21 سبتمبر.. تاريخ انقلاب دمر اليمن
رأي المشهد العربي
لا رواتب.. لا كهرباء.. لا خدمات صحية.. لا تطوير بالتعليم.. لا أمن ولا أمان هذه هي نتيجة مختصرة لانقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية في اليمن قبل 4 سنوات من القتل والتدمير حتى أصبح اليمن السعيد حزينا.
وتمر الذكرى الرابعة لانقلاب الحوثي الذي بدأ بمعارك وهجمات عدة على مدى أشهر وصولا إلى اعتصام حاشد لهم في العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، وذلك بعد اشتباكات استمرت لأيام مع الجيش وأسفرت عن مئات القتلى.
واحتفل الحوثيون هذا العام بتاريخ 21 سبتمبر على اعتباره عيد وطني، بل وأجبروا جميع المناطق الخاضعة تحت سيطرتهم للاحتفال بهذه النكبة التي حلت على اليمن ودمرته وتسعى لإسقاطه.
ونشر إعلام المليشيات الفعاليات التي أقيمت بما تسمى ذكرى الثورة والتي أقامتها المليشيات لتكريم أسر قتلاها بمشاركة عدد من الشخصيات التي اعتبرتها المليشيا ت كوكبة وكان على رأسهم القيادي في تنظيم القاعدة علي الكردي وهو من المتهمين بتفجير المدمرة كول وشارك في الهجوم على فندق عدن عام 1991 ميلادية.
والكردي هو من الذين تدربوا على يد أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، وعينه الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح رئيسا للجان الدفاع عن الوحدة في عدن وأثناء الحرب تولى تجهيز عمليات يقودها انتحاريون في منزل مجاور لمنزله بدار سعد، وبعد انكشاف عملية انتحارية ومقتل طفل كان يرتدي حزام ناسف عن طريق الخطأ في مقره بدار سعد بعد تحرير عدن مباشرة هرب الكردي إلى صنعاء ولجأ إلى علي عبد الله صالح لكنه سرعان ما تركه وانظم إلى مليشيات الحوثي.
وعلى رأي المثل العربي القائل" كل بئر ينضح بما فيه" أقامت المليشيات ذكرى انقلابها بمشاركة عناصر إرهابية مما يؤكد على أن نهج هذه الجماعة إرهابي بالأساس ودائما تعمل على احتضان العناصر الإرهابية.
وجاء احتفال المليشيات لما يطلقون عليها "ثورة" في وضع استثنائي تعيشه البلاد بشكل عام، وصنعاء بشكل خاص، حيث آخر ما يعانيه المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين انعدام مقومات الحياة.
وفي محاولة سريعة للوقوف على بدايات انقلاب الحوثي لا بد من العودة إلى الخامس والعشرين من شهر فبراير من عام 2012، تاريخ انتهاء حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح رسميا.
وكان من المفترض أن يكون التاريخ أعلاه بداية لبناء البلاد ما بعد الثورة، لكن مليشيا الحوثي جعلته بداية لتدمير وإسقاط اليمن، وفتحت مظلة شعارات المطالب الاجتماعية لتبدأ مليشيات الحوثي مخطط تنفيذ أجندتها.
ويرى مراقبون أن ما دفع الحوثيون إلى النزول من جبال صعدة لاجتياح العاصمة صنعاء هو الطموح الحوثي المستمر لاستعادة زمن الملكية التي ثار عليها الشعب اليمني في الستينيات، معززا بشعور طائفي استغلته إيران من أجل بسط نفوذها عن طريقهم.
وفي السابع من سبتمبر من العام ذاته، اتهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ولأول مرة إيران بتغذية العنف في اليمن وألمح لدعمها لجماعة الحوثيين.
وأول تأكيد عملي للاتهام اليمني، شهده شهر فبراير من العام 2013، حيث أعلنت السلطات ضبط سفينة شحن قادمة من إيران محملة بالأسلحة والمتفجرات.
وتسارعت الأحداث من حينها، ففي شهر مارس، بدأت في صنعاء، أولى جلسات الحوار الوطني في محاولة لإطلاق عملية البناء المنشودة، واستمر الحوار 10 أشهر، حتى وقع اليمنيون في 25 يناير عام 2014 على وثيقة الحوار الوطني وتعهد هادي حينها بأن شعبه سيفاجئ العالم بإنجازاته.
لكن المفاجأة كانت في انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية بدءا بمعارك وهجمات عدة على مدى أشهر وصولا إلى اعتصام حاشد لهم في العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
وفي اليوم التالي، وقع الفرقاء السياسيون في اليمن بمن فيهم الحوثيون على اتفاق السلم والشراكة، برعاية الأمم المتحدة، حيث نص على إنهاء اعتصامات الحوثيين بالإضافة إلى الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني.
وتحت ذريعة الحرص على تنفيذ الاتفاق، عزز الحوثيون وجودهم العسكري في صنعاء ليمتد لاحقا إلى إسقاط العاصمة اليمنية في 20 أكتوبر بعد اقتحام القصر الرئاسي ومحاصرة مقر الرئيس.
وفي السادس من فبراير عام 2015، أصدر الحوثيون إعلاناً دستوريا نص على عزل الرئيس هادي، وتعطيل الدستور.
وبعدها اضطر الرئيس للجوء إلى عدن ومنها إلى خارج اليمن في 25 مارس، فيما كان الحوثيون يواصلون هجماتهم للسيطرة على قاعدة العند في طريقهم إلى مرفأ المخا على البحر الأحمر، وما يعنيه ذلك من اقترابهم من مضيق باب المندب الاستراتيجي.
وفي مواجهة الانقلاب الحوثي والتدمير الذي ألحقه باليمن، بدأ تحالف عربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مارس عام 2015 عملية عسكرية من أجل إعادة الشرعية في البلاد ودحر الانقلابيين.
ونجحت العمليات العسكرية في استعادة محافظة عدن بالكامل من خلال الجنوبيين لتصبح العاصمة المؤقتة للسلطة الشرعية في البلاد.
وشهدت الأزمة اليمنية محاولات شتى لأكثر من هدنة لإنهاء الحرب، تخللها مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لم تسفر عن شيء بفعل مواصلة المليشيات المماطلة وكان آخرها مفاوضات دعا لها المندوب الخاص للأمم المتحدة باليمن مارتن جريفيث في جنيف لكنها لم تكتمل بسبب رفض الحوثي السفر إلا على طائرة خاصة بهم من أجل تهريب جرحى وقيادات عسكرية إيرانية ولبنانية شيعية.
وتحت وقع ضربات التحالف العربي، خسر الحوثيون وداعموهم كثير من المواقع التي استولوا عليها، فيما عدا العاصمة صنعاء ومدن محيطة.
وبحسب الأمم المتحدة، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في اليمن بنسبة 68 بالمئة منذ 2015، فيما انهارت العملة الوطنية (الريال اليمني) أمام الدولار بسبب الحرب التي أشعلت فتيلها مليشيات الحوثي الانقلابية.
وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي من أن "الوقت بدأ ينفد" لمنع وقوع "مجاعة مدمرة" في اليمن. مضيفاً "لا يمكننا تحمل أي تعطيل" لتوزيع المساعدات الإنسانية على "الضحايا الأبرياء للنزاع".
وتضاعف خطر المجاعة مع اندلاع القتال حول ميناء مدينة الحديدة الرئيسي، الذي يعد نقطة دخول معظم المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وكانت القوات المشتركة قد بدأت عملية عسكرية نوعية واسعة بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، باتجاه مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي وتحرير مدينة الحديدة من محاور عدة.
وأفقدت قوات التحالف العربي في الحديدة ميليشيات الحوثي قدرتها على الصمود والارتكاز ميدانيا مع فرار عناصرها من الجبهات وسط حالة من الانهزام والانكسار في صفوفها.