رشيدة القيلي.. مشروع إخواني لنشر الفوضى باليمن
رأي المشهد العربي
بنفس منهجية النظام المتأسلم "الإخوان المسلمين" التي اعتاد أن يسير بها على رتم واحد لا بديل ولا انعواج عنه، فإلى جانب خروقاته وانتهاكاته التي لا إحصاء لها، يتعمد أيضاً استقطاب شخصيات ذات نفس الملامح الفكرية والعقلية، شخصيات تفقد كل المواهب والملكات الفكرية، وكل ما تتميز به هو أنها اتقنت كيف تسير إلى جانب القطيع كيف تردد ما يقال لها، اتقنت جيداً دور الببغاء خاصة النساء منهم، واللائي لم يختلفن كثيراً عن بعضهن على الرغم من اختلاف البلدان واللكنات واللهجات إلا أنها النمطية ذاتها التي لم تتغير أبداً.
"أم أيمن" أو "رشيدة" الاثنتين وجهين لشخصية واحدة، تعلمت أن تلفظ فقط ما أورده الأمراء أو القادة على مسامعها، دون التفكير أو الفهم، فكلا منهما اتقنت دورها بغباء، كالراديو أو المذياع نفس الألة إلا أنها تخرج أفكارا وأشكالا مختلفة، تماما كما تفعل نساء الإخوان، نفس الشخصية، لكنك تجدها اليوم تمجد فلانا، وغدا تحتقره، اليوم متأسلمة وغدا علمانية، اليوم ضد الإرهاب وغدا تثني عليه، دون علم أو فهم أو تفكير فيما يقال.
فأم أيمن، تلك القيادية الإخوانية المصرية، والتي استخدمها الإخوان لتكون المسئولة عن الجناح النسائي لديهم في مصر غردت وهللت وتمتمت بأفكارا كثيرة متناقضة لا أمل ولا جدوى منها سوى إغراء ضعفاء النفوس، لتأتي نهايتها المحتومة مع نهاية جماعتها وصحوة الشعب المصري عليهم، مثلما فعلت كل الشعوب التي أراد إخوان المصلحة اعتلاء عروشهم والسيطرة عليهم، كما في سوريا وتونس وليبيا وغيرهم من الدول العربية.
إلا أن الوضع يختلف بعض الشئ في اليمن، فالإخوان هنا فصيل لم يظهر للعلن بصورة واضحة فضل الاختفاء خلف ستار حزبه " الإصلاح" وتحت عباءة الشرعية معاونا وملامسا لحكومة هادي، وفي ظلال المليشيات الحوثية، الممولة من إيران حليفة قطر الممول الأول والمسؤول عن جماعة الإخوان.
لذلك فنموذج النساء الإخواني اليمني ستجده أكثر تناقضا وتعمقا، ولتكن القيلي إحدى تلك النماذج، فالصحفية والحقوقية الحائزة على جائزة أفضل صحفية يمنية لعامين متتالين والمرشحة لمنصب رئيس الجمهورية لعام2006، لم تختلف كثيرا عن كل النماذج الإخوانية، والتي تفتقر للثقافة والحنكة والملكة الفكرية وأيضا الخبرة.
فسيدة الحذاء، كما يلقبها الكثيرون نظرا لسوء حنكتها وتصرفاتها الهوجاء في المواقف العامة وحينما تضع في مواجهة حقيقية مع أشخاص مثقفين حقيقين وليس مدعيين، تبدأ بالعصبية وبرفع حذائها على كل من في المجلس معها، مقدمة أسوء صورة للمرأة اليمنية التي نادت بمطالبها واحترامها، لتجبر أيا من يراها على عدم احترام النساء، وذلك تماما ما حدث معها في سبتمبر 2006، حينما رفعت حذائها على مؤتمر صحفي للجنة العليا للانتخابات، خلال ترشحها لمنصب رئيس الجمهورية، وكأنها تؤكد للجميع أنها لا تستحق حتى مجرد الإدلاء بصوتها في الانتخابات كمواطنة عادية كاملة الأهلية والوعي.
وكأن الحزب الإخونجي، يختار نسائه بحنكة شديدة كي يكونوا جميعا على تلك الشاكلة، ومن ثم يصدرهن للإعلام في مواقف مثيرة للجدل حتى يلمعن، وتبدأ دورة أعمالهم الطبيعية في نشر خرافاتهم.
فرشيدة القيلي واسمها الكامل رشيدة علي قائد صالح القيلي ولدت سنة 1965م، ولدت في محافظة تعز باليمن، قيادية بارزة بحزب الإصلاح الذراع الأيمن لجماعة الإخوان باليمن، امرأة مثيرة للجدل بكل ما تحمله الكلمة من معاني حيث ادعت أنها تدافع عن حقوق المرأة اليمنية وتناهض اضطهاد المجتمع لها وهى كانت أول من أساء إليها في كثير من المواقف أهمها وأشهرها كان في أبريل الماضي حينما أرادت تحويل قضية اغتصاب أحد السودانيين لإمرأة يمنية، لتشير إلى أنها مجرد محاولة تحرش وإن ما أثير حول تلك القضية مجرد بلبلة، مشيرة إلى أن الأمر لا يستحق كل ذلك الاهتمام.
ربما كان الأمر كذلك، ولم تكن القضية محاولة اغتصاب إلا أن القيادية التي صدحت في كل المجالس بأنها تدافع عن المرأة خدشت حياء وكرامة كل النساء بكلماتها فكان يتطلب الأمر حنكة أكثر للتوضيح وليس التسفيه والإهانة بتصريحات لن تجدي نفعا بل ستزيد الأمر تعقيدا ما يدل على أنها لا تصلح لأن تتحدث يوما باسم النساء أو تطالب بحقوقهن.
لم تتوقف تصريحاتها المثيرة للجدل عند هذا الحد بل كان لها رأيا صادما في ثورة الجياع، التي جاءت بمطالبة جماهيرية يمنية خروجا على انتهاكات مليشيا الحوثي لليمنيين واستنزافهم ثروات البلد، ما دفع للاقتصاد بالانهيار، وجلب الفقر والمجاعات على الشعب اليمني.
حيث خرجت الأسبوع الماضي، منددة بتلك المطالب الشعبية، مستعينة بفتاوي لم يسمع عنها سوى من فم قيادي الإخوان، مثل الخروج على الحاكم حرام شرعا، أو ثورات الجياع بعد عن الله، أو أن الأزمة الحالية يكفي أن نصلي لله، حتى يرفع عن الشعب.
أثارت بذلك التصريح غضب الشعب اليمني بالكامل الذي تسائل لصالح من تعمل تلك القيادية الإخوانجية، أم أنها أرادت إخفاء حقائق أخرى قد تكشفها ثورة الشعب وهي أن الإخوان المدبر الخفي لتلك الأزمة، لاستفادته من اشتعال الوقيعة بين كل أطراف الشعب.
ومؤخراً أصدرت القيادية البارزة في حزب الإصلاح تعليقا صادما، أيدت من خلاله الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها ميليشيا الحوثي بحق أتباع الطائفة البهائية في اليمن.
وكتبت القيلي على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أقولها بكل قناعة وصراحة.. من محاسن الحوثي وهي قليلة، قمعه لشلة البهائيين الضالين المضلين في صنعاء".
وجاء تأييدها لتنكيل الحوثيين بالبهائيين في صنعاء، في غضون دعوة فريق خبراء الأمم المتحدة المليشيات الانقلابية إلى إسقاط تهم الردة والتجسس التي توجهها لـ 24 شخصا غالبيتهم من البهائيين والإفراج عنهم فورا، وإيقاف الممارسات التمييزية القائمة على أساس الدين أو المعتقد.
وبحسب موقع الأمم المتحدة، ذكر الخبراء المعينون من مجلس حقوق الإنسان في جنيف، في بيان صحفي، أن "الإجراءات الجنائية كانت قد بدأت في إحدى المحاكم الحوثية بصنعاء، في 15 سبتمبر الماضي، بحق 24 شخصا، من بينهم 22 على الأقل من البهائيين يشملون ثماني نساء وقاصرا، بتهم الردة وتعليم الدين البهائي والتجسس".
وقال خبراء الأمم المتحدة: "إننا نشعر بالقلق الشديد إزاء ملاحقة هؤلاء الأشخاص جنائياً استنادا إلى تهم تتعلق بدينهم أو معتقداتهم، ونشعر بالقلق بشكل خاص من أن عقوبة بعض هذه التهم هي الإعدام".
وأضاف الخبراء نكرر دعوتنا إلى سلطات الأمر الواقع في صنعاء، لوضع حد فوري لاضطهاد البهائيين المتواصل في اليمن، وإطلاق سراح المعتقلين بسبب دينهم أو معتقدهم.
فالحزب العنصري بالدرجة الأولى، وفي شتى نواحي الحياة ليست الدينية منها فقط اعتاد أن ينشر أفكاره واتجاهاته بلسان هؤلاء الذي إذا تحدثت يوما معهم لن تجد سوى لسان يتحدث فقط، وعقول واهية، لا تملك مبادئ تدافع عنها أو قضية تحيا لأجلها.