دماء على القضبان.. حوادث القطارات في المغرب «صور»
شهدت منطقة “بوقنادل” في المغرب العديد من حوادث القطارات في السنوات الماضية، والتي خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
عاشت منطقة “بوقنادل” القريبة من العاصمة المغربية الرباط، أمس الثلاثاء، على وقع الصدمة جراء الانحراف المأساوي للقطار الرابط بين مدينتي الرباط والقنيطرة.
وخلف الحادث، وفق الحصيلة الأولية التي وفرتها مصادر طبية، 11 قتيلًا و125 جريحًا.
وبحسب إدارة السكك الحديدية في المغرب، فإن هذا الحادث هو الأسوأ من نوعه في تاريخ قطارات المغرب، منذ العام 1993، مؤكدة أن حوادث القطارات “نادرة” في المملكة.
كارثة تمارة
رغم أن ضحايا واقعة “بوقنادل” في تزايد مستمر، إلا أن حادث اصطدام قطارين سنة 1993 في مدينة تمارة ضواحي العاصمة الرباط، والذي أدى حينها إلى مقتل 15 شخصًا وسقوط نحو 100 جريح، هو الأسوأ من نوعه في تاريخ المغرب.
فاجعة فاس
في العام 2012، اهتز المغرب على وقع حادث انقلاب قطار بمدينة فاس كان قادمًا من مدينة وجدة ومتجهًا نحو مراكش، لكنه انحرف عن السكة الحديدية، مخلفًا 50 جريحًا.
وحمّل المكتب الوطني للسكك الحديدية، آنذاك، مسؤولية وقوع الحادث إلى مجهولين قاموا بأعمال تخريبية، وسرقوا عدة مثبتات تستخدم لتوطيد قضبان السكة الحديدية، ما تسبب في تفكك قضبان السكة فانحرف القطار.
ووفق إدارة السكك الحديدية فإن “العمل التخريبي” تسبب في أضرار كبيرة للقاطرة.
أطفال بن جرير
يوم الـ21 من أيار/ مايو 2012، اصطدم قطار قادم من مدينة مراكش في اتجاه مدينة الدار البيضاء بحافلة للنقل المدرسي عند ممر غير محروس قرب مدينة “بن جرير”.
وحصد هذا الحادث أرواح 4 تلاميذ وأصاب 17 آخرين، كانوا على متن حافلة للنقل المدرسي.
وحمّلت النيابة العامة سائق الحافلة مسؤولية الحادث، والذي وجهت له حينها تهمة “القتل عن طريق الخطأ، واستهلاك المخدرات والجرح وعدم الانتباه أثناء عبور ممر سككي غير محروس”.
حادث زناتة
يوم الـ27 من آب/أغسطس 2014، لقي شخص مصرعه، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة عقب خروج قطار للمسافرين عن سكّته بمنطقة “زناتة” جنوب مدينة المحمدية قرب الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمملكة.
ووقع هذا الحادث بعد اصطدام قطار سريع للمسافرين كان متجهًا من مدينة الدار البيضاء صوب مدينة فاس (وسط المغرب)، بقطار آخر مخصص لنقل السلع والبضائع.
اصطدام قرب طنجة
يوم الـ31 من تموز/ يوليو 2015، شهد مدخل مدينة طنجة شمال المغرب اصطدامًا عنيفًا بين قطار وشاحنة من الحجم الكبير.
وخلّف هذا الحادث عشرات الجرحى من بين المسافرين الذين كانوا على متن القطار، كما أصيب السائق ومساعده وسائق الشاحنة بجروح خفيفة.
ووقع هذا الحادث بسبب عدم انتباه سائق الشاحنة إلى علامات التشوير، وعدم احترام علامات الإنذار الموجودة بعين المكان. وفق ما أكده المكتب الوطني للسكك الحديدية.
شهيدات طنجة
استفاقت مدينة طنجة شمال المغرب في الـ17 شباط/ فبراير الماضي، على وقع فاجعة كبيرة، إذ لقي 6 أشخاص مصرعهم أغلبهم نساء، في حين أصيب 14 شخصًا بإصابات متفاوتة الخطورة، إثر حادث سير خطير بين سيارة كبيرة لنقل العمال، وقطار لنقل البضائع، يربط بين مدينة طنجة والميناء المتوسطي.
ووقع هذا الحادث بعدما حاول سائق سيارة لنقل المستخدمين تجاوز السكة بمنطقة محروسة بطنجة، إلا أن القطار القادم إلى المدينة باغته ما أحدث اصطدامًا عنيفًا.
وأفاد بيان للمكتب الوطني للسكك الحديدية حينها بأن القطار “يربط بين مدينة طنجة والميناء المتوسطي، إذ وقع الحادث على مستوى ممر محروس بالقرب من مقاطعة بني مكادة”.
وكانت “المنظمة الديمقراطية للشغل” (تنظيم نقابي)، أكدت في تقرير لها شهر مارس الماضي، أن حوادث القطارات الكارثية التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة، راجعة بالأساس إلى تهالك وتلاشي وتقادم التجهيزات والمنشآت السككية والقطارات والعربات في البلاد، وضعف الصيانة وغياب قطع الغيار ما يؤدي إلى عطل في الفرامل، والاستمرار في اللجوء إلى الوسائل التقليدية والبدائية في إصلاح أعطاب القطارات والعربات.
وشدّد التقرير على أن شبكة السكك الحديدية في المغرب قديمة، ولم تعد تتماشى والمعايير الدولية في مجال السلامة والراحة الضرورية والمرافق الصحية.