تحذير قيادية إخوانية من الثورة على الفساد..لصالح من؟

الأربعاء 3 أكتوبر 2018 19:26:00
testus -US

رأي "المشهد العربي"

"دعونا نعلنها ثورة إلهية" .. بهذه الجملة دعت القيادية في حزب الإصلاح الإخواني رشيدة القيلي الشعب اليمني إلى التراخي والتواكل وعدم الاعتراض على الفساد المستشري بالحكومة الحالية والذي ساعد بشكل مواز مع مليشيات الحوثي الانقلابية في تجويع اليمنيين.
دعوة القيلي غير مستغربة خاصة وأن منهج الإخوان يعتمد ظاهره على الإصلاح لكنهم عادة عندما تكون التحركات الشعبية والثورات في صالحهم يباركونها وينتظرون النتيجة ثم يركبون موجتها إذا أتت بثمارها.
وعموما لا تعي القيادية الإخوانية جيداً ماذا يعني أن يستيقظ أب ذات يوم، فيجد أولاده بلا مأوى، وبلا مسكن أو طعام، فهذه السيدة تنصح الشعب اليمني الذي لا يمتلك من الحياة سوى الله، بأن يبتعد عن الثورات والانتفاضات، أو الانقلاب على الحكومة التي أثبتت الأيام الماضية فشلها في تحسن أوضاع البلاد.
وقالت القيلي في "بوست" على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن على الشعب اليمني أن يلجأ إلى الله، رافضة فكرة قيام أي احتجاجات شعبية ضد تردي الأوضاع، مضيفة: "دعونا نعلنها ثرة إلهية".
واستهجنت القيلي، أي تظاهرات يقوم بها الشعب المكلوم بسبب الأوضاع المرة التي يعيشها وكل ما يتمناه هي حياة كريمة يجد فيها أساسيات بقاؤه على ظهر الأرض.
وتابعت: "الجائعون يزدادون في اليمن، ولكن أجدني غير متحمسة لأي دعوة إلى ثورة جديدة، وأصدقكم القول أنني راجعتُ قناعاتي الثورية وتراجعتُ عما أجده يؤدي إلى وضع أسوأ".
وطالبت بالبحث عن أساليب مختلفة لحل مشاكل اليمن والتعبير عن جوعهم، مؤكدة أن الثورة حرام شرعاً وسيعاقب عليها الله!
وقالت القيادية في حزب الإخوان، والملطخة يده بالدماء والتخريب في اليمن: " بلاش يااخونا أي ثورات تلطخ أيدنا بالدم، بلااااش يا جدعان نطالب بثورة غير مأمونة العواقب، وأي ثورة جديدة ستجعلنا مثل ذلك الشجاع الأحمق الذي ذهب يدور له قرون فقطعوا له آذانه".
وبعد أن اتهمت الشعب الثائر بالحمار الأحمق، طالبتهم باللجوء إلى الله، وعلى ما يبدو أن القيادية الإخوانية ترى أن الشعب المكلوم يحتاج أن يتقرب من الله أكثر، وتسائل المتابعين لها، هل نحن من نحتاج اللجوء إلى الله حقا، أم هى وحزبها؟
"دعونا نعلنها هذه المرة ثورة اللجوء إلى الله".. وأصرت القيادية الإخوانية، أن تبعد الشعب عن حقوقه، وأبت أن تعترف بأزمته أو تعايشها، معللة، أن كل ما يمر به الشعب اليمني ما هو إلا غمة ومحنة فتنة ليس لها من كاشف سوى الله"، وكأن الله لم يطالبنا بالدفاع عن حقوقنا وعدم التنازل عنه.
وقالت موجهة حديثها للمطالبين بحقوقهم: "والله يا خُبرة ما عاد نشتي قرون نناطح بها الصخرة، ولكن نشتي نحافظ على الآذان التي نسمع بها ( الصرخة ) فنستيقظ لدحر هذا الخطر".
ولم يلاقي هذا الرأي استحسان الشعب اليمني، الذي يعاني منذ انقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية في عام 2014، وانتهاز الإخوان ذلك للسيطرة على الحكومة ما أدى إلى انهيار الاقتصاد والريال اليمني، فلم يجلبا معهما سوى الدمار والقتل فقط، حيث أصابا العملة والاقتصاد في مقتل، فبعد أن استقر الريال اليمني عند 215 مقابل الدولار في مطلع 2012، تدهور به الحال ليصل إلى 710 في سبتمبر 2018، ثم تخطي الـ800 في مستهل أكتوبر الجاري.
ولكن القيادية الإخوانية، استمرت في ندائها للشعب اليمني، معترفة أن حديثها لن يلقي استحسان أحد، إلا أنها أبت ألا أن تدمي قلوبهم، فصاحت مرة تلو الأخرى بمطالب ونداءات تنم عن عدم إحساس الإصلاحيين بحال الشعب اليمني، ولا بما يمرون به، من مأسي وفقر وجوع .
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن 22 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات، وهو رقم مذهل يزيد بنسبة 6 ملايين شخص عن تقديرات الأمم المتحدة لعام 2015، البالغة 16 مليوناً.
وبحسب التقرير أيضاًفأن 7 مليون يمني، من بين الـ22 مليون، يعانون من المجاعة، بسبب الحرب التي أشعلت مليشيا الحوثي شرارتها، فضلاً على استيلاءها على المؤسسات المالية والتجارية باليمن، ونهبها للثورات وطردها أكثر من 25 ألف موظف، ونشر الفوضى والفقر والمجاعات في الدولة.
ووجهت القيادية الإخوانية، رسالة أخيرة إلى الشعب، قائلة: " أنا أدرك أن بعض الأعزاء لن يروقهم لهم رأيي هذا، ولكن ليثقوا أنني فكرتُ بصوت مسموع، فيما غيري وصل إلى هذه المراجعة والقناعة بس مستحي يصارحكم ".
ويبقى السؤال الأن، لصالح من تحاول القيادية الإخوانية إخماد صوت المظلومين وتثبيط قوى الشعب اليمني الناتجة عن الانتهاكات والممارسات التي يتعرض لها كل يوم من قبل الحوثيين في العلن، أو من الإخوان في الخفاء.