فوربس: أخصائيو التطعيم.. أبطال مجهولون في اليمن
الأربعاء 24 أكتوبر 2018 20:47:18
ترجمة خاصة بالمشهد العربي
تحت عنوان "الأبطال المجهولون: أخصائيو التطعيم يتسلقون الجبال لإنقاذ حياة الأطفال"، وصفت مجلة (فوربس) الأمريكية عمليات تطعيم الأطفال في اليمن ضد الأمراض المُهددة للحياة في خضم أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم بأنها ليست بالأمر الهين.
وأشارت المجلة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه (المشهد العربي) – إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن في عام 2015، أصبح النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار، حيث تم إغلاق نصف المراكز الصحية، وباتت المستشفيات مكتظة للغاية، ويحتاج أكثر من 11 مليون طفل الآن إلى المساعدات الإنسانية والحماية؛ كل أطفال اليمن تقريبًا.
ولفتت المجلة أنه في أغسطس الماضي، نجحت حملة في تطعيم نحو أربعة ملايين و163 ألفًا و322 طفلًا يمنيًا على مستوى البلاد ضد مرض شلل الأطفال، وذلك عبر جرعة عن طريق الفم.
وسلطت المجلة الضوء على أن فريق الحملة واجه صعوبات جمة خلال جهوده لتطعيم أطفال اليمن، فالتضاريس الصعبة والمواجهات العنيفة والوديان المتقطعة والطبيعة الجبلية ونزوح الأطفال كلها عوامل عرّضت الفرق الصحية لتحديات كبيرة، فضلًا عن نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وعقبات أخرى.
ونوهت المجلة بأنه في عام 2017، انتشر نحو 40 ألفًا من القائمين على التطعيمات في جميع أنحاء اليمن لتطعيم نحو 5 ملايين و300 ألف طفل دون سن الخامسة، في حملة طرق الأبواب ضد مرض شلل الأطفال.
ونقلت المجلة الأمريكية عن أحد العمال الصحيين – يُدعى "أحمد أحمد عبد الله" – قوله إنه اضطر وفريقه إلى اصطحاب حمار لحمل اسطوانة غاز تُستخدم في تشغيل المولد الذي يحفظ درجة حرارة اللقاحات ويجعلها باردة في ظل ما تعانية البلاد من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، فضلًا عن الإمدادات غير المنتظمة للوقود.
وألمحت المجلة إلى أن الحملات الإعلانية تضمنت التنبيه عبر الإذاعة، فكان الأطفال وعائلاتهم ينتظرون بفارغ الصبر وصول فريق التطعيم، كما سعت الفرق الصحية إلى الوصول لأماكن صعب الوصول إليها، حيث تتوجه إلى القرى الأكثر عزلة للوصول إلى كل طفل هناك.
وعلى الرغم من الإجهاد الذي يتعرض له العاملون الصحيون، إلا أنهم يشرعون على الفور في إعطاء لقاح شلل الأطفال، إذ يحصل كل طفل دون سن الخامسة على نقطتين في الفم، ويتناول الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 11 شهرًا مكملات فيتامين (أ) أيضًا؛ بهدف المساعدة في تعزيز مناعتهم، بحسب المجلة.
ووفقًا لـ"أحمد"، فإن فريقه يغطي حوالي 20 إلى 30 أسرة كل يوم، وبعد تطعيم الطفل، يتم وضع علامة على إصبع السبابة، ويتم وضع علامة على المنزل أيضًا، للتأكد من عدم نسيان أي طفل، وتساعد علامة المنزل الفريق أيضًا في معرفة المكان الذي أنهيت فيه اليوم السابق، وأين تبدأ من اليوم التالي، قائلًا: "نحن بحاجة إلى تطعيم أطفالنا لأنهم جزء منا.. لن نترك طفلًا واحدًا بدون تطعيم".
وذكرت المجلة أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قامت وشركاؤها بتعزيز الدعم للأطفال في اليمن، وتوفير اللقاحات والأدوية والمساعدات الإنسانية.
وأشارت المجلة إلى أن مثل هذه الحملات تأتي في وقت حرج، عندما يكون السكان - لا سيما الأطفال - معرضين للخطر بشكل كبير، خصوصًا أطفال اليمن الذين يعيشون على حافة المجاعة وسوء التغذية على نطاق واسع، كما يواجه الأطفال مخاطر عالية للغاية من المرض.
كما قامت (يونيسيف) - بالتعاون مع الشركاء والسلطات الصحية - بتعزيز الدعم للأطفال في اليمن، وتوفير اللقاحات والأدوية لعلاج الأمراض الشائعة التي تصيب الأطفال مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي، طبقًا للمجلة.