القاعدة والإصلاح.. وجهان لعملة واحدة

الثلاثاء 18 سبتمبر 2018 20:07:55
testus -US
خاص

رأي المشهد العربي

كثيرا ما ادعى حزب الإصلاح الإخواني باليمن أنه ضد مليشيات الحوثي الانقلابية لكنه في الحقيقة يعمل في الخفاء لصالح المليشيات وقوى الإرهاب من القاعدة وأخواتها بتمويل قطري.

ويهدف حزب الإصلاح لزرع الفوضى الدينية المتطرفة في جميع محافظات اليمن، بمخططات تنظيمية استقلت طابع الحزبية.

الأيدلوجية السياسية التي كان يتبعها هذا الحزب في المراكز والمديريات وصولا بالمحافظات توافقت مع ما يعرف بالتنظيمات الإرهابية، حيث سعت عناصر هذا الحزب الحاملين الأفكار الدينية التحريضية التعبوية، من فتح مراكز تدريس القرآن وكذا المدارس الخصوصية واستقطاب الشباب من أوساط القرى والمديريات، والتأثير على أفكارهم بواسطة الجانب الديني المغالي.

 وبمعنى أدق كان العمل التنظيمي لهذا الحزب وأيدلوجيته بنفس الأيدلوجية للمنظمات الإرهابية وحتى إنشاء المنظمات التي حملت أسماء خيرية كانت سياسة استحواذ من هذا الحزب في تلقف جميع قنوات الدعم والإغاثة للمنظمات العالمية للشعب وتديرها لخدمة دعم الإرهاب.

علاقة حزب التجمع اليمني " بالإرهاب والتنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة وداعش لم تعد تخفى على أحد بالإضافة إلى نهجه المتطرف سياسيا وعسكرياً وإعلامياً، حيث يعتبر الجناح العسكري والمفرخ والمصدر للكثير من العناصر لتلك التنظيمات، بل أن معظم قيادات حزب الإصلاح إن لم يكونوا جميعهم داعمة وممولة للجماعات الإرهابية مادياً وفكرياً.

وأصبحت أسماء العديد من قيادات حزب الإصلاح ضمن قائمة الشخصيات الإرهابية، بعد تورطها ومساهمتها في الكثير من الأعمال الإرهابية، وفي مقدمتهم الشيخ عبد المجيد الزنداني وعلي حسن أبكر وعبد الله فيصل الأهدل والحميقاني، كما تشير العديد من التقارير الإعلامية بتورط قيادات إخوانية في اليمن لم تشملهم القائمة بتنفيذ وتمويل عمليات إرهابية، تأتي في مقدمة هذه الأسماء الشيخ حميد الأحمر واللواء علي محسن الأحمر.

وفي ديسمبر 2016 اتخذت وزارة الخزانة الأميركية قراراً بإدراج القياديين في حزب الإصلاح علي حسن أبكر وعبدالله بن فيصل الأهدل ضمن قائمة العقوبات الأميركية، للشخصيات المتهمة بدعم تنظيم "القاعدة" قوبل ذلك بإعلان حزب الإصلاح رسمياً إدانته الشديدة لقرار الخزينة الأميركية، في موقف صريح يعزز علاقة حزب الإصلاح وقياداته بتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى.

وهناك علاقة وطيدة تجمع بين حزب التجمع اليمني للإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن وتنظيم القاعدة الإرهابي فالعلاقة بين الطرفين ليست طارئة على المشهد اليمني، فمعظم عمليات الخطف للأجانب في اليمن كان لقيادات حزب الإصلاح وداعميه الإقليميين دورا فيها، حسب ما يؤكد مراقبون لهذا الملف الشائك.

ويمثل حزب "الإصلاح" حاضنا سياسيا وإعلاميا للقاعدة وجرائمها ففي كل الأحداث التي تجري في البلاد والتي يكون طرفها القاعدة، حيث نجد أن بيانات ومواقف وتصريحات قيادات حزب الإصلاح تدافع عنها وتبرر جرائمها إلى أن أثبتت الأحداث الأخيرة وجود علاقة مباشرة وارتباط بين القاعدة والحزب، الذي ظهر منسقا ومقاتلا مع القاعدة ومدافعا عن جرائمها بحق الشعب اليمني، في مختلف الأحداث التي حدثت في اليمن شمالا أو جنوبا، و يعزز ذلك عدم إصدار أو تفاعل قيادات الإصلاح حتى ولو ببيان سطحي يستنكر تلك الأعمال الإرهابية.

 ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عدد من الحقائق التي تثبت ارتباط تنظيم القاعدة بجماعة الإخوان في اليمن، الأمر الذي قد يعرض حزب الإصلاح وقياداته لعقوبات إقليمية ودولية وفق ما سربته الصحيفة التي قالت إن تحقيقات مكثفة تجريها وكالة المخابرات الأمريكية سي آي إيه قبل إقرار فرض العقوبات التي من بينها إدراج عدد من قادة الإخوان المسلمين في اليمن ضمن لائحة الإرهاب.

وتحدث التقرير عن استقطاب حزب الإصلاح لعدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة واحتضانهم في عدد من المحافظات التي يسيطرون عليها وأبرزها مأرب وأبين وتعز.

وأوضح التقرير أن حزب الإصلاح احتضن 12 ألف شخصا من عناصر القاعدة وقام بدمجهم في معسكرات رسمية في مأرب وتعز والبيضاء ووداي حضرموت وأجزاء واسعة من محافظتي أبين وشبوة، وجندهم زاعما أنهم لمواجهة الحوثيين في الوقت الراهن، ولكن الحقيقة هو يدخرهم كجناح عسكري متطرف للإخوان قد يتم الزج بهم مستقبلا في معارك مع التحالف, وأطلق عليهم اسم كتائب “الذئاب النائمة".

وتحدث التقرير عن دعم مالي كبير تتلقاه الجماعات الإرهابية من الإخوان المسلمين الذين يتخذون من مأرب مركزاً مالياً لدعم أنشطتهم السياسية والعسكرية، وتمويل عملياتهم الإرهابية، خاصة وأن مأرب تمثل لهم موردا ماليا كبيراً بالنظر إلى ثروتها النفطية والغازية ومواردها المتنوعة التي باتت تحت سيطرة حزب الإصلاح.

وأوضح التقرير أن حزب الإصلاح أوكل إلى عدد من قياداته مهمة الإشراف المباشر على عناصر القاعدة في مأرب والبيضاء وأبين، منهم الحسن أبكر الذي أدرج مؤخرا ضمن قائمة وزارة الخزانة الأمريكية لدعم الإرهاب، وهو الأمر ذاته فيما يتعلق بالقيادي الإخواني خالد عرادة الذي يوفر غطاء مالياً لدعم عناصر القاعدة المرتبط بحزب الإصلاح.

أما علاقة القاعدة بحزب التجمع اليمني للإصلاح كعلاقة الفرع بالقاعدة، فما من منطقة سيطر عليها الحزب الذي يعد الفرع اليمني لجماعة الإخوان إلا وكان التنظيم الإرهابي قد سبقه ممهدا الطريق.

فقد استخدمت منازل تلك القيادات ومقرات الحزب أيضا، أماكن لاحتجاز الرهائن الأجانب، في حين كانت تتولى قطر، الداعمة للإخوان، دور الوسيط للإفراج عن المحتجزين.

 " خالد باتيس " شقيق القيادي البارز في الإصلاح " صلاح باتيس " لقي مصرعه في 15 في حزيران/يونيو 2016 في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار أمريكية على محافظة شبوة جنوب شرق البلاد.

" خالد باتيس " كان أحد قيادات القاعدة، كما أنه أحد الأصدقاء المقربين لمنفذ إحدى العمليات الانتحارية في محافظة حضرموت والتي كشفت التحقيقات أنه شقيق المدعو " جمعان بن سعد " والذي يعرفه الجميع باعتباره أحد القيادات البارزة في التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حضرموت.

 ولم تتوقف جرائم الإصلاح على علاقته الوطيدة بالقاعدة، وإنما ادعى حزب   الإصلاح كذبا بأنه ضد مليشيات الحوثي وهو ادعاء كاذب بدليل تسليم الإصلاح كل المناطق التي كانت تحت سيطرته للحوثيين بكل سهوله.

كما ذهبت قيادات حزب الإصلاح إلى عبد الملك الحوثي بصعدة واتفقت معه واعترفت بسيطرته على صنعاء ووقعوا مع الحوثيين وثيقة السلم والشراكة وواصلوا الحوار في فندق موفنبيك حتى بعد سيطرتهم على قصر الرئاسة.

كل الجبهات التي شارك فيها أتباع حزب الإصلاح، سقطت بشكل مفاجئ بعد أن تآمروا على التحالف وجبهة عكد في أبين وجبهة دمت في اب وغيرها من الجبهات التي سقطت كان السبب تعاون اتباع الإصلاح السري مع الحوثيين.

كما ترك حزب الإصلاح جبهة صرواح في مأرب، وذهب يقصي قبائل مأرب من السلطة وترك جبهة الساحل بتعز وذهب يقاتل السلفيين وترك مواجهة الحوثيين وذهب يحرض على المجلس الانتقالي وترك ملاحقة جرائم الحوثي بصنعاء ورفع تقارير مفبركة عن سجون الإرهابيين بعدن وحضرموت".