اعترافات الأحمر الخطيرة.. رصاصات الإخوان الطائشة تحارب التحالف
رأي المشهد العربي
في الوقت الذي تتكبد فيه مليشيا الحوثي الانقلابية العديد من الخسائر خصوصاً في جبهات القتال الدائرة بالساحل الغربي، ما يؤكد أن معنوياتهم في الحضيض، خرج نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، بتصريحات ليس من شأنها سوى ضياع كافة الإنجازات التي تحققها قوات التحالف العربي بمشاركة العديد من قوات المقاومة الجنوبية على أرض الواقع والتقليل من عزيمة القوات التي لن تتنازل عن طرد المليشيا من اليمن نهائياً.
فتصريحات الجنرال «الأحمر»، أكدت كافة الروايات التي أوضحت أنه ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية «حزب الإصلاح»، حيث تحدث واعترف بفشل قوات هادي في القضاء على النفوذ الإيراني باليمن، وطالب في رسالة خبيثة، ضم اليمن الاتحادي إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي، بحجة أن ذلك بمثابة أقرب الطرق لهزيمة إيران في اليمن.
لكن رسالة الجنرال الإخواني لها دلالات كثيرة وجميعها في مصلحة أعداء السلام واليمن، وتخدم المليشيا الحوثية ومن يقف خلفهم على شاكلة إيران وقطر، لكن الأدهى والأخطر من ذلك هو أن اعترافات علي محسن الأحمر، تحمل في طياتها رسالة خبيثة ومدبرة من قيادي إخواني يريد أن يبعث برسالة واضحة لقطر بأن تشن حملة ممنهجة من خلال منابرها المزيفة على التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات.
ورسالة القيادي الإخواني المحسوب على حكومة هادي وإثبات فشل قواته، من المؤكد أن تستخدمها قطر وإيران في الترويج لفشل التحالف في اليمن لأن «الأحمر» نائباً لعبدربه منصور هادي، الذي تدعمه قوات التحالف في اليمن لاستردادها من المليشيا الانقلابية، لذلك حديث «علي محسن الأحمر» في هذا التوقيت من شأنه أيضاً أن يدمر معنويات القوات التي تدافع لآخر نفس عن تراب اليمن ضد المليشيا الانقلابية المدعومة من إيران.
وطالب نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، بضم اليمن الاتحادي إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي، أقرب الطرق لهزيمة إيران في اليمن، وهو ما فسره سياسيون بأنها بمثابة رسالة استسلام وإعلان هزيمة عسكرية وأن كل الطرق استنفدت وفشلت بالحرب لهزيمة إيران.
وبحسب تغريدة «الأحمر» فإن أقرب الطرق إلى هزيمة الحوثيين ليست بتوجيه قوات حكومته عبر جبهة نهم لتخليص صنعاء من قبضة المشروع الإيراني، بل تبدأ تلك الطريق الأقصر من العاصمة السعودية الرياض.
ووفقاً لكلام الفريق الأحمر فإن تحرير صنعاء يبدأ من الرياض ومن العواصم الخليجية لتبدأ إجراءات ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي بدلاً من تحريك القوات التابعة له في محافظة مأرب إلى تحرير العاصمة صنعاء والتي لا تفصل بينهما سوى مسافة عشرين كيلو متر مربع!.
«الأحمر إخوان»
كشفت وكالة فرنسية متخصصة في أبحاث التنظيمات الإرهابية، في وقت سابق، عن علاقة وثيقة بين نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن الأحمر والتنظيمات في اليمن.
وكشفت تقرير لوكالة "إيجيس" ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، عن علاقة الأحمر بالتنظيمات الإرهابية في اليمن، وكيف يحصل التنظيم على أسلحة بواسطة "الأحمر" الذي يعد الرجل الأول في الحكومة الشرعية.
راعي الإرهاب
وأكدت التقرير، أن تنظيم القاعدة في بلدة “يكلا” الواقعة بين رداع ومأرب، التي تعد المعقل الأساسي لحكومة إخوان اليمن تعتبر المركز الرئيس للتنظيم الذي تحاربه دول التحالف العربي، وأن التنظيم يحصل على أسلحة قدمت على أنها دعم للقوات الحكومية عن طريق نائب الرئيس علي محسن الأحمر.
ولفت التقرير إلى أن الجماعات المتطرفة في البيضاء تمكنت من الحصول على سلاح تابع للتحالف وبدعم مباشر من نائب الرئيس اليمني، مشيرةً إلى أن ذلك تم عندما انطلقت حملة عسكرية من قبل «علي محسن الأحمر» في مأرب وتحديداً في أبريل 2018 تحت ذريعة فتح جبهة ضد الحوثيين انطلاقاً من يكلا إلا أن التوجيهات للحملة كانت تتضمن إعلان الاستسلام عند الوصول للمدينة التي تقع تحت سيطرة المتطرفين.
وبحسب التقرير الذي نشرته الوكالة: ”فقد تم بالفعل تسليم كافة الأسلحة للجماعات المتطرفة إخوان اليمن حزب الإصلاح بجانب تنظيم القاعدة في محافظة مأرب".
وبحسب الوكالة فإن محاولات تبذل من حزب الإصلاح الإخوان المسلمين في اليمن للسيطرة على البيضاء إلا أن عدد من القبائل القوية في المحافظة تعاملت بمرونة وذكاء في اتخاذ سياسة الحياد بين مختلف الأطراف المتصارعة لعدم قناعتها بمصداقية الحكومة الشرعية وفسادها وكذلك التوجهات المشبوهة لحزب الإصلاح الذي لم تتضح حتى الآن طريقة عمله وأهدافه.
تواطؤ الإخوان
المتابع الجيد للمشهد في اليمن خصوصاً كل حروب صعدة، سيعرف مدى تخاذل جماعة الإخوان الإرهابية المتمثلة في حزب الإصلاح باليمن، وكيف وقفت الجماعة بجانب مليشيا الحوثي الانقلابية، وكذلك أول من خطط وساعد دخول الحوثيين من صعدة لمدنيين ومسلحين إلى صنعاء لغرض إسقاط نظام علي عبدالله صالح، الرئيس اليمني السابق.
ووقع الحزب الإخواني، اتفاقيات سرية مع الحوثيين ورتب كافة الأمور لتسليم محافظات الشمال للحوثيين واحدة تلو أخرى وصولاً إلى تعز التي أصدر الإصلاح فيها تعميماً لأنصاره داخل المعسكرات باستقبال قوات الحوثيين ومشاركتهم في اقتحام عدن.
كل التواطؤات الإخوانية والتخاذل المخزي، جاء في الوقت الذي كانت فيه المقاومة الجنوبية تخوض أشرس المعارك في الجنوب لطرد مليشيات الحوثيين الإيرانية بينما قيادات الإصلاح يصفون المقاومة الجنوبية بالعملاء لإيران في تناقض مريع لحزب نشأ وعاش على التقلبات، بل أكثر من ذلك فدعموا محافظات الجنوب بالتنظيمات الإرهابية ومولوها بالمال والسلاح والخطط لاستهداف المقاومة الجنوبية وتم تصفية العشرات من القيادات الجنوبية التي قاومت الحوثيين.