هذه أبرز أسباب فشل مفاوضات جنيف

الاثنين 10 سبتمبر 2018 17:55:12
testus -US
خاص

رأي المشهد العربي

جاء إعلان المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيث عن فشل مفاوضات جنيف، والتي كان من المقرر أن تعقد الجمعة الماضية، ليلقي بظلاله على المشهد اليمني المعقد منذ أكثر من 3سنوات دون الوصول إلى حل يحفظ الدولة اليمنية ومقدراتها التي دمرتها مليشيات الحوثي.

تعثر إقامة المفاوضات لم يكن أمراً مفاجئا فقد اعتاد الجميع من الحوثيين ذلك على مدار الفترة الماضية فمع كل مفاوضات، تديرها الأمم المتحدة تخرج المليشيات وتتذرع بحجج واهية تؤدي في النهاية إلى فشل المفاوضات.

المشهد العربي أعد هذا التقرير ليرصد فيه الأسباب الحقيقية لفشل هذه المفاوضات، وما الذي تهدف إليه مليشيا الحوثي بعد فشلها.

التعنت الحوثي

أولا تخلف الحوثيين عن الحضور إلى جنيف أدى إلى فشل المفاوضات، نتيجة فرض شروطهم قبل الجلوس مع وفد الشرعية، حيث أنهم طلبوا السفر على متن طائرة عمانية ونقل عدد من الجرحى إلى مسقط، بالإضافة إلى الحصول على ضمانات للتمكن من العودة إلى العاصمة اليمنية صنعاء بعد انتهاء المفاوضات.

 

ويرى مراقبون أن الميليشيات تحاول أن تظهر في موقف القوة من خلال إملاء شروطها على المبعوث الأممي، إضافة إلى رغبتها في تحقيق مكاسب جانبية من خلال ما أكدته تقارير إعلامية عن محاولة الحوثيين إخراج قيادات عسكرية حوثية كبيرة لتلقي العلاج في مسقط وطهران، حيث تشير بعض المصادر إلى أن من بينها اللواء يحيى الشامي القائد العسكري للميليشيات الحوثية.

إيران

السبب الثاني والرئيسي لفشل مفاوضات جنيف، هو أن مليشيات الحوثي أمرها ليس بيدها وإنما بيد إيران، باعتبارها المحرك الرئيسي لهذه المليشيات، وصاحبة المشروع الاستعماري والطائفي في المنطقة فمنذ أن راعت الأمم المتحدة مفاوضات حل الأزمة اليمنية كانت إيران عقبة كبرى في طريق السلام.

المحلل السياسي اليمني جمال براس عبر عن ذلك بقوله: بكل أسف قرار حضور الحوثيين للمفاوضات بيد إيران، مؤكداً أن تصريحات المبعوث الدولي لليمن تكشف مدى تعنت الحوثيين، وعدم رغبتهم في السلام بدليل تجاهلهم لتلك المفاوضات.

 

وأوضح براس أن إعلان مارتن غريفيث بأن المفاوضات كانت مثمرة مع وفد الحكومة، تؤكد مدى التزام وفد الحكومة بإحلال السلام، وأن الحوثيين مازالوا يفضلون خيار الحرب عن السلام وإعادة الاستقرار.

وشدد براس على أنه يجب أن يكون هناك مزيد من الضغط على الحوثيين من قبل المجتمع الدولي لإجبارهم على المفاوضات من أجل استقرار البلاد.

المبعوث الأممي

طريقة المبعوث الأممي في التعامل مع الأزمة واجه انتقادات عديدة من قوى الشرعية ولعل أبرزها ما جاء على لسان وزير الخارجية خالد اليماني  والذي وصف تصريحات المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، بأنها  كانت "ترضية للانقلابيين الحوثيين وبررت تصرفاتهم، لكنها كانت مع الشرعية بشكل مختلف".

وأضاف الوزير، وهو رئيس وفد الشرعية إلى مفاوضات جنيف: سلوك إفشال المفاوضات ليس سلوكاً جديداً للحوثيين، منذ يونيو 2015، فقد تأخر الوفد الحوثي، مدعياً أن الأجواء المصرية والسودانية كانت مغلقة أمامهم، مع أن الدولتين نفتا ذلك.

 

ووصف الكاتب والمحلل اليمني، حسن العديني، ما حدث في جنيف بأنه كان مهزلة وسخرية كبيرة، وأقصى ما فيها أن المبعوث الأممي تغلب على كرامته لإرضاء ميليشيا الحوثي.

وأكد أن تعليق المبعوث الأممي، مارتن جريفيث، على غياب الحوثيين عن مفاوضات جنيف ودفاعه عنه هو إخفاء لفشله، مشيرا إلى أنه توقع منذ البداية أن تكون مشاورات جنيف "كوميديا سوداء"، مؤكدا أن المبعوث الأممي وضع نفسه في حرج كبير بجمع الأطراف في مكان واحد.

وأضاف العديني أن الحوثيين تعاملوا مع المبعوث الأممي باستعلاء ومن قبله الشعب اليمني كافة، ورأى أنه كان يجب على الوفد اليمني أن ينسحب فوراً، مستنكراً تصريحات "جريفيث" بأنه هناك تقدم خاصة أنه لم يجري أية مفاوضات أو انتزع أية تنازلات.