي بلغت حدٍ لا يوصف، علاوة على الانهيار المريع مؤخراً في أسعار العملة وانعكاساتها الكارثية على أسعار المواد والسلع الاستهلاكية، والتي دفعت بالجميع لأن يقرر النزول إلى الشارع بعد أن أصبح لا يملك سوى أن يغضب أو ينتظر الموت جوعاً.
وزادت الطين بلة ممارسات الشر/عية التي تنكرت للجنوب بعد أن انتصر لها، واشترطت على المبعوث الأممي عدم مناقضة القضية الجنوبية واتفقت بمعبة خصمها الحوثي على اشتراط عدم مشاركة الانتقالي في المفاوضات لضمان حضورهم فيها.
وهو ما دفع بالشعب الجنوبي لتفجير بركان الغضب الشعبي بوجه هذه المؤامرة الدنيئة التي ينتهجها أباطرة الفساد والاستبداد.
ففي حين يموت شعب الجنوب ضحايا للجوع والأوبئة القاتلة، لا زال الخصوم يتحكمون بإيرادت أرضنا، ويتنعمون بها في شتى بقاع الأرض، فضلاً عن قيامهم باستغلال سلطتهم واختطافهم للقرار السياسي لحرمان الشعب من أبسط حقوقهم، وكذلك لمصادرة حقهم في التعبير عن آرائهم وتمثيل قضيتهم في كافة المحافل الدولية، وبتواطؤ أممي ودولي وتساهل إقليمي.
اليوم وقد خرجت الجماهير فلن تعود إلا بتحقيق الحد الأدنى من مطالبها على أقل تقدير، وإن كان الموت قادم لا محالة، فستذهب إليه ولن تنتظر تجرع مرارة الجوع والفاقة.
وليعمل الجميع لدرء الضرر قبل حلول الأجل، ويأخذ في حسبانه بأن فيضان الشعب الهادر سيجرف كل من يقف في طريقه أنا كان ولن يوقفه الزاعقون، كما لن يسمح لأي من المدسوسين باختراق صفوفه، ومن فعل فسيتصدى له الجماهير بأنفسهم.
فشعبنا ما كان له بأن يغرد يوماً خارج سرب محيطه وجواره الإقليمي، ولن ينسى فضائل وجمائل دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب شعبنا في حرب تطهير الجنوب ومن ثم تأمينه وإعادة تطبيع الحياة في شتى محافظات الجنوب.
 ولولا وقوف قوى شمالية معادية لشعب الجنوب تتخذ من الشرعية أداة لشرعنة فعلها وفكرها غير الشرعي، لكان التحالف قد حقق نجاحات كبيرة في مجال التنمية والأمن والاستقرار بالمحافظات الجنوبية المحررة.
ومن هذا المنطلق فإني أرى بأن الواجب يحتم علينا جميعاً بأن نحرص على التكامل والتعاون والتآزر، لسد كافة الثغرات التي يريد الخصوم التسلل من خلالها لضرب الشعب الجنوبي ببعضه من جهة والمصادمة بين شعب الجنوب والتحالف من جهة أخرى، وذلك من خلال اضطلاع كل طرف بتنفيذ ما يخصه وفقاً للآتي:
1. التحالف:  الإسهام الفاعل والجاد في تدارس الوضع الاقتصادي والاسراع باتخاذ إجراءات فاعلة لإيقاف حالة الانهيار الكبير للاقتصاد الوطني، من خلال تقديم حزمة دعم وحلول فورية وفاعلة لسكان المحافظات المحررة.
إضافة إلى ضرورة الضغط على الرئيس هادي لاتخاذ قرار بإقالة حكومة الفساد وكافة القيادات الفاسدة، وتعيين حكومة خدمات مصغرة لإدارة المحافظات الجنوبية المحررة من أبنائها.
2. الرئيس هادي : عليك الإسراع بغسل نفسك من درن آثام قيادات الدولة بكافة مراكزها، الذين اتخذوا من الوظيفة العامة وسيلة للتربح والفساد، وتكوين رؤوس أموال كبيرة، مستغلين وضع الحرب وغياب الرقابة لنهب كلما تطاله أيديهم، غير عابئين بتبعات فعالهم على شعبهم، فتحرر من آثامهم فكلكم راع وكلكم مسؤول  عن رعيته.
3. الانتقالي : يلقي الشعب الجنوبي على عاتقك الكثير من الآمال، فأنت المفوض الشعبي، فامض بشعبك نحو انتزاع الحق واستعادة الدولة، قبل أن تتقلص فرص النجاح، وتتبدد الفرص المتاحة أمامك اليوم، فتقدم الصفوف وستجد الشعب يلحق بك أينما وجهته.
4. الشعب الجنوبي الثائر : أيها الأبطال والأماجد يا من تنحني لكم الرؤوس احتراماً، وأنتم تحملون راية الوطن وتدفعون لتقليص معاناة شعبكم الصامد الثابت على أرضه، احرصوا تمام الحرص على نبذ كل من يحاول اختراق صفوفكم ليشق الصف بينكم وبين حلفائكم.
لا تسمحوا لأحد بأن يستخدم فعالياتكم لقطع الطرقات أو مضايقة المارة، أو تكدير صفو الأمن والسلم، أو إثارة الفوضى والفتن، فأنتم تحملون على عاتقكم مهمة الدفاع عن هدف نبيل، فلا تتيحوا لأحد تكدير صفوه.
#أنيس_الشرفي 
6 سبتمبر 2018م

مقالات الكاتب