العرب اللندنية: دعم خارجي وتغاض أممي يزيدان الحوثيين جرأة في تهديدهم لأمن الإقليم بدعم قطري

الاثنين 1 أكتوبر 2018 08:06:27
testus -US

يلقي خبراء الشؤون الأمنية والسياسية باللائمة في تواصل الحرب باليمن والفشل في إيجاد مخرج سلمي لها على ما يعتبرونه “تساهلا أمميا تجاه المتمرّدين الحوثيين، وتغاضيا دوليا عما يتلقونه من دعم خارجي متعدّد الأوجه”. ويرى هؤلاء أنّ “إحجام الأمم المتحدة عن تحميل جماعة الحوثي مسؤولية ما يجري باليمن، تنفيذا للقرار الأممي 2216 الواضح بهذا الشأن، مثّل ضوءا أخضر للجماعة الموالية لإيران لعرقلة جهود السلام والتمادي في الحرب وتوسيع تهديداتهم للاستقرار الإقليمي، ورفع أصواتهم بذلك رغم ما يكتسيه ذلك التهديد عادة من أبعاد دعائية”.

وأثار إعلان الميليشيات الحوثية، الأحد، عن استهدافها لمطار دبي الدولي بواسطة طائرات دون طيار، موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لعدم واقعية الإعلان وانعدام الوسائل التقنية لتنفيذه.

وجاء الإعلان الحوثي على لسان المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام من مقر إقامته شبه الدائمة في العاصمة العمانية مسقط، حيث قال على حسابه الرسمي في تويتر إنّ “سلاح الجو المسيّر نفذ ثاني عملية هجومية خلال شهر على مطار دبي الدولي بطائرة ‎صماد 3”.

واعتبر مراقبون أنّ حديث الحوثيين المتكرر عن امتلاك وسائل تقنية لاستهداف أماكن بعيدة، لا يتجاوز الحرب الإعلامية التي تنتهجها الميليشيات بدعم وتنسيق مع الأذرع الإعلامية لكل من إيران وقطر.

ونفت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية صحّة ما تداولته وسائل الإعلام الحوثية عن مطار دبي الدولي. وعلقت بالقول إنّ “حركة الملاحة الجوية في دولة الإمارات تسير بشكل اعتيادي وطبيعي ولا صحة لما يتم تداوله في وسائل الإعلام الحوثية بخصوص مطار دبي الدولي”.

وأشارت مصادر سياسية لـ“العرب” إلى أن التصعيد الحوثي على علاقة بتنفيذ أجندة قطرية، وهو ما يفسر الانخراط المتزايد للإعلام القَطري في ترويج الدعايات الحوثية.

وتزامن التصعيد الحوثي مع إشارات بعث بها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث ألمح فيها إلى الترتيب لعقد جولة جديدة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين في إحدى العواصم الأوروبية، رجحت مصادر “العرب” أن تكون العاصمة البريطانية لندن التي تبدي اهتماما متزايدا بالملف اليمني وتشارك ضمن اللجنة الرباعية إلى جانب كلّ من الولايات المتّحدة والسعودية والإمارات.

ويقلّل العديد من الباحثين السياسيين من فرص نجاح أي جولات سلام قادمة بالنظر إلى سوابق الحوثيين في التنصل من الاتفاقات، إلى جانب الموقف الدولي المتساهل أو المنحاز للميليشيات الحوثية.

ويشير الباحث السياسي اليمني وعضو مؤتمر الحوار الوطني محمد ناصر العولقي إلى غياب الفاعلية السياسية للمنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي نتيجة ما يصفه بالموقف الناعم إزاء الممارسات الحوثية وهو ما تكرر، وفقا للعولقي خلال آخر إحاطة لغريفيث أمام مجلس الأمن وتبريره تعنت الميليشيات الحوثية ورفضها حضور مشاورات السلام في جنيف وإفشالها.

وعن رهانات الحوثي في هذه المرحلة، لفت العولقي إلى أن ميليشيات الحوثي كانت وستظل تراهن على المعاناة الإنسانية الناجمة بسبب الحرب التي كان الطرف الحوثي هو الذي بدأها وتسبب فيها، مضيفا “تعمل هذه الميليشيات بكل جهودها لإبراز هذه المعاناة الإنسانية في محاولة منها لإقناع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي بنسيان سبب الحرب والمتسبب فيها والتركيز فقط على تداعياتها الإنسانية”.

ويؤكد العولقي أن الضغوط التي تمارس من أجل وقف المعارك في الحديدة والتي كان آخرها دعوة مجلس الأمن الدولي في هذا السياق، لن تؤثر على استمرار سير العمليات العسكرية التي قال إنها ربما تستأنف بوتيرة أعنف في الأيام القادمة، ومحمّلا مسؤولية ما سينجم عن ذلك من تبعات لـ“الطرف الحوثي الرافض للحوار، وهو ذاته الطرف الذي لا يحفل بحياة المدنيين ويستعملهم كدروع بشرية ويعرّضهم للخطر وينشر مسلحيه في المباني والمنشآت المدنية الخاصة والعامة ويقطع الطرقات ويحفر الخنادق في الشوارع ويستولي على مواد الإغاثة الإنسانية ويحتكرها لنفسه وأتباعه ويتاجر بها لمصلحته الخاصة”.

ويعتبر متابعون للشأن اليمني أن احتفاظ المتمرّدين الحوثيين بالقدرة على الاستمرار في الحرب، وتماديهم في تهديد بلدان الإقليم، رغم ما لحق بهم من خسائر مادية وبشرية كبيرة، ومن تراجعات ميدانية، مأتاه تواصل الدعم المادي والسياسي المقدّم لهم من إيران وقطر وأذرع على علاقة بهما على رأسها حزب الله اللبناني.

وحملت الحكومة اليمنية مجدّدا على الحزب ودوره في دعم الميليشيات الحوثية باليمن. وهاجم وزير الإعلام معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على تويتر الموقف الرسمي اللبناني المتساهل مع ممارسات حزب الله الذي قال إنّه “حوّل معقله في بيروت إلى منصة لأبواق ميليشيات الحوثي”.

وطالب الوزير اليمني الحكومة اللبنانية بالالتزام بسياسة النأي بالنفس، مشيرا إلى أنّ “حزب الله، وهو جزء من الحكومة اللبنانية، لم يكتف بتقديم الدعم اللوجستي من خبرات ومقاتلين للميليشيات الحوثية الإيرانية، بل قام بتحويل الضاحية الجنوبية لبيروت إلى منصة لإدارة الماكينة الإعلامية للانقلاب في اليمن ومهاجمة وتشويه تحالف دعم الشرعية”.