مناورات النجم الساطع تمهد لإضعاف أذرع إيران في المنطقة
تزامنا مع إشارات صادرة من طهران بتعزيز قدراتها العسكرية، تستعرض الولايات المتحدة وحلفاؤها، على الأراضي المصرية، قدرات عسكرية وقتالية متطورة.
وطبقاً لصحيفة ”العرب” اللندنية إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سيجري تغييرات في بعض الأجهزة ذات العلاقة الوثيقة بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة، التي ستقوم بدورها بتعيين سفير جديد في القاهرة خلال الأيام المقبلة.
وشهدت العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة انتعاشة، بعد مصادقة البيت الأبيض على تقديم حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 1.2 مليار دولار، ضمن ميزانية عام 2018، وهو ما تزامن مع بدء مناورات “النجم الساطع” السبت، في قاعدة محمد نجيب العسكرية بصحراء مصر الغربية والتي تستمر حتى 20 سبتمبر الجاري.
ويقول محللون عسكريون إن مناورات “النجم الساطع″ هي بمثابة استعراض عسكري ضخم عنوانه هذا العام “مكافحة الإرهاب”. وتشمل هذه العملية تقويض أذرع إيران في المنطقة أيضا.
وتجري هذه التدريبات بمشاركة “قوات من مصر وأميركا واليونان والأردن وبريطانيا والسعودية والإمارات وإيطاليا وفرنسا و16 دولة أخرى بصفة مراقب”.
وقال علاء عز رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة المصرية سابقا، إن استئناف المساعدات بالتزامن مع انطلاق المناورات دليل على “انفراجة واضحة في العلاقات بين البلدين .وبدأت واشنطن تلتقط بعض الإشارات التي تفيد أن تردد القاهرة في تطوير علاقتها بروسيا، ينطوي ضمنيا على أنها لا تزال تفضل الولايات المتحدة وهو ما تفهمته الأخيرة وأدى إلى الإفراج عن المساعدات العسكرية.
وقالت الخارجية الأميركية إنها أبلغت الكونغرس أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي، وقع على الوثائق الأمنية اللازمة لصرف المساعدات المعروفة بالتمويل العسكري الأجنبي.وأوفدت مصر وزير خارجيتها سامح شكري الشهر الماضي، وقام عدد من الخبراء الأمنيين والدبلوماسيين (70 شخصا) بزيارة واشنطن ولقاء مسؤولين رفيعي المستوى، في البيت الأبيض والبنتاغون والكونغرس، وعادوا بنتائج وصفتها بعض المصادر لـ”العرب”، بأنها كانت “مرضية للغاية «ويقول بعض المراقبين إن مصر باتت بالنسبة لإدارة ترامب رمانة الميزان لاستعادة واشنطن هيمنتها على الشرق الأوسط، في ظل تحركات حثيثة من قبل قوى عدة.ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا الجمعة، يفسر زيادة وتيرة التعاون مع مصر، ونوه إلى أنها “جزء من خطة ترامب الكبيرة في الشرق الأوسط، والتي تحتاج إبقاء ولاء مصر من أجل تنفيذها”.
ويقول المحلل السياسي ديكلان ولاش بالصحيفة ذاتها، إن “علاقة ترامب بالسيسي تحكمها عدة محاور سياسية عامة، فالقاهرة أضحت مشتريا كبيرا للأسلحة الأميركية مع اهتمامها بتقوية صفوفها الأمامية لدحر الإرهاب الذي يباغتها في شمال سيناء وبعض المناطق القريبة من الحدود الليبية، والأهم لترامب الحفاظ على مصر كحليف إستراتيجي لإتمام أحلامه في الشرق الأوسط،.
وأشار عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصري الأميركي، إلى أن الولايات المتحدة لا تقدم خدمة أو اتفاقا أو معونة إلا وتتلقى في مقابلها شيئا.
وقال لـ”العرب” “ظلت القاهرة على مدار حكم حسني مبارك تناور مع الولايات المتحدة بتعزيز علاقتها مع الجميع، اعتمادا على سياسة الانحياز للجميع في آن واحد، وهو ما حاولت إدارة الرئيس السيسي تكراره”.
وتابع “مصر والولايات المتحدة تدشنان مرحلة جديدة في شكل التعاون بينهما في كافة المجالات، لا سيما مع توافق دور القاهرة الإقليمي مع التوجهات الأميركية الجديدة”.
كما صنف الكاتبان أندرو ميللر وريتشارد سوكولسكي مصر على أنها “حليف فظيع″ في مقال لهما نشر في نيويورك تايمز ديسمبر الماضي، وقدما معطيات دعمت رأيهما قبيل زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للقاهرة بعدها بأيام.
ونصحا الإدارة الأميركية بتوفير أموال دافعي الضرائب التي تقدم في صورة معونات لمصر، ولم يعتبرا مصر حليفا إستراتيجيا، لأن هناك اتفاقا روسيا مع مصر يتيح لموسكو استخدام المطارات المصرية، وذكرا أيضا أن مصر تتعاون مع كوريا الشمالية.
وألمح متابعون لـ”العرب” إلى أن نوعية هذه الكتابات تعكس مدى الضغط والتحريض اللذين تعرضت لهما مصر الفترة الماضية، لإجبارها على التعاون مع الولايات المتحدة والتخلي عن فكرة المناورة بروسيا
والصين.