فشل جنيف.. صفعة حوثية للأمم المتحدة
رأي المشهد العربي
انتهت مفاوضات اليمن للسلام حتى قبل ولادتها، وذلك بعدما وجهت مليشيا الحوثي للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي صفعة قوية بعدما رفضوا الامتثال للمطالب الدولية والحضور لبدء مفاوضات سلام لإنهاء الحرب في اليمن.
وكان من المفترض أن تبدأ المحادثات الخميس الماضي، لكن وفد المليشيات زعم أنه لم يتمكن من مغادرة صنعاء، ما دفع موفد الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إلى تأجيل المشاورات التي كان من المفترض أن تبدأ الجمعة.
وأعلن المبعوث الدولي لليمن، مارتن غريفيث، السبت، انتهاء مباحثات جنيف إثر عدم حضور وفد الحوثيين، قائلا إنه أجرى مشاورات مثمرة مع الوفد الحكومي اليمني.
وأقر غريفيث بإخفاق مباحثات جنيف بعد الفشل في إحضار الحوثيين، عاجزا عن تحديد موعد للجولة المقبلة، مؤكداً أنه بذل الكثير من الجهود لإقناع وفد ميليشيات الحوثي بالقدوم إلى جنيف، موضحا أنه وضع العديد من التدابير لذلك، لكن كل المساعي تكللت بالفشل.
وسيذهب غريفيث، بحسب ما قاله، إلى مسقط وصنعاء خلال أيام لإجراء المزيد من المشاورات، مؤكداً أنه من الصعب تحديد موعد لجولة المشاورات المقبلة.
ويظهر حقاً من خلال ملامح وجه الرجل غريفيث ونبرات صوته وجع الصفعة التي تلقاها من مليشيات إرهابية لا تعترف بمفاوضات سلام لأن لغتها هي القتل والتدمير فقط لأغير.
من جانبه، طالب وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، المبعوث الدولي بمزيد من الحزم تجاه الحوثيين، متهما المتمردين بإفشال مشاورات جنيف.
وقال اليماني إن الحوثين اعتادوا على سياسة إفشال أي محاولات لإرساء السلام والتوصل إلى حل، مستشهدا بمواقف وأكاذيب المتمردين في الجولات السابقة.
وطالب وزير الخارجية اليمني المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر صرامة من الحوثيين الانقلابيين، قائلا إن على الأمم المتحدة أن تكون أكثر حزما معهم لإجبارهم على الالتزام بالقرارات الدولية ومساعي التوصل إلى حل ينهي الحرب في اليمن.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تجري فيها محادثات بين أطراف النزاع منذ آخر جولة مشاورات في أغسطس 2016 في الكويت، حين فشلت مساعي الأمم المتحدة في التوصل إلى حل ينهي النزاع بعد نحو 108 أيام من المفاوضات.
وبكل تأكيد المجتمع الدولي تيقن من خلال ما أذيع ونشر على كافة وسائل الإعلام مدى كذب جماعة تدعي أنها ربانية وتحارب من أجل الدين وفي الحقيقة هي تتخذ الدين كالعادة وسيلة لتحقيق أجندات المقبور الخميني بالمنطقة.
الأسباب المعلنة لعدم ذهاب المليشيات لجنيف لا تقنع رضيع وليس مجتمع دولي ومنظمات سياسية كبيرة، لكن الأسباب الحقيقة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء أولها أن عبدالملك الحوثي أصبح في موقف ضعف لا يحسد عليه وهذا يرجع للمعارك العسكرية من خلال انتصارات الشرعية.
فقد أعطت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن تصريحا لطائرة وفد الحوثيين بالإقلاع للمشاركة في مشاورات جنيف، لكن الميليشيات طلبوا نقل جرحى من قياداتهم لم تحدد هويتهم معهم على متن الطائرة إلى مسقط على الرغم من وجود الصليب الأحمر الدولي الذي يقوم بمثل هذه الأعمال.
وتعلم قيادة مليشيا الحوثي تماماً أنها تقهقرت وتراجعت في كل المناطق أمام قوات الشرعية التي يدعمها التحالف العربي، ولم يعد أمام المليشيات إلا الهروب وبالتالي قرر عبدالملك الحوثي مراوغة المجتمع الدولي وإيهامه أنه مستعد للذهاب إلى جنيف وما بعد جنيف وهذا لم يتحقق.
ووفقا للواقع على الأرض فإن الخريطة العسكرية تغيرت تماماً، وأصبح الحوثيون لا يتقدمون منذ عامين ونصف من الآن، لذلك هم يحاولون صنع انتصار وهمي بعدم إتمام المفاوضات لعدم إنهاء الحرب ليظهروا بأن لديهم انتصارات وهذا غير موجود وإلا كانوا قد ذهبوا لجنيف.
وهذه دعوة للأمم المتحدة التي لطالما وقف خبرائها الحقوقيين الذين فبركوا تقرير عن الوضع الإنساني باليمن، بأن تفعل القوانين الدولية لوقف عدوان المليشيات الحوثية التي تحارب كالفئران وتعتمد على توجيه الضربات ثم تقوم بالهروب وهذا أمر كما تعلمه جميع المؤسسات العسكرية بالعالم أن هذا نظام عصابات وحرب شوارع وهذا من أخطر أنواع الحروب والتي لابد لها من تعامل خاص للسيطرة على هذه الفئران.
فهذه العصابات ارتكبت انتهاكات لا تعد ولا تحصى في حق الشعب اليمني المسالم من أجل تنفيذ أجندات إرهابية تابعة بشكل مباشر لإيران التي تريد أن تستخدم الحركة الحوثية كمخلب قط لزعزعة الاستقرار والأمن في اليمن، وذلك بالاشتراك مع بعض القوى التي لها مصالح مشتركة في هذا التوقيت مع طهران مثل قطر.
وعليها أيضاً أن تعترف أن القوات الشرعية في اليمن وفي ظهرها التحالف تحارب فعلا تنظيم إرهابي مدعوم من إيران ومن منظمات إرهابية على رأسها حزب الله اللبناني وهو حزب على قوائم الإرهاب في العالم.
أما بخصوص الشرعية وفي ظهرها التحالف فقد وجهت الشرعية رسالة قوية للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي بأنها جديرة بالتقدير والاعتراف الدولي لها، وذلك من خلال وصولها في موعدها مبكراً لجنيف وهذا لحرصها على إنجاح المفاوضات رغم وضعها القوي على الأرض.
وهذا الأمر يشير إلى أنه على الرغم من عدم وجود نتائج لعدم اكتمال هذه المفاوضات، إلا أن هناك نتائج إيجابية كثيرة للشرعية أهمها زيادة ثقة وتقدير المجتمع الدولي لها، فضلاً عن حصولها على صك ضمني غير مكتوب من المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ كافة الاجراءات التي تراها الشرعية مناسبة لإنهاء هذه الحرب التي يعاني منها ملايين من الشعب اليمني على مدار أكثر من 3 سنوات.