انتكاسة الريال بين سبات الشرّعية وتصاعد سخط الشارع
سجّل الريال اليمني اليوم الجمعة انتكاسة جديدة أمام العملات الأجنبية معاودا هبوطه المطّرد بسعر تجاوز 620ريالا للدولار الواحد .
خبراء اقتصاديون عزوا ذلك الى التخبط الحكومي الواضح وسوء الإجراءات التي اتخذتها الشرعية لمعالجة هذا الملف الاقتصادي الهام الذي يرتبط مباشرة بحياة وقوت المواطن .
إغلاق محلات الصرافة الغير مرخصة في عدن وإلزام الشركات النقدية ببيع وتداول العملات بأسعار غير واقعية لا يلتزم البنك المركزي في عدن بلوائحها يشير الى أن الحومة بالفعل غير مؤهلة لإدارة البلاد التي تشتعل فيها حرباَ ضروسا منذ أكثر من 3سنوات ونصف .
كشف السعر الوهمي للدولار يمكن لأي مواطن اكتشافه ببساطة وذلك من خلال زيارة أقرب محل صرافة وطلب شراء دولارات لن يعطيك الصراف إياها لأنه ببساطة سيبيعها بسعرها المرتفع ل "هوامير" فساد جمع الدولارات من السوق السوداء وبزيادة قد تصل لأكثر من 40 ريالا عن السعر المعروف فمكينات طباعة العملة المحلية لا تتوقف أبدا ودون سقف زمني أو مالي .
وأمام حالة التيه والعجز الواضحتين للحكومة وفشلها في فرملة عجلة التدهور الاقتصادي تبرز أمامها استحقاقات وتحديات مماثلة لا تقل ّ صعوبة عن هبوط سعر الريال ؛بينها تزايد السخط الشعبي واستمرار التصعيد والعصيان المدني الذي تنفذه النقابات العمالية في مختلف مدن الجنوب والداخل يوم غدا السبت أسبوعه الثالث على التوالي .
ثقة مفقودة :
لا يأمل غالب السكان في محافظات الجنوب الكثير من الحكومة الشرعية ولا يتوقّعون منها وضع حلولا ناجعة لمشاكلهم ؛ أمر ناتج عن حالة فقدان الثقة التي تراكمت إفرازاتها منذ نشأتها وعجزها المستدام عن توفير أدنى متطلباته في العيش الكريم ناهيك عن وضع استراتيجيات اقتصادية فاعلة ؛مكتفية بخطابات واجتماعات وقرارات ضجيج جعجعتها يبدد طحنها اليسير قبل حصاده .
" خاص المشهد العربي "