انعدام الغاز المنزلي أزمة جديدة تضاعف معاناة المواطنين في عدن ( تحقيق )

الأربعاء 10 أكتوبر 2018 00:22:38
testus -US
المشهد العربي - تحقيق خاص

لا تقف  معاناة المواطنين في عدن ومحيطها عند ضائقتي انعدام المشتقات النفطية وانهيار العملة المحلية فقط فقد  أضيفت إليهما اليوم أزمة جديدة  تتمثل بانعدام الغاز المنزلي وارتفاع سعره .

 

 في مختلف مديريات محافظة عدن  شوهدت أمس و اليوم المئات من السيارات العاملة بالغاز المسال وعشرات  الشبان يتزاحمون وقوفاً قبالة محطات بيع الغاز أملا بالضفر  بأسطوانة غاز باتت  تعبئتها  أمنية من الأماني .

 

لسنا استثناء : 

عامل في محطة غاز في حي المعلا بعدن نسب  الزيادة الجديدة في سعر الغاز الى ارتفاع تكلفة النقل وانهيار العملة المحلية .

وقال لمحرر " المشهد العربي " الذي زار عدد من مراكز بيع الغاز المنزلي للوقوف على حقيقة وجود أزمة – إننا لسنا استثناء وبطبيعة الحال نتأثر كغيرنا من القطاعات بحركة السوق موعزا سبب الأزمة الحالية في عدن الى تخوفات التجار من الخسائر التي قد يتكبدونها  نتيجة ارتفاع سعر الدولار .

 

"لوقوف في طوابير السيارات المتراصة أمام محطات المشتقات النفطية  لساعات وربما لأيام وانهيار العملة المحلية أضحت في ضل وجود هذه الحكومة أمر اعتيادي اعتقد أن زوال هذه الحكومة " الكارثة " من شأنه أن يضع حدّاً لعذاباتنا المتتالية رأي لـ " الشاب سامر " الذي كان منهمكا بنقل أسطوانة  غاز الى الأمام كلّما تقدّم دوره للوصول الى آلة  التعبئة .

 

عبد الباسط شاكر معلّم ومصاب بكسر في رقبته كان هو الآخر يقف في الطابور وعلّق متبرّما من طول الانتظار " هل كُتب علينا أن نقضي أعمارنا في هذه الطوابير والأزمات التي تتوالد كل يوم دون نهاية .

 

وتساءل شاكر .. كيف يمكن القبول باستمرار هذا التردي والانحدار في كل مناحي الحياة ؟ وقال داعيا المواطنين الى وضع نهاية لما وصفها بالمهزلة التي تقودها حكومة " معاشيق " حد وصفه

 

يشار إلى أن مدينة عدن تشهد أزمة  خانقة بانعدام المشتقات النفطية  دخلت شهرها الثاني دون انفراجة قريبة بحسب مصادر عاملة في شركة النفط قالت لـ " المشهد العربي " إن جهات حكومية وأخرى نافذة مقرّبة من مكتب الرئيس هادي تعمل على استمرارها بغية الهيمنة على هذا القطاع الحيوي.

 

 ولفتت المصادر الى أن مكتب النفط في عدن يرفض بشكل قاطع الاحتكار الذي تفرضه هذه الجهات والتي باتت تطالب الشركة برفع سعر المشتقات النفطية بما لا يكون في متناول المواطن العادي وما سينتج عن تلك الزيادة من أعباء جديدة تصب جميعها فوق كاهله المثقل بالهموم والأدواء والأزمات .

 

احتكار : 

شركة النفط في عدن رفضت التعليق بشأن  الأزمة الجديدة المتمثّلة بانعدام الغاز المنزلي وأفادت " أن ذات الجهات الحكومية جرّدت الشركة بعد الحرب من احقيتها في استيراد وبيع الغاز وسمحت لعدد من التجار " المقربين " من مراكز صنع القرار في الحكومة الشرعية في باحتكار بيع المادة .

 

مصائب قوم :

الشاب " علي فضل ساحق " حمل أسطوانة  الغاز على كتفه ووضع اسفلها قطعة كرتون مشيرا الى أنه لا يملك ثمن أجرة التاكسي للوصول إلى البيت فهو بالكاد تمكّن من تدبير ثمن الغاز الذي قال بأنه تفاجأ من زيادة سعره وسيضطّر الى حمل الأسطوانة حتى بلوغ بيته على بعد 7 كيلو متر تقريباً .

 

الباسطي شاب في العقد الرابع من عمره يعمل حمّالا  في المحطة ؛يقف مترقّبا وهو يردد أهازيج شعبية يعرض أثناء ذلك على الأطفال والعجزة و النساء ممن لا عائل لهن المساعدة في حمل أسطوانات الغاز بمقابل مادي .

 

 الباسطي لم يمنعه الإنهاك والإعياء الذي بدا ظاهرا على محياه  من التعبير عن سعادته باستمرار الأزمة أطول  مدّة ممكنه مستدركاً لا يعني قولي أنني راض عن عذاب الناس ومعاناتهم بالعكس ولكن أصدقك القول " لا أحصل على دخل كاف لي وأطفالي يوميا من ممارسة مهنة " الحمالة " إلا بالكاد لكن مع بدء أزمة الغاز المنزلي أوفر دخلا جيدا فأنا أربأ بنفسي عن جني  المال من طريق الحرام والكسب غير المشروع و أسأل الله تعالى أن لا يحوجني لأحد ويمتّعني بالصحة والعافية ما حييت .

 

وكان لانهيار العملة المحلية أثرا بالغاً على حياة أهالي مدينة عدن الذي يعتمد غالبهم على دخل شهري توفره وظائفهم الحكومية والخاصة ؛ ما أدى الى اندلاع احتجاجات شعبية في عموم محافظات الجنوب وفرض حالة عصيان مدني لا زالت مستمرّة ؛ غير أن حالة الرفض الشعبي هذه لم تتمكن من إجبار الحكومة الشرعية على القيام بمهامها وواجباتها وتلافي حالة الغليان الشعبي الذي وصل ذروته مطلع أكوبر الحالي بإعلان تاريخي صدر عن المجلس الانتقالي الجنوبي حمل بمضمونه دعوة صريحة للإطاحة بالحكومة التي قال بأنها باتت عاجزة عن توفير أدنى الخدمات لشعب الجنوب وتتعمد إذلاله عن طريق تحركات شعبية قال بأنه سيكون حاميا لها وأمينا على تحقيق أهدافها المشروعة حد طي البيان  .