حزب الإصلاح.. 28 عاماً من الخطايا باليمن
رأي المشهد العربي
تمر الذكرى الـ 28 لتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح كفرع جماعة الإخوان المسلمين باليمن، وهي ذكرى ملطخة بالدماء والتآمر والتحالفات المشبوهة طيلة هذه السنوات من أجل أجندة جوفاء لم تقدم لليمن إلا الخراب.
وكان اليمن على موعد مأساوي وحدث تاريخي سيئ في شهر سبتمبر من العام في مطلع التسعينات من القرن الماضي وتحديدا في 13 سبتمبر، تاريخ كرهه الشعب اليمني الذي ظل يطارد من نشأة حزب أسس على باطل ومازال متماديا فيه حتى يومنا هذا.
بدأ حزب الإصلاح الإخواني يلوح بمصطلحاته الرنانة التي تطرب أذن المنافقين على شاكلتهم، منذ تأسيسه عام 1990 تحت شعار (إن أريد إلا الإصلاح)، لكن المتابع للمشهد اليمني تحديدا سيعرف أنه ليس له من اسمه نصيب ويعمل جاهداً على عرقلة أي استقرار يُزيح الغمة عن اليمن الحزين.
تحالف مع الحوثيين
حزب الإصلاح يزيد من وطأة وأزمات اليمن، من خلال ادعاءات الوطنية التي يعلن عنها والتي كانت آخرها في ذكرى تأسيسه الـ 28 كفرع لجماعة الإخوان المسلمين، وكان هدفه هو التجارة بالدين واستخدام علي عبدالله صالح واجه للحزب من أجل الحرب على الجنوبيين، إلا أنهم لم يكتفوا بذلك بل تحالفوا مع العدو الظاهر "الحوثيين" وتآمروا على الرئيس اليمني السابق بعد تنفيذ مخططاتهم وإصدار الفتاوى التكفيرية وحشد وتأليب الجهاديين لغزو الجنوب وتبني وتصدير الإرهاب وتفريغه تحت أسماء وأشكال متعددة.
الحزب الذي لطالما تشدق بمفاهيم الولاء والدين، أنشأ تحالفا مع الحوثيين للتخلص من علي عبدالله صالح وهو ما حدث فعليا بعد ذلك، ليثبت أعضاء الإصلاح أنهم من بدأوا فكرة الانتقام من أي أحزاب أخرى مثل "المؤتمر"، وهو ما أكده التاريخ اليمني بأنه حزب فاشل وكل تحالفاته من أجل مصالحه الخاصة حتى ولو على حساب الوطن.
ومن أبرز صور التناقض لحزب الإخوان هو استخدامه شعارات لممارسة أبشع صور الفساد تحت غطاء الدين، وهو ما يؤكد أن "الإصلاح" استخدم الدين لغرض حزبي وسياسي وأدلجة عقول المغرر بهم وتعبئتهم بأفكار خاطئة مضرة بالنسيج الاجتماعي سواء داخل كل محافظة على حدة أو على مستوى اليمن.
"الإصلاح والمؤتمر" وجهان لعملة واحدة
في حرب 1994م كان حزب الإصلاح الشريك الفعلي لحزب المؤتمر لغزو الجنوب فشارك في ارتكاب جرائم وزادت أفعاله وممارساته إجراماً عن المؤتمر من خلال استخدام الدين وإصدار فتاوى التكفير بحق الشعب الجنوبي وتحليل دماءه أطفالا ونساءً ورجالاً وكهولاً.
ولا يخفى على أحد الفتاوى التي أصدرها ( عبدالوهاب الديلمي – وعبدالمجيد الزنداني) والتي تسببت بقتل ما يزيد عن 50 ألف جنوبي من المدنيين والعسكريين ومثلهم من الجنود الشماليين في حرب لا علاقة للدين بها ولا للإسلام وإنما هي حرب على علاقة بأطماع علي عبدالله صالح وعبدالله بن حسين الأحمر "مؤسسي حزب الإصلاح" ومشائخ وقيادات سنحان وأرحب وتجار تعز الذين دعموا الحرب بالمال ليتم تمكينهم من نهب مؤسسات الجنوب بمقابل تقاسم "صالح والأحمر" لثروات الجنوب ونهبها .
حرب 1994
كان حزب الإصلاح أبرز طرف لممارسة الإجرام وإراقة الدماء وقتل عشرات الآلاف من اليمنيين في حرب 1994م، ليتغول بعدها الحزب ويخترق جهازي الأمن السياسي والتعليم والسماح لهم بفتح معسكرات واستجلاب المجاهدين من الدول وتدريبهم بناء على اتفاقات كانت تمت بينهم وبين حزب المؤتمر أثناء ترتيبات وتبييت شن الحرب على الجنوب.
وقرر علي عبدالله صالح، في 96 من إقصاء الحزب من السلطة فلجأ "الإصلاح" إلى محاولة العودة إليها من خلال تحوله لمعارضة "مزيفة" بالتنسيق مع الرئيس اليمني السابق، وشكلوا هيئة علماء خاصة بهم وأصدروا حينها فتاوى تدين رئيس اليمن وصلت لتكفيره.
ادعاءات الوطنية
كان يتغنى الإصلاح بأنه حزب وطني بينما في كل حروب صعدة برز موقفه الداعم لجماعة الحوثي الطائفية وكان ذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية من خلال الضغط على علي عبدالله صالح .
رغم ادعاء الحزب بأن هناك خلافا بينهم وبين الحوثيين إلا أنهم أول من خطط وساعد دخول الحوثيين من صعدة لمدنيين ومسلحين إلى صنعاء لغرض إسقاط نظام علي عبدالله صالح، وبعد ذلك ادعى نفس الحزب أنه يقف بجانب الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي في وجه الحوثيين، إلا أنهم أول من تحالف مع المليشيا الانقلابية بشكل سري.
ووقع الحزب الإخواني، اتفاقيات سرية مع الحوثيين ورتبوا كافة الأمور لتسليم محافظات الشمال للحوثيين واحدة تلو أخرى وصولا إلى تعز التي أصدر الإصلاح فيها تعميما لأنصاره داخل المعسكرات باستقبال قوات الحوثيين ومشاركتهم في اقتحام عدن.
كل الادعاءات التي تغنت بها الجماعة الإرهابية، جاءت في الوقت الذي كانت فيه المقاومة الجنوبية تخوض أشرس المعارك في الجنوب لطرد مليشيات الحوثيين الإيرانية بينما قيادات الإصلاح يصفون المقاومة الجنوبية بالعملاء لإيران في تناقض مريع لحزب نشأ وعاش على التقلبات، بل أكثر من ذلك فدعموا محافظات الجنوب بالتنظيمات الإرهابية ومولوها بالمال والسلاح والخطط لاستهداف المقاومة الجنوبية وتم تصفية العشرات من القيادات الجنوبية التي قاومت الحوثيين.