شفافية السعودية في قضية «خاشقجي» صفعة على وجه أعدائها
رأي المشهد العربي
«موت جمال خاشقجي، حدث على أرض تخضع للسيادة السعودية وبالتالي فإن القضية ستأخذ مجراها النظامي المتبع في المملكة وستصل للقضاء بعد اكتمال المتطلبات».. بتلك الكلمات أخرس وزير العدل السعودي، وليد بن محمد الصمعاني، كل الألسنة والأبواق التي كانت تتربص بالسعودية وتريد أن تجعل من قضية الكاتب الصحفي جمال خاشقجي شماعة لمهاجمة المملكة ..
وجاء تصريح وزير العدل، بعد حزمة من القرارات أمر باتخاذها الملك سلمان، خادم الحرمين الشريفين، أبرزها، إعفاء عدد من الشخصيات البارزة في جهاز الاستخبارات السعودي وعلى رأسهم نائب الرئيس، أحمد عسيري، بالإضافة إلى إعفاء المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، من منصبه، وتشكيل لجنة وزراية برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة رئاسة جهاز الاستخبارات السعودي.
ومنذ بداية أزمة اختفاء خاشقجي، بدأت دول راعية للإرهاب في شن هجوم على السعودية، وأعلنت قناة الجزيرة، منبر جماعة الإخوان المسلمين وبوق قطر الراعية للتنظيمات الإرهابية، في تبني حملة ممنهجة لكي تنال من المملكة بعد فرض دول التحالف العربي حصارا سياسيا واقتصاديا على الدوحة بعد إثبات رعايتها وتمويلها للتنظيمات التي تعوق استقرار دول الشرق الأوسط.
وتوجهت أنظار الدول المعادية للمملكة، لتناول القضية وسخرت دول الغرب أبواقها الإعلامية لمهاجمة السعودية، دون الالتفات إلى معاناة الشعوب التي تئن من ويلات الحرب والاحتلال ومتجاهلة المدن الكاملة التي تحترق والعائلات التي تموت جوعا وحسرة، كل ذلك من أجل تصفية حسابات سياسية رخيصة.
مواقف سعودية مشرفة
الهجوم على السعودية غير المبرر لم يأت من فراغ، بعد جهودها في مكافحة الإرهاب، وإفشال المملكة مشروع الفوضى الخلاقة في المنطقة، ومحاربة الفكر الإخواني ومخططهم، وقطع العلاقات مع طهران والدوحة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني علي البخيتي: إن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا ما هى إلا شماعة دولية للتآمر على المملكة العربية السعودية.
علق الكاتب الصحفي، والمحلل السياسي الجنوبي، هاني مسهور، على إعلان المملكة السعودية وفاة الكاتب الصحفي جمال خاشقجي قائلًا: رحمك الله ياجمال، مضيفا: لو أنك حيا ورأيت مقدار حرص ولاة الأمر على إظهار الحق وحزن أبناء وطنك لعرفت أن قناة الجزيرة والإخوان فرحوا لموتك لتمرير أجندة دنيئة.
صدمة الأعداء
وبإعلان المملكة السعودية وفاة الكاتب الصحفي، استطاعت أن تغلق بشجاعة نادرة ملف اختفاء جمال خاشقجي منذ الثاني من أكتوبر الحالي؛ ورفعت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من سقف شجاعتها عندما أعلنت تشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، من أجل إعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة، وتحديث نظامها ولوائحها، وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق، وتقييم الإجراءات والأساليب والصلاحيات المنظمة لعملها، والتسلسل الإداري والهرمي بما يكفل حسن سير العمل، وتحديد المسؤوليات، إضافة إلى إقالة سعود القحطاني مستشار ولي العهد، وسط شفافية ومصداقية وصراحة شهدها العالم بأكمله.
وتمكنت السعودية من تفسير اللغز الذي أحاط باختفاء خاشقجي على مدى 17 يومًا مضت، وقد أظهرت الآلة الإعلامية العالمية خلال هذه الأيام من هم أعداء السعودية الذين يتربصون بها، ومن هم أصدقاؤها الذين يؤمنون بسياستها الحكيمة في التعامل مع الأحداث والطوارئ والأزمات.
ويؤكد محللون ومراقبون، أن شجاعة السعودية تجاوزت كل الآفاق المتوقعة، وأن هذه الشجاعة باتت تقلق أعداء السعودية الذين كانوا يتمنون أن يظل سر اختفاء خاشقجي لغزًا محيرًا للعالم لأطول فترة ممكنة؛ الأمر الذي يزيد من حجم الاتهامات الموجهة إلى السعودية وقيادتها بأنها وراء هذا الاختفاء؛ لذلك ليس من المستبعد أن تواصل الآلة الإعلامية المعادية للرياض توجيه الاتهامات، وإثارة الفتنة والشائعات حول القضية نفسها في محاولة منها لتشويه مشهد هذه الشجاعة، والتقليل من أهميتها، ولكن حكومة خادم الحرمين الشريفين قادرة على التعامل المثالي والنموذجي مع هذا الوضع، وتفويت الفرصة على أعداء السعودية.
ويرى المراقبون، أن إعلان السعودية وفاة خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في تركيا أصاب قناة الجزيرة القطرية بصدمة، لم تستفِق منها حتى الآن، خاصة أن القائمين على هذه القناة كانوا قد وضعوا مسبقًا خريطة برامج إعلامية طويلة المدى، تتضمن عددًا من الفقرات للهجوم على السعودية، وأربك إعلان حقيقة اختفاء خاشقجي خط سير هذه الخريطة، وأوقف مسارها المناهض للمملكة؛ ولذلك لا يستبعد المحللون أن تغير القناة ـ بتعليمات من تنظيم الحمدين ـ برامجها وخططها الإعلامية، ولكن جهودها ستذهب هباء منثورًا بعدما وقفت العديد من الدول في صف السعودية، وأيدوها في شجاعتها وتحليلها لما حدث لخاشقجي.
صدمة أخرى تلقتها الجزيرة عندما ساندت الولايات المتحدة الأمريكية السعودية في موقفها، وأعلنت واشنطن هذا الموقف على لسان دونالد ترامب، الذي أعلن على الملأ أنه لن يتخلى عن السعودية، وأن الرياض دولة محورية في الحرب على الإرهاب.
وبعكس كل الدول الشقيقة والصديقة التي ساندت السعودية، ستبقى قطر بمفردها تغرد خارج السرب العربي والعالمي، وتتربص بالأمة في محاولة منها لإثارة الفتنة في المنطقة، والنيل من الدول المستقرة التي تتميز بالتفاف الشعب حول قيادته، وعلى رأسها السعودية، هذا الالتفاف يقلق الثلاثي "قطر وقناة الجزيرة وتنظيم الحمدين"، ولكن مرور الأيام كفيل بأن تظهر حقيقة هذا الثلاثي على حقيقته، ويدرك الجميع من هو الصادق مع نفسه والعالم، ومن يدعم الإرهاب ويثير الفتن في العالم.
إشادة عربية
في الوقت الذي هاجمت فيه دول غربية وعربية بعينها المملكة، أشادت أخرى بقرارات وإجراءات العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قضية خاشقجي.
وأثنى وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، على ما أولاه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود من اهتمام كبير وحرص بالغ على تحري الحقيقة في هذا الموضوع وهو ما تجسد في توجيهاته وقراراته بكل شفافية وعدل وبما يكفل المحاسبة القانونية العادلة، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".
وقال الشيخ عبدالله إن المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها كانت ولا تزال دولة المؤسسات، التي تقوم على العدل والإنصاف.
وأضاف أن القرارات والإجراءات الملكية، التي اتخذت بعد التحقيق الذي تم في هذه القضية تؤكد مجددا على هذه القيم والمبادئ الراسخة بما يكفل تطبيق القانون والعدالة.
من جانبها، أشادت البحرين بالاهتمام الكبير للعاهل السعودي من أجل إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية، وهو ما تجسد في التوجيهات الحكيمة والقرارات الملكية السديدة والفورية بشأن قضية خاشقجي.
وأكدت البحرين أن المملكة العربية السعودية كانت وستبقى دولة العدالة والقيم والمبادئ، التي تكفل تطبيق القانون على الجميع دون استثناء.
وشددت البحرين على أن السعودية بما لها من مكانة إقليمية ودولية عالية وما لديها من مقومات كبيرة وما لها من إسهامات نبيلة ستظل أساس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وجددت البحرين موقفها المتضامن بقوة مع المملكة في كل ما تتخذه من مواقف وإجراءات ورفضها التام لكل ما يمس أمنها وسيادتها واستقرارها.
شجاعة وشفافية
أما مصر فقد أشادت، بالقرارات والإجراءات «الحاسمة والشجاعة»، مؤكدة أن القرارات تتسق مع التوجه المعهود للسعودية نحو احترام مبادئ القانون وتطبيق العدالة النافذة.
وأعربت الخارجية المصرية في بيان عن تثمينها لنتائج التحقيقات الأولية في قضية خاشقجي، التي أصدرها النائب العام بالمملكة.
وفي السياق، أكدت الحكومة الأردنية أهمية الخطوات التي اتخذتها السعودية فيما يتعلق بالتحقيقات بقضية خاشقجي، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة ضرورية في استجلاء الحقيقة الكاملة حول ملابسات هذه القضية، وإحقاق العدالة الناجزة ومحاسبة المتورطين فيها.
وبدورها، أكدت دولة فلسطين أن "المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ستبقى دولة العدالة والقيم والمبادئ"، مشيدة بالقرارات التي اتخذها الملك سلمان تأكيد إرساء العدل والانصاف والحقائق والقانون.
ووصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الإجراءات السعودية بـ"الحازمة"، مشيرا إلى أنها تؤكد "التزام قيادة المملكة الحكيمة بإيضاح الحقائق أمام الرأي العام العالمي، ومواصلة التحقيق في القضية، ومحاسبة المتورطين في هذا الحادث المؤسف وتقديمهم للعدالة.
وبعد أن أكدت التحقيقات السعودية وفاة خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، أوقفت النيابة العامة 18 شخصا من الجنسية السعودية على ذمة القضية.
وأمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة، أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبدالله القحطاني، بالإضافة إلى إنهاء خدمات عدد من الضباط بالاستخبارات العامة.
كما أمر بإنهاء خدمة مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات ومساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية، ومدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة.