التمييز لدى الحوثيين يصل إلى الموتى
لا فرق بين ميت أو حي لدى مليشيات الحوثي الإرهابية، فلا كرامة للحي، ولا احترام للميت، فقد وصل التميز العنصري لديهم في موتاهم، ففي حين يتم وضع كثير من قتلى الحوثي، في ثلاجات تبريد تجارية، يتم وضع بعضهم في صناديق عادية.
وبحسب مصدر من مستشفى الثورة العام في صنعاء فانه يتم التعامل مع موتى الحوثيين وفق نسبهم، والأولية للهاشميين دائماً، حيثُ يدَّعي الكثير من الحوثيين أن نسبهم ينتهي إلى الرسول الكريم، وهو ما يجعل لهم الأفضلية في كل شيء.
وكشف المصدر عن إخراج بعض القتلى ممن يطلقون عليهم اسم (الزنابيل) وهم ينحدرون من مناطق ريفية وينتسبون إلى القبائل، من ثلاجة الموتى ووضعهم في توابيت خشبيه، واستبدلوا بقتلى ممن ينحدرون من أسر حوثية (عقائدية أو هاشمية).
وتمثل هذه الحادثة واحدة من عشرات القصص التي تنكشف يوماً بعد يوم، مبرزة جوانب من أسوأ مرحلة يعيشها اليمن، من قبل جماعة لا تتوقف عن قتل اليمنيين بدم بارد دافعة بهم إلى معارك خاسرة، قبل امتهان إنسانيتهم أحياءً وأمواتًا.
القتلى العقائديون، وهم القتلى الذين تربطهم علاقة أسرية أو مصاهرة بزعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي، والصف الأول من القيادات الميدانية للجماعة، يحظون بامتيازات لا تعطى لغيرهم، ويصل بعضها إلى مستوى التقديس، ويتم دفنهم وفق مراسيم وطقوس عقائدية غاية في التعقيد.
ويشرف مكتب زعيم الحوثي على تلك المراسم، وفي العادة يتم تأخير إعلان أسماء القتلى عدة أشهر، تفادياً لأي انهيارات قد تحدث بين المقاتلين، ويتم دفنهم في مقابر خاصة تحظى بحراسة مشددة على مدار الساعة وتغطى بالورود والأعشاب الخضراء.
ولجماعة الحوثي 5 مقابر للعقائديين، إحداها في مديرية “رازح” وأخرى في منطقة “مران” بمحافظة صعدة -مسقط رأس مؤسس جماعة الحوثي حسين الحوثي- حيثُ تتحول الأخيرة إلى مزار أسبوعي لأنصار الجماعة.
وينحدر أغلب العقائديين من محافظة صعدة -معقل جماعة الحوثي- ويرتبطون فكريًّا بأفكار مؤسس الجماعة والكثير منهم تتلمذوا على يديه قبل مصرعه على يد الجيش اليمني في عام 2004.