أسامة الأزهري يهاجم تكوين ويدعو لمناظرة علنية
هاجم مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري، مركز تكوين.
ودعا الأزهري أعضاء مركز تكوين، إلى مناظرة كبرى، موضحا أنه سيواجه بمفرده في المناظرة جميع أعضاء المركز.
وجاء البيان على النحو التالي:
يؤذيني ويؤذي معي كل متابع غيور دعوى الاكتفاء بالقرآن الكريم وإنكار السنة المشرفة وهي أحد الثوابت، كما يؤذي أشقائي المسيحيين دعوى الاقتصار على الإنجيل فقط وإنكار التقليد الكنسي الذي نقلت به كل شعائر المسيحية".
سيظل الأزهر الشريف دائما أبدا حاميا لعلوم الإسلام، قادرا على خوض المناظرة بكل جرأة وجسارة، مع كافة صور التطرف، سواء التطرف الديني الذي يتبنى خطاب الإرهاب، أو التطرف المضاد الذي يتشكك في الثوابت، ويتهجم على السنة المشرفة، ويهين الصحابة الكرام، ويصدر عشرات الأطروحات الحائرة التي لابد من مناقشتها مناقشة علمية حكيمة وموزونة تعيد الطمأنينة إلى كل أبناء مصر وإلى كل من يتابع هذا المشهد حول العالم".
سيظل الأزهر في مكانته الرفيعة، وأنا أعفي المؤسسة الأزهرية الجليلة من خوض هذا الجدل، حتى تظل في مسارها الكريم دينيا ووطنيا وعلميا وإنسانيا على يد إمامها الأكبر شيخ الأزهر، لكنني سأتصدى وحدي بصفتي أحد أبناء الأزهر لكل هذا الجدل".
تابعت بتركيز وصبر وحلم شديد كل ما نشر مؤخرا حول مركز (تكوين)، وكل ما أثير حوله من ضجيج وجدل ونقاش، وألزمت نفسي أن أتوقف تماما عن التعليق بأي كلمة، حتى أتمكن من الإلمام بكل ما طرح بصبر وتأمل، ونظر في العواقب والمآلات، حتى إذا ما تكلمت كان الكلام حكيما وموزونا"
في شهر يناير سنة 2015م ناقشت وحدي مجموعة مكونة من الأستاذ إبراهيم عيسى والدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق رحمه الله والفنان جمال سليمان، في حلقة مذاعة ومنشورة في ضيافة الإعلامي الأستاذ خيري رمضان، وهي منشورة ومتاحة، رددت فيها على شبهات إنكار السنة المشرفة وغير ذلك من القضايا".
ثم بعدها بثلاثة أشهر في شهر أبريل من نفس السنة 2015م ناظرت -ومعي الحبيب علي الجفري- الأستاذ إسلام البحيري، في مناظرة معروفة ومنشورة"
جاءتني اقتراحات كثيرة بعد إشهار (مركز تكوين) بخوض مناظرة أخرى مع الأستاذ إسلام البحيري أو الأستاذ إبراهيم عيسى، فوجدت أن هذا غير مناسب، لأنه يعني كأننا ما زلنا لم نبرح مكاننا وأننا نعيد أنفسنا ولم نتقدم خطوة منذ سنة 2015م.
المناظرة الكبرى، وأنا وحدي سوف أناظر كل أعضاء مركز تكوين مجتمعين
- اليوم لم تعد القضية هي الأستاذ إسلام البحيري أو الأستاذ إبراهيم عيسى على حدة، بل صار هناك تجمع لعدد من هؤلاء السادة الكرام، فالمقترح الذي أطرحه اليوم هو الدعوة إلى مناظرة كبرى، بشرط أن يجتمع فيها كل أعضاء (مركز تكوين) في جهة وأنا منفردا في جهة.
فأدعو الدكتور يوسف زيدان، والأستاذ إبراهيم عيسى، والأستاذ إسلام بحيري، والأستاذة فاطمة ناعوت، وبقية أعضاء المركز، وأضم إليهم الدكتور زاهي حواس، إلى مناظرة محددة يكونون فيها جميعا في جهة وأنا في جهة مقابلة لهم، وليسمحوا لي أن أبادر بالهجوم الفكري في القضايا الآتية:
خبير المخطوطات الكبير الدكتور يوسف زيدان، اسمح لي أن أخوض معك النقاش والمناظرة في دعوى أن المسجد الأقصى في سيناء ومدى خطورة هذا الفكر دينيا ووطنيا، وقولك إن صلاح الدين أحقر شخصية في التاريخ، وبقية أطروحاتك في: (عزازيل)، وفي روايتك الماكرة: (ظل الأفعى)، وفي كتابك: (اللاهوت العربي) وغير ذلك من أطروحاتك.
* الكاتب الكبير والروائي الأستاذ إبراهيم عيسى اسمح لي أن أخوض النقاش معك في قضية السنة وأنها أحد الثوابت، وقضية اتهام الصحابة الكرام بالداعشية والدموية، وغير ذلك من القضايا التي تطرحها.
* الباحث الأستاذ إسلام البحيري اسمح لي أن أحصر النقاش معك في أطروحتك الأخيرة بأنك لا تعترف إلا بالقرآن الكريم فقط، وأن السنة المشرفة عندك ليس لها أي اعتبار.
إن السنة المشرفة أحد الثابت التي لا تقبل تشكيكا، ولا وجود للإسلام أصلا بدونها، فاسمح لي أن نخوض النقاش في هذه القضية ثم ننتقل منها إلى بقية القضايا.
* الخبير الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس، اسمح لي أن أخوض معك النقاش حول إنكار وجود الأنبياء في مصر، كما تفضلت بطرحه، مع تراجعك اللطيف حينما أشرت إلى أن 70 في المئة من الآثار لم يكتشف بعد، لكن لابد من نقاش هذا بكل وضوح.
المسلمون والمسيحيون يد واحدة، والأشقاء المسيحيون معي في المناظرة الكبرى
اتصلت بصديقي نيافة الأنبا أرميا -الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وعضو بيت العائلة- فأعرب لي عن مدى حزنه، حينما يسمع من يقول نأخذ نصوص الإنجيل فقط ونهجر التقليد الذي نقلت به الديانة المسيحية، حيث إن المعمودية نفسها –الصلاة- لم تذكر بالتفصيل في الإنجيل، بل تم تلقيها حسب التقليد الكنسي التاريخي جيلا من وراء جيل
وكذلك عندنا -نحن المسلمين- غير مقبول من أحد أبدا أن يقول نأخذ القرآن فقط، ونلقي السنة المشرفة، حيث إن تفاصيل الصلوات كلها مثلا غير مذكورة في القرآن، وأنها مأخوذة من السنة المشرفة فقط، فإنكار السنة هدم لثوابت الإسلام كلها.
واستأذنت منه شخصيا أن أنشر خلاصة اتصالنا وكلامنا هذا، وطلبت منه أن ينضم لي في بعض فقرات المناظرة الكبرى، فرحب بأن أنشر كل هذا الكلام، وأنه معي في المناظرة ومعه تلامذة الأنبا بيشوي الذي ألف كتاب: (بحث وثائقي تاريخي وعقائدي لمواجهة "عزازيل": الرد على بهتان يوسف زيدان).
إذا استجاب أعضاء مركز تكوين لدعوتي للمناظرة الكبرى فأنا جاهز من صباح غد بإذن الله، وإذا اعتذروا لأي سبب فلن أحرجهم أكثر من ذلك، وأنتقل معهم إلى الإجراء التالي وهو النقطة الخامسة في هذا البيان:
دعوة كل الباحثين الأزهريين إلى أن يتكون منهم فريق تحت إشرافي، للعمل على مدار سنة كاملة لمناقشة كل أفكار مركز تكوين نقاشا علميا رصينا وهادئا
أفتح باب التقديم لكل الشباب الأزهريين، من حملة الدكتوراه والماجستير، وغيرهم من الباحثين من ذوي المقدرة البحثية، إلى أن يقدموا لي سيرة ذاتية، بحيث أختار منهم -بعد فحص وانتقاء رفيع المستوى- أفضل مائة باحث، يعملون تحت إشرافي، على أن يتخصص عشرة من الباحثين لكل فرد من أعضاء مركز تكوين الكرام، لقراءة أطروحته الفكرية بكل دقة، ونقدها نقدا علميا نزيها.
وخطوة البداية أريد فريقا من المتطوعين، هنا على صفحتي هذه، يساعدني في الفحص والمراجعة والاختيار، وأريد من أحد مؤسسات الدولة مثل الأكاديمية الوطنية، أو وزير الأوقاف، أو أي مؤسسة، أو مركز مصر الثقافي الإسلامي، أن يقدم لنا كل اللوجستيات التي تعين على تكوين هذا الفريق، واستضافته، ومساعدتي في تقديم كل صور التدريب المكثف العاجل لهم،
وأشترط في الباحثين المائة عدة شروط ومعايير:
- الخلفية العلمية العميقة والمتقنة والشاملة بعلوم الشرع الشريف.
- حسن التعامل مع الكاميرا والإعلام عموما
- مهارات المناظرة والحوار الجدلي الراقي
- عدم التورط في شخصنة الأمور مع المخالف
- مهارة تحويل دفة الحديث دائما إلى القضايا العلمية التي تهم الناس وتشغل بالهم
- الثبات الانفعالي ومهارة ضبط النفس وعدم الاستفزاز عند الحوار مهما كانت الضغوط والمؤثرات، ولزوم أقصى درجات الأدب مع المخالف واحترامه، والتفريق بين احترامنا للأشخاص وبين مناقشة فكرتهم والانقضاض عليها بنقد علمي نزيه، يرى العالم كله فيه نقاشا علميا راقيا ومفيدا.
- سأقوم بالإعداد الجيد علميا لهؤلاء الشباب مما يمكنهم من خوض القضايا الشائكة في ردهم على أطروحات الإرهاب وتيارات التطرف، وشبهات الإلحاد، وشبهات إنكار السنة، والتشكيك في الثوابت الدينية وكافة الأطروحات الغريبة على هويتنا.
ينطلق هؤلاء بعد ذلك للمناقشة العلمية الجريئة والنزيهة لكل أطروحات (مركز تكوين)، وبهذا فقط يكون الفكر في مقابل الفكر، ويشهد الشعب المصري العظيم حوارا عقليا عميقا، يضع كل تلك الأطروحات في الميزان العلمي، مع كل أدب واحترام وعلم وتقدير، حتى نقدم للعالم كله نموذجا رفيعا لتحريك العقول، والتنوير الحقيقي، والانطلاق بعد مناقشة التطرف والتطرف المضاد، إلى تقديم كل فكر حر بنَّاء أصيل، نابع من علوم الأزهر ومنهجه، يبني الشخصية الوطنية، ويحرك العقول لصناعة الحضارة، ويكون امتداد صادقا لحسن العطار ورفاعة الطهطاوي وعياد الطنطاوي وعبد الحليم محمود وكافة الرموز الجليلة.