الإخوان يوظّفون قضية خاشقجي لحساب قطر
دخلت عناصر من جماعة الإخوان المسلمين على خطّ قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، دافعة باتجاه تعقيدها وإثارة الضجيج حولها، رغم أن خيوطها لم تتضح بعد ولم تتحدّد المسؤوليات بشأنها في ظلّ عدم إمكانية الجزم بمصير الصحافي، حتى من قبل سلطات تركيا التي تتفاعل القضية على أراضيها.
واستثمرت قطر تواجد مجموعة إخوانية على الأراضي التركية لتحريكها في تظاهرة بدا من خلال الشعارات المرفوعة فيها السعي المسبق لتحميل السعودية مسؤولية ما قد يكون حدث لخاشقجي، لتظهر من وراء ذلك ملامح تصفية حسابات للدوحة مع الرياض، خصوصا وقد جدّدت الأخيرة منذ أيام إصرارها على عدم إنهاء المقاطعة المفروضة على قطر حتى تكفّ عن دعم الإرهاب واحتضان جماعاته، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين التي أوجدت قطر ملاذا آمنا لعناصرها الفارة من بلدانها داخل الأراضي التركية.
وشاركت الناشطة الإخوانية اليمنية توّكل كرمان، الجمعة، في تظاهرة أمام مقرّ القنصلية السعودية بإسطنبول، وحملت بعنف على السلطات السعودية واصفة مقر القنصلية بـ“وكر عصابة.. يجب أن يؤدب”.
وجاءت التظاهرة فيما تتواصل الجهود لمعرفة مصير الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قالت خطيبته التركية، إنه دخل الثلاثاء مقّر القنصلية السعودية في إسطنبول بهدف استخراج وثائق على علاقة بطلاقه من زوجة سابقة استعدادا للزواج مجدّدا، ولم يخرج منذ ذلك الحين.
ولم تجزم السلطات التركية بمصير الصحافي، فيما قالت سلطات بلاده إنّه دخل فعلا مقرّ القنصلية الثلاثاء، لكنّه غادرها. وعلى الرغم من ذلك فقد صدر عن الوقفة الاحتجاجية الإخوانية أمام قنصلية السعودية، الجمعة، بيان تلاه عبدالرحمن القرضاوي، نجل رجل الدين الإخواني المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي، تضمّن المطالبة بـ“الإفراج في أسرع وقت عن خاشقجي”، معلنا بدء “فعاليات تضامنية” معه “تبدأ بالاعتصام أمام القنصلية السعودية بإسطنبول.. على أن يتم ترتيب وقفات مماثلة للصحافيين أمام سفارات وقنصليات السعودية في الدول الغربية”.