خبير استراتيجي: الإفراج عن برانسون..انبطاح تركي جديد لأمريكا
قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه إن إفراج تركيا عن القس الأمريكي أندرو برانسون هو بمثابة انبطاح تركي جديد لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف طه الخبير في الشؤون السياسية والاستراتجية في تغريدة له على حسابه على توتير، أن ما فعلته تركيا هو تشكيك صريح لأحكام القضاء واستباحة للسيادة التركية.
وقارن طه بين الموقف التركي والموقف السعودي قائلاً:" رد السعودية على ترامب: نحن أقدم منكم ب30سنة، أسقطنا تأمركم ضد مصر، نشتري السلاح بأموالنا، لا ندفع مقابل حمايتنا".
جاءت مقارنة طه للموقف التركي والسعودي ليبين رد المملكة العربية السعودية على ترامب حينما قال زعم أنه يحمي السعودية وغيرها من الدول العربية، في حين كان الموقف التركي مخزيا بهذا الشكل.
وبرانسون أحد آلاف الأشخاص الذين اعتقلهم نظام أردوغان إثر محاولة انقلابية فاشلة، العام 2016، ويواجه معظمهم أحكامًا قاسية، لكن الأمور مع القس اختلفت خلال الفترة الماضية، ما يثير التساؤل عن سرّ هذا التحول.
ورغم تهديد أردوغان ووعيده لكل المعتقلين على خلفية الانقلاب، إلا أن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ملف القس جعل الأمور مع الوقت تتحول لصالحه تدريجيًا حتى تم الإفراج عنه اليوم.
المتابعون لملف الاعتقالات السياسية في تركيا ما بعد انقلاب 2016 الفاشل، يقرأون في إطلاق سراح القس الأمريكي، رضوخًا من قِبل أردوغان لترامب، الذي أولى اهتمامًا كبيرًا للموضوع.
وقد لعب ترامب مع أردوغان لعبة مزدوجة، حيث فرض عليه إجراءات اقتصادية وسياسية مؤلمة، لم تترك له الكثير من الخيارات، للمناورة بخصوص ملف القس وملفات أخرى ذات ارتباط بالسياسة الأمريكية في المنطقة.
وحاول أردوغان في البداية مقايضة القس بحليفه السابق وغريمه الحالي رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، ليجد نفسه في النهاية مرغمًا على إطلاق سراحه دون أي مقابل.