الخوف من مصير سلفه يُجبر غريفيث على مهادنة الميليشيا الحوثية وتجنب الاصطدام معها
أشارت مصادر غربية إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، يهدف من زيارته إلى صنعاء مجددا لإقناع زعيم الجماعة الحوثية بالموافقة على حضور وفده إلى المشاورات التي يتم التحضير لها دون شروط مسبقة، خصوصاً أنها مخصصة لمناقشة جوانب بناء الثقة، والتي تشمل الأسرى والمختطفين والوصول الإنساني للمساعدات، ورواتب الموظفين.
ولا يعرف حتى الآن إن كانت الجماعة ستوافق على مقترحات المبعوث الأممي أم أنها ستواصل تعنتها، عبر شروطها التي تحاول إملاءها على غريفيث، بخصوص طريقة نقل وفدها المفاوض ونقل قادتها الجرحى أولا إلى مسقط، واشتراط تخصيص طائرة عمانية لا تخضع للتفتيش.
ويتهم الوفد الحكومي المفاوض، المبعوث الأممي بالتساهل مع الجماعة الحوثية، لجهة عدم تحميله إياها مسؤولية التخلف عن حضور جنيف، في مقابل التزام الجانب الحكومي، وهو ما ظهر جليا في تصريحات وزير الخارجية خالد اليماني التي أعقبت انفضاض جولة المشاورات الفاشلة قبل أكثر من أسبوع.
ويرجح المراقبون طبقاً بما أوردته يومية «الشرق الأوسط» أن غريفيث يحاول عبر تصريحاته المهادنة للجماعة الحوثية عدم الاصطدام بها لجهة إصراره على جرجرتها إلى طاولة السلام ومحاولة إنجاز تقدم على هذا الصعيد دون أن يلاقي النهاية نفسها التي سبق أن واجهتها مساعي سلفه الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وفيما سبق للجماعة الحوثية إفشال جميع مساعي السلام السابقة التي قادها ولد الشيخ أحمد، يرجح المراقبون لسلوكها أنها ليست في وارد إحلال السلام وإنهاء الانقلاب ولكنها تستثمر في مساعي السلام من أجل إعادة ترتيب صفوفها، بالتزامن مع محاولتها الاستثمار في الجوانب الإنسانية لدى الدوائر الغربية.